مخترع مقياس ريختر

في ساعاتِ الصباح الأولى من اليوم السادس من فبراير (شباط) الماضي، تغيرت حياة ملايين السوريين والأتراك نتيجة وقوع زلزالٍ مدمرٍ أدى إلى تهدّم آلاف المنازل فوق رؤوس ساكنيها مخلفاً بذلك أكثر من 50 ألف ضحية  و 100 ألف مصاب إضافةً إلى تشريد ملايين الناس من بيوتهم (1).

فقد بلغت قوة هذا الزلزال 7.8 على مقياس ريختر، ولكن ما هو هذا المقياس؟ وكيف يعمل؟ ومن هو مُخترعه؟ (2).

بدايةً، يُعدّ مقياس ريختر أول مقياس استُخدِم على نطاقٍ واسع لرصد قوة الزلازل، وقد صمّمه العالم الأمريكي تشارلز ريختر (Charles F. Richter) الحاصل على شهادة الدكتوراه في الفيزياء النظرية من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في عام 1928 (3,4).

وقد ينصدم بعض الناس عندما يعرف أن مقياس ريختر الذي خرج إلى النور في عام 1934 ليس جهازاً فيزيائياً حقيقياً وإنما معادلة رياضية ترتكز إلى فكرة بسيطة للغاية وهي كالآتي:

من خلال حساب المسافة بين أجهزة قياس الهزات الأرضية ومركز الزلزال ومراقبة أقصى موجة مسجلة على جهاز قياس الهزات؛ يمكن معرفة القوة الكامنة للزلزال التي صنفها تشارلز وفق تسلسل لوغاريتمي من 1 إلى 10، وهذا يعني أن كل زيادة بمقدار 1 على السلم اللوغاريتمي تعني زيادة 10 أضعاف في قوة الزلزال؛ أي أن زلزال بقوة 5 على مقياس ريختر هو أقوى عشر مرات من الزلزال بقوة 4 وهكذا (3-5).

وعلى الرغم من شهرة هذا المقياس فإنهُ ليس الأفضل؛ إذ يفتقر مقياس ريختر إلى الدقة في تقدير الزلازل الكبيرة، ولم يعدْ استخدامه شائعاً إلا في الزلازل المحلية الصغيرة، وأصبح "مقياس مطال العزم" (moment magnitude scale) هو المقياس الأفضل في الوقت الحاليّ نظراً لقدرتهِ على قياس مجالٍ أوسع من أحجام الزلازل بموثوقيةٍ عالية ( 3,5,6).

المصادر: