هل يجبُ أن نتزوج؟

طالما ارتبط الزواج بالقضايا الفلسفية الكلاسيكية نظرًا لانطوائه على الالتزامات الأخلاقية للزوجين والأدوار المنوطة اجتماعيًّا بالجنسين، ما أثار أسئلةً فلسفية مميزة جذبت كثيرًا من الفلاسفة، ومنهم الفلاسفة السياسيون الذين رأوا أن تنظيم الجنس والتكاثر ضروريان لصحة الدولة، في حين ناقش الفلاسفة الأخلاقيون هيكلية الزواج من ناحية الالتزامات الأخلاقية، والاعتراف القانوني بالزواج من الجنس نفسه، أما الفلاسفة النسويون فيرون أن الزواج أدَّى دورًا أساسيًّا في اضطهاد المرأة (1).

وافق الماركسيون على أن الزواج استمرار لاستغلال المرأة تاريخيًّا؛ إذ رأى فريدريك إنجلز (Friedrich Engels 1820-1895) بأن الزواج الأحادي تولَّد من الظروف الاقتصادية وانتصار الملكية الخاصة على الملكية الجماعية الطبيعية البدائية، وسمح الزواج الأحادي للرجال بالتحكُّم  بالنساء بغرض الإنجاب (1).

ومن جهة أخرى، يرى  أرسطو (Aristotle (384-322 BCE أن استقرار المجتمع يعتمد على الأسرة الزوجية، ما أثَّر لاحقًا في جورج هيغل (Georg Hegel 1770-1831) الذي رأى بدوره أن الزواج المُرتَّب هو الشكل الأكثر أخلاقية للزواج؛ لأنَّه يُخضع الاختيار الشخصي للمؤسسة التي تُحدِّد واجبات الزوجين وتتحكَّم برغباتهم (1).

وعن مؤسسة الزواج، قال جايوس موسونيوس روفوس Gaius Musonius Rufus) 25-95 AD) -وهو واحد من أعظم أربعة فلاسفة رواقيين في الإمبراطورية الرومانية- إنه على الزوج والزوجة أن يجتمعا على الرفقة والعناية المتبادلة من أجل عَيْش حياة مشتركة، وأن يتشاركا الممتلكات كلها بينهما، وألَّا يكون هناك شيء خاص بأحدهما دون الآخر، ولا حتى جسديهما، وبالنسبة إلى الإنجاب فهو حدث مهم، ولكنَّه ليس كافيًا لأن يكون سببًا للزواج، ففي الزواج يجب أن توجد الرفقة والعناية في الصحة والمرض، والزواج اتحادٌ نبيل، ويظل نبيلًا ما دام الطرفان لا يفكران في مصلحتهما الخاصة (2).

أما برتراند راسل (Bertrand Russell 1872-1970)، فيعتقد أن الزواج لا يزال متأثِّرًا بعُمق بالتقاليد الدينية على الرغم من أنَّ مؤسسة الزواج مؤسسة سياسية قوامها القانون والجمهور؛ لذا، لا يناقش راسل الزواج على أنَّه مسألة تتعلق بالأخلاق الخاصة لكل فرد؛ لأنَّ الزواج ينظِّمه القانون، وهو مسألة يحق للمجتمع التدخُّل فيها، ويرى أنَّ منظومة الزواج تؤثِّر في تنمية شخصية الرجال والنساء على حدٍّ سواء (3).

وأنت صديقنا، اكتب لنا رأيك في الزواج إن كنت عازبًا، أما إن كنت متزوجًا فادعُ شريكك إلى قراءة هذا المقال🤭.

المصادر: