الطب > مقالات طبية

بروتينات مضادة لفيروس الايدز في الشعاب المرجانية

في وقت فاق فيه المصابون بفيروس عوز المناعة المكتسب (الأيدز) 35 مليون مصاباً حول العالم، وفي حين لاتزال العلاجات الحاليّة غير شافية، فإنّه من الضروري لمواجهة هذه المشكلة العالميّة التركيز على الوقاية من حدوث إصابات جديدة، ولكن كيف يمكن تحقيق الوقاية دون وجود لقاحات متوفرة حتّى وقتنا الراهن؟!

رغم فعالية الواقيات الذكريّة في منع انتقال العدوى، إنّما في الواقع لا نجدها وسيلة مُستخدمة لدى الجميع، لذلك كان البحث عن طرق أخرى لمنع الانتقال الجنسيّ للفيروس أمرا مُلحّاً، ويعتقد الباحثون أنّ هذا الاكتشاف سيفي بالغرض أخيراً.

أثناء تفحّص مخزون الموارد الطبيعية المستخرجة في المعهد الوطني للسرطان في أمريكا، اكتشف العلماء صنفاً جديداً من البروتينات مأخوذ من شُعَب مرجانيّة ريشيّة موجودة في المياه الاستراليّة. حيث تبيّن من خلال التجارب المخبريّة أنّ هذه البروتينات، والتي تدعى cnidarins، هي في الواقع مثبّطات فعّالة لدخول فيروس الأيدز إلى الخلايا التائية –إحدى الخلايا الرئيسية المستهدفة من قبل الفيروس للاستنساخ الفيروسي– وذلك في الأوساط المخبريّة .

عقب اكتشاف هذه البروتينات قام الباحثون بمعالجتها واختبار تأثيراتها المثبّطة لسلالات الفيروس المخبريّة، فوجدوا أنّها استطاعت بتراكيز ضئيلة منها منع الفيروس من الدخول إلى الخلايا التائيّة، حيث تقوم هذه البروتينات بالارتباط بالفيروس، وبالتالي منعه من الارتباط بالخليّة المضيفة ومن ثم اقتحامها.

لكن قبل أن يتمكن الباحثون من المضي قدماً باختباراتهم ما قبل السريريّة لمعرفة المزيد عن سلامة وفعالية هذه البروتينات، يحتاجون أوّلاً للعثور على طريقة لإنتاج ما يكفي منها دون الحاجة لحصاد كميات هائلة من الشعب المرجانيّة.

ورغم أنّه من المبكّر جدّاً الحكم بذلك، لكن يشعر العلماء بالتفاؤل حيال هذه البروتينات التي قد تكون مرشّحاً مثاليّاً لصناعة جلّ موضعيّ أو مزلقات تمنع الانتقال الجنسيّ لفيروس الأيدز دون تحفيز المقاومة الفيروسيّة، الأمر الذي تعاني منه اللقاحات الفيروسيّة الحاليّة.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ هذه الدراسة تمثّل أيضاً تذكيراً بحقيقة أنّ هنالك الكثير من الموارد الطبيعيّة ذات الفوائد الطبيّة المدهشة في انتظار الاكتشاف.

وفي ذلك قال Barry O’Keefe كبير الباحثين في هذه الدراسة: "مستودع المنتجات الطبيعيّة المستخرجة هو كنز وطنيّ، أنت لا تعلم ما يمكن أن تجده، نأمل بأنّ اكتشافات كهذه قد تُشجّع المزيد من الباحثين على استغلال هذه الموارد في تحديد المقتطفات القادرة على مواجهة الأمراض المعدية".

كل داء إلو دواء ، والإنسان عليه انو يستكشف الطبيعة بكل مكوناتها ويبحث ويجرب ليلاقي الطريق.

ومين بيعرف يمكن بكرا نسمع عن علاجات جديدة غريبة تحارب السرطان أو الأيدز أو غيرو ..

أو مو نسمع ......... يا ترى معقول (نكتشف) ؟!

المصدر

هنا