الطب > مقالات طبية

التهاب الأنف التحسسي الفصلي

التهاب الأنف التحسسي أحد أشيع الحالات المزمنة انتشارًا؛ إذ يصل حتى %50 ببعض الدول مرتفعة الدخل. وبالرغم من الانتشار المنخفض نسبيًا في البلدان الأخرى، فإنه آخذ بالازدياد بوتيرة ثابتة، ما يفرض عبئًا كبيرًا وإعاقة عجلة الحياة في جميع أنحاء العالم من خلال ما يسببه من تغيب عن العمل والدراسة ومشكلات في النوم (1).

كان يُعتقد سابقًا أنه مرضٌ محدد بتجويف الأنف فقط، لكنه صُنِّف لاحقًا على أنه جزء من استجابة تحسسية جهازية عامة نظرًا لترافقه مع حالات أخرى كالربو والتهاب الجلد التأتبي والتهاب ملتحمة العين. 

ويمكن تصنيفه إلى نمطين أساسيين: نمط فصلي (متقطع) يمثل 20% من الحالات ونمط دائم (مستمر) يمثل 40%، أما النسبة المتبقية من المرضى فتجمع خصائص النمطين معًا (2).

يحدث التهاب الأنف التحسسي عندما يتفاعل الجهاز المناعي مع المؤرجات؛ أي المواد المهيجة الموجودة في الجو وهي مواد آمنة عند معظم الأفراد، لكن عند المتحسسين يعدُّها الجهاز المناعي مواد دخيلة، ما يدفعه لإطلاق مجموعة من المواد الكيميائية -وعلى رأسها الهيستامين- مسببة بذلك التهاب الأغشية المخاطية في الأنف والعين والحلق وما ينتج عنه من أعراض مختلفة.

وتتضمن هذه المؤرجات:

وعادةً ما تزداد حدة المؤرجات الموجودة في الهواء الطلق في كل من فصلي الربيع والصيف وكذلك بداية الخريف بسبب تفتح الأعشاب والزهور وزيادة كمية غبار الطلع في الطقس الدافئ، وبالمقابل فإن المؤرجات الموجودة في الأماكن المغلقة كوبر الحيوانات الأليفة وعث الغبار قد تشتد شتاءً ويعود ذلك إلى بقاء الناس فترات أطول في الداخل (3).

تُقسَم أعراض التهاب الأنف التحسسي إلى أعراض تحدث مباشرة بعد التعرض لتلك المواد المُحسسة وأخرى تتطور لاحقًا؛ فقد تشمل الأعراض المباشرة للتحسس: الحكة التي قد تكون أنفية أو فموية أو عينية أو حتى في الجلد وأي منطقة أخرى، واضطراب الشم وسيلان الأنف والعطاس وتدمع العيون.

أما الأعراض الأخرى التي قد تتطور لاحقًا فهي احتقان الأنف وضعف حاسة الشم والسعال والصداع والتهاب الحلق واحساس بانسداد بالأذنين إضافة إلى التعب والهياج والهالات الداكنة أو الانتفاخ تحت العينين (4).

هنالك العديد من عوامل الخطورة التي قد تزيد من فرصة تطور التحسس عند الشخص مثل:

- وجود أنماط أخرى من التحسس كالربو والأكزيما والتهاب الجلد التأتبي (atopic dermatitis).

- إصابة أحد الأقارب كالوالدين أو الأخوات بالتحسس أو الربو.

- التعرض المستمر للمؤرجات أو لروائح تخرش باطن الأنف.

- تدخين الأم خلال العام الأول من حياة طفلها (5).

يُشخَّص التهاب الأنف التحسسي بالفحص السريري والاستجواب الدقيق للمريض، ويُدعم ذلك بالاستجابة الإيجابية للعلاج التجريبي بالستيروئيدات الأنفية. 

أما التشخيص المنهجي فيكون عبر الاختبار المصلي (allergen-specific IgE) أو الاختبار التحسسي الجلدي الذي يجب إجراؤه خلال فترة اشتداد الأعراض وذلك عند المرضى الذين يشتكون من أعراض فصلية، ولكن وفقًا لإرشادات الأكاديمية الأمريكية لطب الأذن والأنف والحنجرة فإن تلك الاختبارات تقتصر فقط على المرضى غير المستجيبين للعلاج التجريبي أو إذا كان هناك حاجة لتحديد المؤرج بدقة لبعض أنواع العلاجات (2).

إن العلاج الأفضل لهذه الحالة بتجنب الأغبرة المُسببة، ولكن من المستحيل تجنبها كليًا، لذلك لا بد من التخفيف منها قدر الإمكان.

قد تفيد الغسولات الأنفية في الحالات معتدلة الشدة من التهاب الأنف التحسسي؛ إذ تساعد في إزالة المخاط من الأنف، ويمكن شراء المحاليل الملحية لهذا الغرض أو تحضيرها بمزج نصف معلقة صغيرة من الملح ورشة بيكربونات الصوديوم في كوب من الماء الدافئ (240 ml). 

أما العلاجات الرئيسية المستخدمة للتحسس فهي:

- مضادات الهيستامين.

- الستيروئيدات؛ إذ أن بخاخات الستيرويدات الأنفية هي الأكثر فاعلية لعلاج التهاب الأنف التحسسي.

- مضادات الاحتقان التي لا يجب استخدامها لأكثر من ثلاثة أيام (3).

بُذِلَت العديد من المحاولات للوقاية من الأمراض التحسسية، لكن معظمها لم تتكلل بالنجاح، وقد لُوحِظ من خلالها أن التعرض لحيوانات المزارع والقطط والكلاب بمقتبل العمر له دور بالوقاية من الأمراض التحسسية والحد من تطورها بآليات ليست واضحة بعد، وكذلك فإن النتائج غير ثابتة أيضًا (1).

لعل من أكثر الصعوبات التي نواجهها هو التمييز بين التهاب الأنف التحسسي والرشح والإنفلونزا، ومن المهم والضروري التفريق فيما بينها لتفادي أي علاجات غير مناسبة.

الأعراض الرشح/الزكام الإنفلونزا  الحساسية
الحمى نادرًا  موجودة غالبًا ل3-4 يوم غائبة دائمًا 
الصداع غير شائع  شائع غير  شائع
الآلام خفيفة شديدة غائبة
الضعف والتعب أحيانًا  غالبًا، قد تدوم ل3 أسابيع أحيانًا 
الإنهاك الشديد غائبة دائمًا  غالبًا، بالبداية غائبة دائمًا
انسداد، سيلان الأنف شائع  أحيانًا  شائع 
العطاس غالبًا  أحيانًا  غالبًا 
ألم الحلق شائع أحيانًا  أحيانًا 
السعال شائع شائع و قد تزداد شدته أحيانًا 
الانزعاج الصدري خفيف إلى معتدل شائع نادر، إلّا عند وجود ربو تحسسي
العلاج •راحة

•الإكثار من السوائل

•مضادات الإحتقان

•مسكنات (أسبرين أو سيتامول أو بروفن)

•راحة

•الإكثار من السوائل

•مسكنات (أسبرين أو  سيتامول أو بروفين)

•أدوية مضادة للفيروسات

•تجنب المؤرجات

•مضادات الهيستامين

•ستيروئيدات أنفية

•مضادات احتقان

الوقاية غسل اليدين وتجنب الاتصال الوثيق مع المصابين لقاح الانفلونزا السنوي وغسل اليدين وتجنب الاتصال الوثيق مع المصابين تجنب المؤرجات
الاختلاطات التهاب الجيوب والأذن الوسطى والربو التهاب القصبات والتهاب الرئة الذي قد يكون مهددًا للحياة التهاب الجيوب والأذن الوسطى والربو

(6).

المصادر:

1. Bousquet J, Anto JM, Bachert C, Baiardini I, Bosnic-Anticevich S, Canonica GW et al. Allergic rhinitis. Nature Reviews Disease Primers [Internet]. 2020 [cited 2023 Mar 29];6,95. Available from: هنا

2. Akhouri S, House SA. Allergic Rhinitis [Internet]. US: StatPearls; [updated 2022 Jun 5; cited 2023 Mar 29] PMID: 30844213. Available from: هنا

3. Allergic Rhinitis (Hay Fever) [Internet]. US: Cleveland Clinic; [updated 2020 Jul 30; cited 2023 Mar 29]. Available from: هنا

4. Allergic rhinitis [Internet]. US: Medlineplus; [updated 2022 Jan 23; cited 2023 Mar 29]. Available from: هنا

5. Hay fever [Internet]. US: Mayo Clinic; [updated 2022 Jul 7;cited 2023 Mar 29]. Available from: هنا

6. Cold, Flu, or Allergy? [Internet]. US: News in Health; 2014 Oct [cited 2023 Mar 29]. Available from: هنا