الفيزياء والفلك > فيزياء

كيف يحدث الزلزال؟

تتكون طبقة الأرض الخارجية من صفائح تكتونية تتحرك فيما بينها باستمرار تحركًا بطيئًا مشكِّلةً ما يُعرف بالصدوع، وخلال حركتها يمكن أن تتصادم أو تنزلق مع بعضها، ويبقى هذا التصادم والانزلاق مستمرًّا حتى تثبت الصفائح على بعضها عند الحواف بفعل قوى الاحتكاك؛ ونتيجةً لهذا الثبات تنشأ ضغوط ذات قيم عالية تُختزَن بدورها في صورة طاقة كامنة مرونية في القشرة على طول تلك الصفائح، وبفعل الطاقة المختزنة يمكن أن تُطلَق هذه الطاقة في صورة طاقة حركية مفاجئة، مما يؤدي إلى حدوث الزلازل. وبذلك يمكن أن نقول أن الزلازل تحدث نتيجة انزلاقات مفاجئة في الصدوع تنشأ بسبب الحركة البطيئة للصفائح التكتونية بفعل الطاقة الكامنة المرونية المختزنة الناجمة عن قوى الاحتكاك (1,2).

ونتيجةً لتفريغ الطاقة الكامنة المرونية في صورة طاقة حركية، يحدث ما يُعرف بالهزات الأرضية التي تعرَّف بأنها الهزات التي تسبق الزلزال الأكبر شدةً في منطقة النشاط الزلزالي نفسها، التي لا تشير بالضرورة إلى حدوث زلزال ذي شدة كبيرة (3)، في حين تُعرَّف الهزات الارتدادية بأنها زلازل صغيرة الشدة نسبيًّا تحدث في منطقة حدوث الزلزال الكبير نفسه خلال فترات زمنية تتراوح بين أيام وأعوام عديدة، وتنشأ الهزات الارتدادية نتيجة تغيرات طفيفة على طول الصدع المنزلق المؤدِّي إلى حدوث الزلزال الرئيس ذي الشدة الأكبر (3). وجديرٌ بالذكر أن عدد الهزات الارتدادية يتناقص مع ازدياد عمق الزلزال مما يؤدي إلى تقليل احتمالية حدوثها بعد حدوث الزلزال الرئيس في حال كان عمقه أكبر من 30 كم (3).

ظهر كثير من الكلام الزائف عن ارتباط الزلازل بأشياء عديدة لا تمتُّ للعلم بأي صلة؛ مثل ارتباطها بأوقات الصباح والمساء، ولكن احتمالية حدوث أي زلزال لا تقل ولا تختلف عن احتمالية حدوثه في أي وقت من أوقات اليوم.

فضلًا على ذلك؛ وُجدَت علاقة بين المد والجزر وبعض أنواع الزلازل في بعض الدراسات الحديثة؛ إذ أيَّدت إحدى الدراسات أن الزلازل السطحية (على عمق أقل من 30 كم) والموجودة على الحواف القارية المنغمسة في الماء تكون أكثر احتمالًا للحدوث خلال الأوقات التي يرتفع فيها المد والجزر (4)، وترجع الزيادة في احتمالية حدوث الزلزال نتيجة ارتفاع المد والجزر إلى حقيقة زيادة ضغط المياه وانخفاضه (خاصةً في المحيطات) على الحواف القارية، ففي حال انخفاض ضغط المياه نتيجة الانحسار تكون بعض الحواف متوازنة توازنًا قلقًا مما يزيد من احتمالية انزلاقها (4).

أما لدى بقية الأجرام السماوية -كالكواكب مثلًا- التي تؤثر بجاذبيتها تأثيرًا مشابهًا لتأثير القمر في المد والجزر، فإن تأثيرها يكون ضعيفًا جدًّا ويُصنَّف على أنه اضطراب طفيف يتناسب طردًا مع كتلة الأجسام المتجاذبة (الأرض والمريخ على سبيل المثال) وعكسًا مع مكعب البعد بين الجسمين (4).

المصادر:

1. Simpkins K, Strain D. What caused the tragic earthquake in Turkey and Syria, and is California next? [Internet]. phys.org. 2023 [cited 2023 Mar 17]. Available from:هنا
2. What is an earthquake and what causes them to happen? [Internet]. United States Geological Survey (USGS). [cited 2023 Mar 17]. Available from: هنا
3. Foreshocks, aftershocks - what’s the difference? [Internet]. United States Geological Survey (USGS). [cited 2023 Mar 17]. Available from: هنا
4. Can the position of the moon or the planets affect seismicity? Are there more earthquakes in the morning/in the evening/at a certain time of the month? [Internet]. United States Geological Survey (USGS). [cited 2023 Mar 17]. Available from: هنا