الطب > ‏معلومة سريعة‬

البعوض؛ ضيفنا الصيفيّ المزعج!

ها هو فصل الصيف المنتظر، حين تسود الشمس الحارقة، وهاهو رفيقنا الليلي؛ البعوض المؤذي، يزدهر نشاطه في هذه الحرارة، ويدهشنا ببراعته في إراقة الدماء. بهبوط رقيق، يحقن لعابه في أوعيتنا، مما يسبب حكة لا مفر منها، يعتقد أنها ناتجة عن الخليط السحري داخل لعابه. ويتميز هذا الخليط  بمجموعة كبيرة من المكونات، بما في ذلك الجسيمات الحالة والجلوكوزيدات المضادة للبكتيريا، إضافة إلى مضادات التخثر ومضادات الصفيحات وموسعات الأوعية، وربما يحوي حتى مركبات غامضة لم تُكتشف بعد (1-3).

كل شيء يبدأ بلعاب البعوض، حين يقفز الهيستامين إلى أوعيتنا الدموية، مما يسبب حكة مزعجة، لكن هذا ليس كل شيء!  بل تقام كذلك حفلة صاخبة استجابة لتحرر الهيستامين مما يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية الموضعية لتتكون البثور (4).

يبقى السؤال القديم: كيف يتعقبنا هذا البعوض المخادع؟  حسنًا يا صديقي، إن مصاص الدماء هذا لديه انجذاب خارق للأماكن التي تنضح بالحرارة الرطبة، مثل عطلة استوائية لتلك الحشرة الصغيرة، وهو ينجذب كذلك لثاني أوكسيد الكربون المنبعث من الزفير، ولديه اهتمام شديد ببعض العوامل التي تجعل بعض الأشخاص أهدافًا أكثر إغراء.  أولاً، يمكن أن يشعر بانخفاض التنوع الميكروبي على الجلد؛ أي البكتيريا التي تشكل الفلورا الطبيعية للجلد، وينجذب إلى رائحة الجسم وإلى أية روائح نطبقها، مثل العطور أو الكولونيا. 

 إضافة إلى ذلك، يميل البعوض إلى درجة حرارة الجسم المرتفعة، وإن أولئك الذين لديهم فصيلة الدم "O" يملكون مكانة خاصة في قلبه، ويبدو أيضًا أن البعوض لديه رادار لأحداث وخيارات معينة، فتراه ينجذب خصوصًا إلى الحوامل، ولديه ولع غريب بالملابس الداكنة (2,4).

وإن كان لا مفر من أن تنال منا تلك الحشرات، فيمكن تخفيف الأعراض الناتجة عن لدغتها عن طريق:

• رفع المنطقة المصابة واستخدام الثلج لتقليل الانتفاخ.

• وضع محاليل لا تحتاج وصفة طبية على المنطقة المصابة مثل غسول الكالامين أو البراموكسين أو الليدوكائين.

• تنظيف البثور بالماء والصابون دون تفجيرها.

• وفي حال استمرت الحكة، يمكن تجربة الستيروئيدات الموضعية أو مضادات الهيستامين الفموية (1,4).

وبالطبع تبقى الوقاية ومحاولة تجنب البعوض هي الأهم لتقليل فرصة تعرضنا للدغ وذلك عن طريق:

  1. محاولة البقاء في الداخل من المساء حتى الفجر وهي ذروة وقت نشاط البعوض.
  2. تجنب الوقوف قرب برك المياه الراكدة والمناطق الهادئة والرطبة حيث يكثر البعوض.
  3. تجنب الملابس الفاقعة والعطور الثقيلة، وارتداء ملابس تغطي معظم الجلد.
  4. استخدام طاردات الحشرات الحاوية على ثنائي إيثيل التولومايد (N, N-diethyl-meta-toluamid) أو ما يعرف اختصارًا ب (DEET)، إذ توفر المنتجات التي تحتوي عليه بتركيز 6 إلى 25٪ حمايةً مدة ساعتين حتى ست ساعات، وتعمل عن طريق خلق رائحة كريهة وطعم غير محبب للبعوض، فتجنبنا اللدغ.

    لكن يجب الانتباه إلى أنها قد تهيج العينين وتسبب جفاف الجلد، لذلك عادة ما ينصح باختبارها على منطقة صغيرة من البشرة قبل وضعها على الجسم كله واستخدام أقل تركيز فعال منها (1,3).

المصادر:

1. Take a Bite Out of Mosquito Stings [Interne]. Milwaukee (U.S): American Academy of Allergy, Asthma & Immunology; 2020 Sep 28 [cited 2023 Aug 3]. Available from: هنا

2. Fostini AC, Golpania RS, Rosen JD, Xue R, Yosipovitch G. Beat the bite: pathophysiology and management of itch in mosquito bites. Itch [Internet]. 2019 Mar [cited 2023 Aug 3]; 4(1): p: e19. Available from: هنا.

3. Seda J, Horrall S. Mosquito Bites [Internet]. U.S: StatPearls Publishing [updated 2023 May 22; cited 2023 Aug 3]. NBK539915; PMID: 30969737. Available from: هنا

4. Does AV, Labib A, Yosipovitch G. Update on mosquito bite reaction: Itch and hypersensitivity, pathophysiology, prevention, and treatment. Frontiers in Immunology [Internet]. 2022 Sep 21 [cited 2023 Aug 3]; 13. Available from: هنا.