الفيزياء والفلك > علم الفلك

لماذا تتدافع الدول نحو القمر؟

أعلنت منظمة أبحاث الفضاء الهندية (إيسرو - ISRO) في 23 من شهر آب لعام 2023 عن نجاح مركبة الفضاء (تشاندريان-3 - Chandrayaan-3) في الهبوط على سطح القمر (1,2).

وتُعدُّ هذه المرة الأولى التي تنجح فيها مركبة فضائية هندية بالهبوط على القمر أو أي سطح كوكب آخر غير الأرض (2)، وبذلك تصبح الهند رابع دولة تهبط على سطح القمر بعد كل من الولايات المتحدة الأمريكية والصين والاتحاد السوفيتي سابقاً، وأول دولة تهبط على القطب الجنوبي للقمر (3).

سبق ذلك بأيام عدة تحطم المركبة الروسية (لونا-25 - Luna-25) في أثناء هبوطها على سطح القمر؛ إذ إنه أعلنت وكالة الفضاء الروسية (Roscosmos) في 19 آب 2023 انقطاع الاتصال مع المركبة الفضائية (Luna-25) نتيجة ارتطامها بسطح القمر في أثناء الهبوط، وكانت هذه أول مهمة للبلاد إلى القمر منذ (Luna-24) عام 1976، وهذا ما يعكس المشكلات التي يعانيها قطاع الفضاء الروسي منذ سنوات عديدة.

وكانت الرحلة ستحط على القطب الجنوبي للقمر وتحفر 50 cm من سطحه بحثًا عن الماء الذي أكدت وجوده بعثات سابقة كـ (Chandrayaan-1)، وكان من المقرر أن تبقى المركبة 12 شهرًا على سطح القمر، ولا تزال لدى روسيا مهمتان للقمر قيد التنفيذ، المركبة المدارية (Luna-26) ومركبة الهبوط (Luna-27) لكن وضعهما غير واضح بعد تحطم (Luna-25) (3,4).

أما فيما يخص الهند، فنجاح مهمتهم الآخيرة كان نتيجة تعلمهم من أخطاء مركبة الهبوط (Chandrayaan-2) التي تحطمت عام 2019 نتيجة عدم تمكن نظامها من تصحيح مشكلة في محركات دفعها في أثناء الهبوط على سطح القمر، فأضاف المهندسون أن عديدًا من الأنظمة الاحتياطية التي تتوقع سيناريوهات مختلفة وكيفية التعامل معها في مركبة Chandrayaan-3) (3).

وقدمت وكالة الفضاء الأوروبية دعمها في اتصالات (Chandrayaan-3) مع الأرض للحصول على بيانات من المركبة وسلامتها ومكانها، وفي أثناء عملية الهبوط كان المرصد التابع للوكالة في أستراليا يرسل معلومات باستمرار للوكالة الهندية عن مسار المركبة وصحة موقعها وفي النهاية التأكد من سلامة هبوطها، وهذا الدعم الذي لم تتلقاه المركبة الروسية نتيجة توقف الدعم الأوروبي؛ بسبب الحرب الأوكرانية (2,4). 

لكن لماذا هذا الاهتمام المتسارع والكبير بوضع اليد أولًا على سطح القمر؟

مصدر للطاقة: 

سطح القمر وفير بنظير الهيليوم 3 الذي يحتويه في تربة القمر (الريغوليث - Regolith) الذي يعدُّ نادرًا  على الأرض، ويشكل وقودًا منخفض انبعاث النيوترونات للتفاعلات النووية الاندماجية التي يمكن استخدامها بصورة سلمية لإنتاج الطاقة، فضلًا عن وجود الماء المتجمد والأوكسجين القابلين للاستخدام وقودًا في رحلات العودة إلى الأرض (5،6).

أغراض علمية:

قد نستخدم سطح القمر قاعدة لبناء تلسكوب (راديوي) على الجانب البعيد منه الذي سيكون أقوى من أي تلسكوب آخر موجود لدينا، ما يسمح لنا بالإجابة عن بعض من أهم الأسئلة من قبيل: هل نحن وحيدون في الكون (6)؟ 

أغراض تجارية وسياحية:

قد يجذب القمر عديدًا من شركات التسويق لرحلات سفر الفضاء السياحية والتجارية فيما يخص نقل الموارد من القمر إلى الأرض (6).

الاكتشاف:

استنادًا إلى المثل القديم القائل "نحن لا نعرف ما لا نعرفه"، فمن المحتمل جدًا أن تحدث اكتشافات مهمة غير متوقعة على القمر كما حدثت مع البشرية على الأرض من قبل، فضلًا عن دراسة إمكانية العيش على سطح القمر (6).

والجدير بالذكر أنه وجود معاهدة للفضاء الخارجي اتُفق عليها عام 1967 ووقعت عليها في النهاية ما يقرب 104 دولة، وتنص على منع استخدام القمر بصفتها قاعدةً عسكرية أو منصة لتوجيه الأسلحة النووية أو ساحة للتجارب العسكرية، لكنها لم تناقش القضايا الأكثر أهمية كالنزاع على ملكية القمر والثروات الموجودة على سطحه واستخدامه في أغراض التجسس المحتملة والأثر البيئي فيها (6).

هل برأيكم أصدقاؤنا ستكون دولة الإمارات العربية المتحدة الزائر القادم للقمر؟

المصادر:

1. Chandrayaan-3 [Internet]. Indian Space Research Organization (ISRO). 2023 [cited 2023 Aug 23]. Available from: هنا

2. India’s Chandrayaan-3 successfully lands on the Moon [Internet]. European Space Agency (ESA). 2023 [cited 2023 Aug 23]. Available from: هنا

3. India’s Moon landing is a stellar achievement — and a win for science. Nature [Internet]. 2023 Aug 24 [cited 2023 Aug 25];. Available from:هنا

4. O’Callaghan J. Russian Moon lander crash — what happened, and what’s next?. Nature [Internet]. 2023 Aug 21 [cited 2023 Aug 25];. Available from: هنا

5. Helium-3 mining on the lunar surface [Internet]. European Space Agency. [cited 2023 Aug 28]. Available from: هنا

6. Why going to the Moon still matters. Princeton University [Internet]. 2022 [cited 27]; Available from: هنا