الكيمياء والصيدلة > سلسلة المواد المخدرة

الهيرويين يساء استخدامه- الجزء الثاني

الهيرويين من أكثر المواد إساءة للاستخدام وقد تفنن الإنسان في ابتكار أسرع الطرق للحصول على تأثيره 


يتمّ تعاطي الهيروين عادةً إمّا بالحقن (الوريدي والعضلي) أو بالتدخين أو بالاستنشاق (الشمّ). ويقوم البعض بالجمع بين الهيروين والكوكايين، فيستنشقون العقارين على بالتناوب (مسحوق)، أو يقومون بمزجهما في حقنة واحدة، ويطلقون على هذا المزيج اسم كرة السرعة speedball. المشكلة في الطريقة الأخيرة أنّه عند حدوث حالات فرط جرعة للمتعاطي، يكون من الصعب جدّاً (ما لم تجرى تحاليل متخصّصة أو يتوافر تاريخ دقيق للحالة) تحديد المادّة التي تعاطاها، بسبب كون أحد العقارين مثبّطاً للجملة العصبيّة المركزيّة (الهيروين) والآخر منبّها لها (الكوكايين)، حيث يؤدّيان سويّة إلى جملة من الأعراض والعلامات المتضاربة والمختلفة.

هناك اعتقاد خاطئ سائد عند الناس، وهو أنّ تعاطي الهيروين بالشمّ أو التدخين لا يسبّب الإدمان بالدرجة نفسها التي يسبّبها الحقن. ولكنّ الحقيقة هي أنّ الهيروين عقار عالي الإدمانيّة، بصرف النظر عن طريقة تناوله.

كيف يؤثّر الهيروين في الجسم؟

يرتبط الهيروين، شأنه في ذلك شأن المورفين، بالمستقبلات الأفيونيّة الموجودة في الجملة العصبية المركزيّة، إذ أنّه يمتلك بنية مشابهة كيميائيّاً للإندورفينات التي يفرزها الجسم طبيعيّاً لتسكين الألم.

يتميّز الهيروين بدخوله السريع إلى الدماغ، وقابليّته العالية للإدمان النفسي والجسدي.

التأثيرات قصيرة الأمد للهيروين:

تظهر التأثيرات قصيرة الأمد للهيروين بعد 7- 8 ثوانٍ من الحقن الوريدي، أو 5- 8 دقائق من الحقن العضليّ، أمّا بعد التدخين أو الشمّ فيتأخّر تأثيره حتى 10- 15 دقيقة.

يشعر المستخدم في بادئ الأمر بموجة من النشوة والنشاط العارم euphoria مصحوبة بتدفّق الدم والإحساس الدافئ بالجلد، وبجفاف الفم وثقل الأطراف.

سرعان ما تنتهي هذه المرحلة، تاركةً وراءها فترة يتناوب فيها المتعاطي بين اليقظة والنعاس، تدوم لعدّة ساعات. أيضاً تصبح الوظائف العقليّة مشوّشة وغائمة، نظراً لتثبيط الجهاز العصبي المركزيّ. كذلك تتباطأ سرعة التنفّس إلى النقطة التي قد يتوقّف فيها نهائيّاً في بعض الأحيان.

يمكن أن تشمل التأثيرات القريبة إلى جانب ما ذكر: جفاف الفم والغثيان والتقيّؤ والحكّة الشديدة.

التأثيرات طويلة الأمد للهيروين:

يعاني المتعاطون بعد مدة من الاستخدام المتكرّر للهيروين من تطوّر تأثيرات صحّية مزمنة تتضمّن: انخماص (هبوط) الأوردة الدموية، عدوى في الأغشية المبطّنة للقلب والدسّامات، خرّاجات abscesses، مرض كبدي، مضاعفات رئويّة مثل ذات الرئة. 

بالإضافة إلى التاثيرات الناتجة عن العقار بحدّ ذاته، قد يحتوي الهيروين على موادّ مضافة لا تنحلّ بسهولة في مجرى الدم، مما ينتج عنه انسداد في الأوعية الدموية الواصلة إلى الرئتين أو الكبد أو الكليتين أو الدماغ.

هذا إضافة إلى إمكانيّة حدوث فرط الجرعة والإدمان الشديد والوفاة، أحياناً بعد الجرعة الأولى. 

يضاف إلى ما تقدّم، في حالة المتعاطين بالطريق الحقني، خطر انتقال فيروس العَوَز المناعي البشريّ HIV، والتهاب الكبد الوبائي من النوع B و C، وغيرها من المتعضّيات الممرضة المنقولة بالدم. 

كما أنّ خطراً آخر يتهدّد متعاطي الهيروين، ألا وهو عدم تمكّنهم من معرفة العيار أو القوّة الحقيقية للدواء أو مكوّناته الحقيقيّة (بسبب إضافة مزيج من المواد أو الأدوية المختلفة إلى الهيروين النقي)، مما يزيد من إمكانيّة تعرّضهم لتناول جرعة مفرطة قد بحياتهم.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

تابعونا على الهاشتاغ كل ثلاثاء وخميس...