محوِّل طاقة الأمواج

حفَّزت أزمة النِّفط النَّاشئة في السَّبعينيَّات الأبحاثَ الحديثة في تسخير طاقة الأمواج، ومع التَّركيز العالميِّ الحاليِّ على تغيُّر المناخ وارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون أصبح التَّركيز على توليد الطَّاقة المتجدِّدة مرَّة أخرى مجالًا مهمًّا للبحث (1).

تُعدُّ طاقة المحيطات مصدرًا وفيرًا للطَّاقة ويمكن التنبُّؤ بها، ولها القدرة على تقديم مساهمة كبيرة في احتياجات الكهرباء في العالم، وتَعتمد إمكانيَّة الاستفادة من هذا المورد اقتصاديًّا على كفاءة وحدات تحويل طاقة الأمواج، ولا يزال تطوير هذه الوحدات في مرحلة غير ناضجة (2).

كذلك إنَّ استخدام الموجات بصفتها مصدرًا للطَّاقة المتجدِّدة له مزايا كبيرة مقارنة بالطُّرق الأخرى لتوليد الكهرباء؛ إذ توفِّر أمواج المحيط كثافة أعلى للطَّاقة بين مصادر الطَّاقة المتجدِّدة، وأيضًا تأثيرها السلبيُّ محدود على البيئة في أثناء الاستخدام، بالإضافة إلى أن الأمواج قد تقطع مسافات كبيرة دون فقدان الكثير من طاقتها (1).

ومن الشَّركات الَّتي تهتمُّ بمجال طاقة الأمواج شركة Sea wave Energy Limited) SWEL) وهي شركة بحث وتطوير مقرُّها في قبرص والمملكة المتَّحدة، تركِّز هذه الشَّركة على تصميم وتطوير محوِّل طاقة الأمواج الخاصِّ بها (Wave Line Magnet) وهو محوِّل طاقة من الأمواج طُوِّر على مدى أكثر من عشر سنوات وحقَّق العديد من براءات الاختراع (3).

يتكوَّن (Wave Line Magnet) من مجموعة من المكوِّنات المرنة المتَّصلة بنظام العمود الفقريِّ للطَّاقة. تسمح هذه التِّكنولوجيا الحاصلة على براءة اختراع للأمواج بالمرور من خلال الجهاز مولِّدةً الطَّاقة مع كلِّ صعود وهبوط للأمواج (3).

يتميَّز هذا الجهاز بتكلفة تصنيع غير مرتفعة؛ بسبب انخفاض كتلة المواد المستخدمة مثل البلاستيك والبلاستيك المقوَّى. تستخدم هذه التِّقنيَّة المقدَّمة من الشَّركة المواد والمكوِّنات الَّتي يمكن العثور عليها وتزويدها دون الحاجة إلى خطوط إنتاج متخصِّصة جديدة أو بنية تحتيَّة جديدة ضخمة لاستيعابها. بالإضافة إلى عدم مساهمته في تفاقم مشكلة النفايات؛ إذ يمكن إنتاج الجزء الأكبر من الجهاز من مواد مُعاد تدويرها (3).

صُمِّم محوِّل طاقة الأمواج لاحتضان سطح البحر ممَّا يسمح له بأن يصبح كتلة متحرِّكة واحدة مع الموجة نفسها فيخلق تفاعلًا فريدًا يمكِّنه من تنظيم كمِّيَّة الطَّاقة المُستخرجة من الموجة بطريقة مضبوطة وغير مزعجة. يمثِّل هذا التَّفاعل السَّلس عديم الاحتكاك خاصِّيةً لا مثيل لها لهذه التكنولوجيا؛ إذ يمكِّنها من العمل في انسجام وتزامن مع منطقة البحر المنتشرة؛ لإنتاج مستويات عالية من الطَّاقة بصرف النَّظر عن شكل الموجة أو الظُّروف الجويَّة.

وهنا تكمن قوَّة هذا الجهاز بتفاعله الفريد مع القوى المتحركة للبحر، فبدلًا من التَّعارض مع الموجة يتحرَّك الجهاز معها ممَّا يحلُّ مشاكل الاستمراريَّة ويُبقي تكاليف الصِّيانة والإصلاح إلى الحدِّ الأدنى (3).

المصادر: