التعليم واللغات > التربية والتعليم

الامتحانات المصيرية؛ فوائد مستحقة أم خطورة لا يمكن تجاهلها؟

مع صدور نتائج امتحانات شهادتَي التعليم الإعدادي والثانوي، يتبادر سؤال إلى أذهاننا؛ وهو: ماذا لو كان العامل المحدد لنجاحنا أو فشلنا في الحياة يعتمد فقط على نتائج اختبارٍ واحد؟ بغض النظر عن التقدِّم كله الذي أحرزناه في حياتنا! في الواقع هذا ما يواجهه عديدٌ من الطلاب سنويًّا بسبب الاختبارات العالية المخاطر (High-stake Tests)، أو ما يُعرف بالامتحان المصيري (1).

وهو اختبار ضروري يجب على الطلاب اجتيازَه لإنهاء المرحلة المدرسية أو الالتحاق بالجامعة أو الحصول على منحة دراسية أو وظيفة أو لاكتساب مهارةٍ محدَّدة (1). ومن إيجابيات هذه الاختبارات أنها تُعدُّ أكثر عدلًا ومصداقية من قِبل المجتمع؛ كونها لا تخضع لتقييمٍ صفيٍّ من مُدرس واحد. وكذلك ترفع هذه الامتحانات الشعورَ بالمسؤولية لدى المعلمين وتخلق الحاجة لديهم إلى حثِّ الطلبة على أخذ الأمور بجدِّية أكبر من خلال إعطائهم ملاحظات تخصُّ نقاطَ ضعفهم وقوتهم (2).

الآثار السلبية:

يجد بعضُ الباحثين أن الناس لا يهتمون فيما إذا كانت المعلمة قد قدَّمت أفضلَ ما لديها مع طلابها أو إذا كانت الأسئلة مرتبطة بالمنهاج الدراسي أو عن الشوط الذي قطعه الطلبة في رحلة تعليمهم في خلال العام أو إذا كانوا قد ازدادوا ثقةً بقدرتهم على التعلم، بل إنَّ كُلَّ ما سيراه الناس هو الدرجة النهائية. لذلك فإنَّ خروج هذه الاختبارات عن الغاية المقصودة منها يؤدي إلى عواقب ذُكِر بعضُها في الصورة المُرفقة، وإليكم بعض الآثار السلبية الأُخرى:

- تزيد التقارير الإعلامية التي تتناول الامتحانات المصيرية في الإعلام القلقَ والتوتُّر في المدارس، ففي حين يُسلط الضوء على المدارس "غير الناجحة" التي لا تقدِّم مستوى جيدًا، لا تُذكَر المدرسة ذات النتائج الجيدة (1).

- يعي الطلبة أنَّ هذه الاختبارات لن تنقلهم إلى العالم الحقيقي، وبذلك فهم يشعرون أنَّ وقتهم يضيع كونها تتطلَّب منهم التفكير على نحو تقليدي وغير إبداعي بدلاً من حثِّهم على عكس ذلك (3).

- ولأن درجة الامتحان المصيري تُعدُّ حاسمة بانتقال الطالب إلى الصف التالي أو حصوله على شهادة التعليم الثانوي، إلا أنها مرهقة خصوصًا لدى الطلبة الذين لديهم تجارب ماضية في امتحانات مُشابهة لم يُبلوا فيها بلاء حسنًا أو لأولئك الذين يعانون مشكلات في التعلُّم أو السلوك (4).

لذا يجب الأخذ بالحسبان أنَّ الاختبارات العالية المخاطر ليست طريقة تقييم مناسبة للجميع، وينبغي أن يكون هناك مزيدٌ من الخيارات أمام الطلبة لإظهار إمكانياتهم (3). وكذلك يؤدي مُختصُّو علم النفس في المدارس دورًا جوهريًّا في مساعدة الطلبة وتخفيف الحالة المجهدة المرافِقَة للاختبار.

في حال كان عامل التوتر خارج سيطرة الطلاب، فينبغي حينها تشجيعهم على استخدام إستراتيجيات التأقلم الثانوية كالقبول أو التفكير الإيجابي. فعلى سبيل المثال يعدُّ إجراء الاختبار أمر لا يمكن أن يتحكم فيه الطلاب؛ لذلك فإن تدريبهم على التفكير الإيجابي قد يساعدهم على التعامل مع هذا الجانب من الاختبار (4).

وهنا تأتي أهمية لفت انتباه الأشخاص المعنيِّين لاتخاذ إجراءات للحدِّ من التأثيرات غير المرغوب فيها لهذه الامتحانات على النظام التعليمي، فمثلًا لا ينبغي منح هذه الامتحانات ذلك المعنى الكبير المرتبط بها، ولا يجب أن يستمرَّ اعتمادها نقاطَ تحوُّل عند الأفراد. مع التأكيد طبعًا على عدم تجاهل حقيقة أنَّ سَير النظام التعليمي دون اختبارات هو أمرٌ مستحيل في الوقت الحالي (2).

والآن أعزاءنا القرَّاء؛ هل اجتزتم اختبارات من هذا النوع سابقًا؟ وما وجهة نظركم حيالها؟ وهل ترونها ضرورية أم أنها تؤثر سلبًا؟

المصادر:

1. KUMANDAŞ H, KUTLU Ö. High stake tests. Journal of Educational Sciences Research. 2015;5(2):63–75. Available from: هنا

2. İLHAN M, GÜLER N, TAŞDELEN TEKER G. Views of teachers on the potential negative effects of high stake tests. International Journal of Assessment Tools in Education. 2021;8(2):394–408. Available from: هنا

3. Fitzgerald L. Consequences of high-stakes testing [Master thesis]. St. John Fisher University; 2015. p. 1–37. Available from: هنا

4.  Kruger LJ, Shriberg D, Wandle C, Struzziero J. Coping with the stress of High Stakes testing. In: Kruger LJ, Shriberg D, editors. High stakes testing: New challenges and opportunities for school psychology. 1st ed. New York: Routledge; 2007. p. 109–28. Available from: هنا