الطب > طب الأسنان

الأسنان المصابة بصدمة وطرائق تدبيرها

يمكن تعريف صدمة الأسنان على أنّها إصابة في منطقة الفم بما في ذلك الشفتين، والأسنان، وأنسجة اللثة، واللسان والعظم السنخي الداعم للأسنان.

إنّ علاج هذا النوع من الإصابات معتمد على عدّة عوامل منها عمر المريض، ونوع السن (مؤقت أم دائم) وعلى شدّة الإصابة.

تقريباً ثلاثة أرباع هذه الإصابات تحدث في سن الطفولة والمراهقة إذ إنّه من بين 6-34% من الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 8-15 معرضون للإصابة بصدمة الأسنان (1).

يعاني الأطفال والمراهقون من إصابات الأسنان الخفيفة أو الشديدة نتيجة أسباب مختلفة، مثل اللعب الغير الآمن في الملاعب، والحوادث في المدارس، وحوادث السيارات أو العنف وغيرها.

غالباً ما يعاني الشخص المصاب من مشكلاتٍ في المضغ و صعوبات التفاعل الاجتماعي مثل القلق المفرط وتجنّب الابتسام والضحك أو حتّى الكلام (2).

يجب أن يكون تشخيص الأسنان المصابة بصدمة تشخيصاً دقيقاً يعتمد على الفحص السريري والشعاعي -صور ذروية وإطباقية- لتقديم العلاج المناسب.

يعدّ وضع جبيرة حول السن المصابة من أساسيات العلاج لتثبيت السن والسماح بالشفاء مع مراعاة نوع الجبيرة المستخدمة ومدّة وضعها خوفاً من حدوث التصاق للسن وخسارته (3).

تُعد الأسنان المصابة بالصدمة ذات إنذار سيئ منذ بداية وقوع الحادثة أو تظهر الأعراض متأخرة، ومن الممكن أن تحدث مضاعفات تالية للعلاج كالالتهاب أو يحدث فشل في المعالجة المحافظة للسن، لذلك على الطبيب التفكير بخيارات الاستبدال المناسبة لحفظ مسافة السن إذا فُقدت (1). 

عادةً ما تخضع السن المصابة بصدمة التي سقطت من مكانها للجفاف في الفترة الممتدة ما بين التعرض للصدمة وإعادة الزرع في العيادة لذلك يجب التوجّه إلى أقرب عيادة خلال النصف ساعة الأولى للحفاظ على خلايا تدعى بالخلايا الرباطية (PDL) المتصلة بالجذر ومنع السن من الجفاف، ولتحقيق ذلك يمكن استخدام واحد من سوائل التخزين ذات الأسمولية ودرجة الحموضة المناسبة ومن هذه السوائل نذكر: المحلول الملحي المتوازن لهانك (HBSS)، والحليب المعقم، واللعاب، وبياض البيض وغيرها من السوائل التي تسهم في حماية السن لحين الوصول إلى العيادة. 

إنّ تشخيص الأسنان القابلة لإعادة الزرع يعتمد على عدّة عوامل ألا وهي: سلامة الخلايا الرباطية (PDL) المتصلة بالجذر، وسلامة ملاط الجذر والحد الأدنى من التلوث البكتيري، وهذه العوامل مجتمعة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمدّة بقاء الأسنان خارج السنخ وكيفية التعامل معها والتخزين المستخدم للحفاظ عليها.

يعد عامل الوقت من أهمّ العوامل لإنقاذ السن التي سقطت فقد تصل نسبة الشفاء بعد إعادة الزرع الفوري إلى 85% أما في حال التأخر فإن فرص نجاة السن تقل وتؤدي إلى تموت الخلايا الرباطية (PDL) وفقدان السن إلى الأبد (4).

يوجد عديد من التدابير للتعويض عن مكان السن في حال فقدها وبناءً على نوع الإصابة والوقت وعدد الأسنان المفقودة يلجأ الطبيب إلى التدبير المناسب.

فما هي خيارات العلاج عند فقد الأسنان؟ دعونا نتعرّف:

  1. ترك فراغ السن وعدم التعويض: عادةً إجراء كهذا غير مقبول في الأسنان الأمامية بسبب المظهر الجمالي ومن الممكن أن يؤدي هذا الإجراء إلى انسلال (ميلان) الأسنان المجاورة وتطاول الأسنان المقابلة وقد تكون هناك صعوبات في استبدال مكان السن لاحقاً بسبب ضيق المسافة وفقدانها.
  2. تعويض متحرك: غالباً ما يستخدم بديلاً فوريّاً لحفظ مسافة الأسنان المفقودة. ومع ذلك، يعد هذا خياراً طويل الأجل في بعض الحالات مع تصميم مناسب لأطقم الأسنان الصحية. 
  3. جسر ثابت تقليدي: يشمل تحضير عدّة أسنان (دعامات الجسر) لتعويض مكان الفقد بدمية مناسبة.
  4. الجسور اللصاقة: خيار قابل للعكس ومحافظ مع معدلات نجاح عالية في حال استخدام تقنيات مناسبة وغالباً ما يعوّض عن فقد أسنان أمامية وتُلصق باستخدام إسمنت مناسب.
  5. الزرع الذاتي أو الزرع التلقائي للأسنان وهو حركة لأحد الأسنان من موضع إلى آخر داخل فم الشخص نفسه لتعويض مكان الفقد.
  6. إغلاق المسافة تقويمياً وهو خيار مطروح في حال ازدحام الأسنان ضمن الفك ومن المهم عرض الحالة على طبيب تقويم مختص لتحقيق أفضل النتائج.
  7. التعويض عن السن بتاج مدعوم بزرعة سنية، ومع أنها طريقة علاج مرغوبة في حال فقد الأسنان (بسبب نتائجها المتوقعة وطويلة الأمد) إلا أنه لا يمكن تطبيقها على جميع المرضى بسبب صغر العمر أو لأسباب اجتماعية واقتصادية (1,5).
على الرغم من المحاولات العديدة للحفاظ على الأسنان المتأثرة بالصدمات، فإن بعض الأسنان ستفقد مبكراً أو يكون التشخيص ميؤوساً منه. هنالك حاجة لتقييم دقيق واختيار طريقة العلاج الأنسب وغالباً ما يكون الزرع هو الخيار الأفضل للمريض البالغ أما بالنسبة للأسنان الفتية فيجب إطالة عمرها والحفاظ عليها قدر الإمكان عند عدم وجود عدوى للسماح بالتطوّر الطبيعي إضافةً إلى أنها ستحافظ على العظم والنسج المحيطة الداعمة حتى اكتمال النمو (1).

المصادر:

1. Chesterman J, Chauhan R, Patel M, Chan MFWY . The management of traumatic tooth loss with dental implants: Part 1. British Dental Journal [Internet]. 2014 Dec 5 [cited 2023 Apr 21];217(11):627–33. Available from: هنا

2. Antipovienė A, Narbutaitė J, Virtanen JI. Traumatic Dental Injuries, Treatment and Complications in Children and Adolescents: A Register-Based Study. European Journal of Dentistry [Internet]. 2021 Feb 3 [cited 2023 Apr  21];15(03): 557-62. Available from: هنا

3. Fard R. A step-by-step guide to managing dental trauma in general practice. BDJ Team [Internet]. 2021 May 21 [cited 2023 Apr  21];8(5):34-6. Available from: هنا

4. Khinda VI, Kaur G, Brar GS, Kallar S, Khurana H. Clinical and Practical Implications of Storage Media used for Tooth Avulsion. International Journal of Clinical Pediatric Dentistry [Internet]. 2017 [cited 2023 Apr  21];10(2):158-65. Available from: هنا

5. Nimčenko T, Omerca G, Varinauskas V, Bramanti E, Signorino F, Cicciù M. Tooth auto-transplantation as an alternative treatment option: A literature review. Dental Research Journal [Internet]. 2013 [cited 2023 Apr  21];10(1):1-6. Available from: هنا