ميلان كونديرا (فلسفة الوجود المختلفة ) وداعًا كونديرا

ميلان كان يرى التفاؤل بطريقة مختلفة والضحك هو السعادة، وميَّز بكتابته بين الكوميديا والضحك وبين السخرية غير الأخلاقية . 

كاتب فرنسي من أصول تشيكية، ولد في الأول من أبريل عام 1929، وتوفي عام 2023. 

كان والده موسيقيًّا، وتعلم  العزف على البيانو، وأراد العمل في الموسيقى؛ درس الموسيقى والمقطوعات الموسيقية، ولكنه اتجه في بداية مسيرته إلى كتابة الشعر ومن ثم كتابة القصص القصيرة ثم الرواية. اتجه ميلان إلى عالم الأدب من أجل محاولة فهم نفسه والعالم الغامض الذي كان يحيط به والنظر إليه بطريقة مختلفة وفهم كافة تلك التعقيدات، ونقل ذلك العالم المأساوي بكل ما فيه بطريقة فكاهية تبدو كوميديا سوداء. يكتب ميلان عن ذلك العالم الغامض من الاحتجاج، كأنه من خلال الكتابة يحاول إيجاد نفسه والتعبير عنها في ذلك العالم. ومن أجل الرد على ما يراه في المجتمع، عبر ميلان عن الكاتب بقوله "إن فردانية الكاتب تجعله حتمًا منفيًّا -بالمعنى المجازي-، إذ لا يمكن بطبيعته أن يكون متحدثًا باسم أي نوع من الجماعة، بل هو معارض للجماعة، والكاتب دائمًا هو الخروف الأسود" (1) . 

 وبذلك يعني ميلان أن الكاتب يرى بتلك الجماعة ما يريد إيصاله من أفكار إلى القارئين. ولنقل أن أعماله كانت السبب لسحب جنسيته التشيكية عام 1978، وخاصة نتيجة كتابته كتاب (الضحك والنسيان). 

إن معظم كتاباته يوجد فيها أفكار فلسفية، لكن بطريقة ضاحكة، واعتُبر كاتباً متمردًا، لذلك أجبر على الذهاب إلى فرنسا، ويعبر في أعماله بنظرة فلسفية عن الفرد في المجتمع وعن المجتمعات وتاريخها. كانت رواياته أقرب إلى الكوميديا السوداء؛ ربط فيها الضحك بالموت.

يقول كونديرا: "رأيت كل شيء بوضوح: معظم الناس يخدعون أنفسهم عن طيب خاطر لمضاعفة الإيمان الخاطئ؛ يؤمنون بالذاكرة الأبدية للناس والأشياء والأفعال والشعوب، وبتصحيح الأفعال والأخطاء والمعاصي والظلم. كلاهما خدعتان. الحقيقة تكمن في الطرف الآخر من المقياس: سيُنسَى كل شيء ولن يُصَحَّح" (2).

وبذلك ينقل الواقع بموضوعية بعيدًا عن التفاؤل الأعمى الذي يذهب بالفرد إلى عالم خيالي بعيدًا عن الواقعية. أراد كاتبنا ميلان أن يوصل معنى أن يكون الفرد واعيًا بالحقيقة التي تدور حوله دون أن يعمي التفاؤل المفرط بصيرته، وأن يزيل الضبابية عن عقول القارئين. 

ومن أعماله (كائن لا تحتمل خفته) التي جعلت منه كاتبًا عالميًّا لما لها من تأملات فلسفية - رواية الضحك والنسيان - رواية الخلود - رواية البطء.

حصل على جائزة القدس عام 1985، 

وجازة هيردر عام 2000،

ورشح لجائزة نوبل للآداب، وجائزة البوكر (3).

المصادر: