التوعية الجنسية > الحياة والحقوق الجنسية والجندرية

احذروا من الاعتداء الجنسي على الأطفال ذوي الإعاقة!

 تُعرَّف إساءة معاملة الأطفال على أنه سلوك يؤدي إلى إلحاق الأذى بالطفل، ويتضمن عادةً جميع أنواع الإساءة الجسدية والجنسية والعاطفية والتجارية، والتي قد تؤدي إلى ضررٍ محتمل لصحة الطفل ونموه وكرامته. وإلى يومنا هذا؛ وعلى الرغم من التقدم العلمي والثقافي للمجتمعات إضافةً إلى معرفة الوالدين والأسر، يستمر عدد الأضرار الاجتماعية المبلّغ عنها للأطفال في الازدياد، مما دفع العديد من الدول والمنظمات الدولية إلى إيلاء المزيد من الاهتمام للأطفال ومشكلاتهم والبحث عن حلول للحد من هذه القضايا (4-1).     

يُقصد بالإعتداء الجنسي على الأطفال بأيِّ اتصالٍ أو تفاعلٍ جنسي مع طفل من قبل شخصٍ بالغٍ أو مراهق بلغ سن البلوغ. وقد يتراوح من الاتصال الجنسي إلى إظهار الأعضاء التناسلية الخاصة بشخص بالغ لطفل، وإجبار الطفل على إظهار جسده، والنكات الجنسية، وأي انتهاك لخصوصية الطفل، واستخدام الطفل في الأفلام والمجلات الإباحية، وإجبار الطفل على ذلك.

بعبارة أبسط؛ الاعتداء الجنسي على الطفل هو تورط الطفل في أنشطة جنسية لا يستطيع فهمها وليس مستعداً لها من حيث النمو الجسدي والجنسي، وغير راض عن المشاركة (1).

يعاني 15% من سكان العالم - ما لا يقل عن مليار شخص - شكلاً من أشكال الإعاقة، سواء كانت ولادية أو مكتسبة لاحقاً في الحياة، وما يقارب من 240 مليون منهم أطفال. و تُعرِّف اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الطفل الذي يعيش مع إعاقة بأنه الطفل الذي يعاني إعاقةً جسدية أو عقلية أو ذهنية أو حسية طويلة الأمد تعوق تفاعله مع البيئة المحيطة و مشاركته في المجتمع على نحوٍ مساوٍ للآخرين (1).

 تنظر كثير من المجتمعات والبيئات إلى ذوي الإعاقة على أنهم  سبباً للعار لأسرهم  و وصمة في مجتمعاتهم. إذ يمكن  أن تكون حياة الأطفال ذوي الإعاقة محاطة بالوصمة والتمييز والتحيزات الثقافية والمفاهيم السيئة والإخفاء الصادم. إضافةً إلى ذلك، فإنَّ الأطفال ذوي الإعاقة معرضون على نحوٍ كبير لخطر العنف والإهمال وسوء المعاملة والاستغلال (1). 

  

وعلى الرغم من محدودية البيانات والبحوث، تكشف الدراسات المتاحة عن انتشارٍ مقلقٍ للعنف ضد الأطفال ذوي الإعاقة،  من زيادة التعرض للعنف الجسدي والعاطفي عندما يكونون صغارا إلى مخاطر أكبر للعنف الجنسي عند بلوغهم سن البلوغ (2,3,4). 

في الواقع، الأطفال والمراهقون ذوو الإعاقة هم أكثر عرضة بنسبة 3 إلى 4 مرات للعنف الجسدي والجنسي والإهمال مقارنة بالأطفال الآخرين، وهم معرضون على نحوٍ كبير لخطر التعرض للعنف الجنسي بنسبة تصل إلى 68٪ من الفتيات و 30٪ من الأولاد ذوي الإعاقات الذهنية أو التنموية قبل بلوغهم سن الثامنة عشرة (2,3,4). 

قد يحدث الاعتداء الجنسي مرةً واحدة، ولكنه عادة ما يكون مزمنا ويحدث على نحوٍ متكرر. معظم الجناة هم من البالغين (فوق 18 عاما) الذين يعرفون الطفل (الأقارب أو أصدقاء العائلة) وعادة ما يسيئون إليهم بالضغط واستخدام القوة أو عن طريق خداع وإغواء الطفل. يتراوح عمر الضحايا من حديثي الولادة إلى 18 عامًا، ولكن غالبًا ما يكون في سن 8 إلى 11 عامًا ومتوسط العمر 9 سنوات. على الرغم من أن الغرباء يرتكبون مثل هذه الأفعال أيضًا، إلا أن 60٪ من الأطفال يتعرضون للإيذاء الجنسي من قبل أفراد الأسرة المألوفين والموثقين و 30٪ إلى 40٪ من قبل الأقارب (1). إضافة إلى تعرض الفتيات ذوات الإعاقة، على وجه الخصوص  لخطر أكبر، سواء داخل المنزل أو خارجه، حيث تكون الفتاة عرضةً للعنف أو الإصابة أو الإيذاء أو الإهمال أو سوء المعاملة أو الاستغلال.  

 أما عواقب تعرض الطفل ذو الإعاقة إلى الإعتداء الجنسي قد تكون وخيمة، مما يؤدي إلى آثار قصيرة وطويلة الأمد في الأداء البدني والاجتماعي والنفسي (4-1).

 قد يشعر الأطفال ذوو الإعاقة، بدافع الخوف أو نتيجة لنقص المعلومات، بالضغط لإخفاء معاناتهم، و الخوف من الوصم بالعار أو المضايقة أو الانتقام وقد لا يتمكنون من تقديم شكوى أو الإبلاغ عن حادثة العنف التي يتعرضون لها، و قد يعتقدون أنهم قد يفقدون دعم مقدمي الرعاية واهتمام وحب الأفراد الذين يعتمدون عليهم (4-1). 

تُتجاهل حوادث العنف المبلغ عنها من قبل الأطفال ذوي الإعاقة إلى حد كبير لأن مقدمي الرعاية غالباً ما يكونون غير مستعدين وغير مدربين للنظر في الشكاوى وأخذها في الاعتبار على نحوٍ فعال. هناك تصور سائد بأن الأطفال ذوي الإعاقة غير قادرين على سرد قصصهم بوضوح ويمكن الخلط بينهم بسهولة (2,3,4). 

و في العديد من البلدان، لا تعترف التشريعات بشهادة الأطفال ذوي الإعاقة، والقانون لا يسمح لهم بالتوقيع على أسماءهم في الوثائق القانونية أو الإدلاء بشهادتهم. لذا من الضروري اعتماد تشريعات في جميع البلدان تحظر جميع أشكال العنف ضد جميع الأطفال، وإنشاء آليات فعالة ومجهزة بموارد جيدة للأطفال والإعاقة لمنع حوادث العنف والتصدي لها. من الضروري الاستثمار في زيادة الوعي والمعلومات، بما في ذلك البحث عن إعاقة الأطفال وأشكال وانتشار العنف الذي يضر بالتمتع بحقوقهم. يمكن القيام بذلك بشكل أفضل إذا عملنا مع الأطفال ذوي الإعاقة وأسرهم والمنظمات التي تعزز حقوقهم، و تقر اتفاقية حقوق الطفل بحق جميع الأطفال، بمن فيهم الأطفال ذوو الإعاقة، في الحماية من جميع أشكال العنف و يتعين على الدول اتخاذ جميع التدابير   المناسبة لضمان حماية حقوق الأطفال دون تمييز من أي نوع (4).

المصادر:

1.Children with disabilities | UN special representative of the secretary-general on violence against children [Internet]. United Nations; [cited 2023 Jul 2]. Available from: هنا

2. Kvam MH. Is sexual abuse of children with disabilities disclosed? A retrospective analysis of child disability and the likelihood of sexual abuse among those attending Norwegian hospitals. Child Abuse & Neglect [Internet]. 2000;24(8):1073–84. [cited 2023 Jul 2]. Available from: هنا00159-9

3. Klebanov B, Friedman-Hauser G, Lusky-Weisrose E, Katz C. Sexual abuse of children with disabilities: Key lessons and future directions based on a scoping review. Trauma, Violence, & Abuse [Internet]. 2023 [cited 2023 Jul 2]. Available from: هنا

4. Khalifeh Kandi ZR, Fard Azar FE, Khalajabadi Farahani F, Azadi N, Mansourian M. Significance of knowledge in children on self-protection of sex-ual abuse: A systematic review. Iranian Journal of Public Health [Internet]. 2022 Aug;51(8):1755-1765. [cited 2023 Jul 2]. Available from: هنا