الوصمة المرتبطة بالدورة الشهرية .. إلى متى؟

يُعرَف "الحيض" أو "الطمث" (menstruation) على أنّه النزف المهبلي الذي يحدث شهرياً لدى كلَّ سيدة في سن الإنجاب، وهو حالة صحية وطبيعية (1).

ولكن ما علاقة الحيض بحقوق الإنسان؟

حقوق الإنسان هي الحقوق التي يتمتع بها أي إنسانٍ لكونه إنسانٌ فقط، ويرتبط الحيض ارتباطاً وثيقاً بالكرامة الإنسانية، فعندما لا تستطيع النساء الوصول إلى مرافق المياه النظيفة والآمنة والحصول على المنتجات الصحية والعقيمة في أثناء الحيض، فهذا يعني عدم قدرة النساء على العناية بأنفسهن بكرامة. كذلك فإنَّ الإقصاء والعار المرافق للحيض كلّها تقوض من مبدأ كرامة الإنسان (1).

إضافةً إلى تأثير عوامل مثل عدم المساواة بين الجنسين، والفقر الشديد، والكوارث الإنسانية والمفاهيم الاجتماعية الخاطئة حول الحيض، فإنَّ كلَّ هذه العوامل تجعل من فترة الحيض فترةً شاقة ومتعبة (3-1).

ومن أشكال الإقصاء والوصمة المرتبطين بالحيض الذي يمكن أن تتعرض إليه النساء:

1.الإقصاء من الحياة الاجتماعية:

تتعرض النساء في كثيرٍ من المجتمعات إلى الإقصاء من الحياة الاجتماعية خلال فترة الحيض، ونتيجة لذلك تمنع النساء والفتيات من ارتياد المدارس والجامعات ودخول المرافق العامّة (3-1).

2. قلة الوصول للفرص:

نتيجة للاعتقاد بأن النساء لا يستطعن القيام بكثيرٍ من الأعمال والمهام بسبب الحالة النفسية والجسدية خلال الحيض، تُحرم كثيرٌ منهن عديداً من الفرص العلمية والمهنية (3-1).

3.صعوبة الوصول إلى المرافق الصحية والحصول على منتجات النظافة:

يُعدُّ الفقر والكوراث الإنسانية في كثيرٍ من البلدان تحديّاً للنساء في الحصول على المياه النظيفة والمنتجات الصحية، وهذا ما شهدناه في سوريا خلال سنوات النزاع ومؤخراً في كارثة الزلزال (3-1).

4.زيادة التعرض للمخاطر:

في كثيرٍ من المجتمعات، يُعدُّ البلوغ لدى الفتيات مؤشراً بأن الفتاة أصبحت في سن الزواج، وهذا ما يُعرٍض كثيراً منهن إلى مخاطر الزواج المبكر والعنف الجنسي (3-1).

كل هذه العوامل وغيرها تسهم وعلى نحوٍ كبير في زيادة معاناة النساء للإقصاء والوصم، وزيادة انتشار الأمراض نتيجة قلة النظافة، إضافة إلى تعريض كثيرٍ من الفتيات إلى خطر الزواج المبكر.

المصادر: