لا تحكم على الإنسان من المظهر

تذكرنا الهتافات العنصرية التي وجهها الجمهور للاعب البرازيلي فينسيوس جينيور مستهدفةً لون بشرته في مباراته الأخيرة ضمن الدوري الإسباني التي لعب فيها مع فريق ريال مدريد، بموجات التطهير العرقي والفصل العنصري والعبودية التي شهدتها أوروبا وأمريكا الشمالية، فهل تنتهي العنصرية أو إنها مستمرة باستمرار وجود البشر؟

يُقصد بالتمييز (Discrimination) أي شكل من أشكال المعاملة السلبية تجاه أفراد أو جماعات لصفات معينة لديهم (1)، ويقع التمييز بين البشر على أساس العرق أو اللون أو الجنس أو اللغة أو المعتقد الديني أو السياسي، ويؤدي إلى ممارسات ضد الأفراد المنتمين إلى مجموعات اجتماعية بناءً على هذه الأسس (1).

ويندرج التمييز العنصري (Racism) في إطار التمييز القائم على أساس تفضيل جماعة عرقية من البشر على الأخرى، وممارستها القمع على الجماعة المستهدفة، من خلال تدني الرعاية الصحية والتعليم وعدم المساواة في الفرص (2).

وتُعد العنصرية فعلًا شائنًا بسبب تمييزها البشر عن بعضهم بناءً على صفات لا يستطيعون تغييرها مثل لون البشرة، أو بناءً على أنماط اجتماعية شائعة قائمة على تعميمات غير صائبة مثل التمييز الجندري بين الرجل والمرأة، وكذلك بسبب حرمانها الأشخاص من حقهم في الحرية والكرامة.

وتأخذ العنصرية معنى اعتباطيًّا وغير عقلاني، لأنها تقلل من قيمة الشخص بناءً على انتمائه إلى فئة معينة دون سبب مقنع ومنطقي قائم على الكفاءة، مما يجعلها غير عادلة، وتؤدي العنصرية إلى الانحياز ضد فئة معينة، وتوليد مشاعر الكراهية ضدها، والنظر بدونية إلى أخلاقها ومهاراتها وقدراتها الفكرية (1).

وكان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948) قد أدان كل أشكال العنصرية والتمييز في شقيه: التمييز القانوني الوارد في الشرائع والقوانين، وكذلك التمييز اليومي (غير الرسمي) الممارَس في العادات الاجتماعية، والذي تحتفظ من خلاله جماعة متسلطة بامتيازات على أقلية ما، بخلاف التمييز القانوني الذي يمكن إلغاؤه عبر تنفيذ القانون الجبري، إذ يصعب إلغاء التمييز غير الرسمي الذي يستمر مدّةً طويلةً من الزمن لأنه مترسخ ترسخًا عميقًا في عادات المجتمع، ويشكل التمييز ضد الجماعات الاثنية مصدرًا أساسيًا للنزاعات السياسية (3).

فهل يستطيع المجتمع الديموقراطي القائم على أساس حماية حق الإنسان بالحرية والكرامة أن يتغلب على العنصرية؟

المصادر: