داء الشرايين المحيطية

من المعروف أن التصلب العصيدي هو السبب الأساسي لشكايات الذبحة الصدرية؛ فهو تراكم الشحوم في جدران الشرايين المغذية للقلب وبالنتيجة نقص جريان الدم له وتطور أعراضه واختلاطاته، لكن نحن هنا لنناقش تظاهرًا آخر للتصلب العصيدي وهو (PAD: Peripheral Arterial Disease) داء الشرايين المحيطية (1).

وهو تضيق الشرايين التي تحمل الدم إلى الأطرافأو انسدادها، ونادرًا ما يشاهد في الأعمار الأصغر من 50، ويزداد على نحوٍ حاد مع العمر ليصل إلى ما نسبته 20% من الذين يصلون إلى العقد الثامن من العمر(2,3).

العوامل المؤهبة لتطور الداء تتقاطع مع مؤهبات الداء القلبي التاجي فالشخص البدين المدخن المصاب بداء السكري أكثر تأهبًا للإصابة به، ويعدّ ضغط الدم المرتفع وارتفاع الكولسترول أيضًا من عوامل الخطر، أما أعراضه فأهمها هو ألم متقطع في الساق عند المشي يختفي بعد بضع دقائق من الراحة وهو ما يسمى العرج المتقطع، لكن معظم المرضى لا عرضيون، وتتضمن الأعراض الأخرى طيفًا يعكس نقص تروية الطرف، منها خدر أو ضعف بالطرف وتقرحات على الطرف لاتشفى، وخسارة شعر الساق، إضافةً إلى تغير لون الطرف نحو الشحوب أو حتى الازرقاق، وخلل الانتصاب عند الرجال (4,5).

داء الشرايين المحيطية ليس مرضًا مهددًا للحياة مباشرة لكن آلية التصلب العصيدي تؤهب لمشكلاتٍ خطيرة ومميتة، فالداء مرتبط مع خطورة أكبر لتطوير مشكلاتٍ في الشرايين التاجية المغذية للقلب والحوادث الوعائية الدماغية من الاحتشاء القلبي والسكتة الدماغية، لكن أحد النتائج المتأخرة له على الطرف هو إقفار الطرف الحاد؛ يتطور لدى نسبة صغيرة من مرضى PAD، ويتضمن ألمًا شديدًا على الراحة بالطرف، والغنغرينا، ويحمل بين طياته ارتفاع معدل خسارة نسيج الطرف والبتر وحتى الحوادث القلبية الوعائية (3,5)

بالنسبة إلى تدبير المرض فإنه ينقسم إلى هدفين أساسيين:

• الأول هو تحسين أعراض الطرف وحركته، وذلك عن طريق جراحة إعادة تروية الطرف، أما الأدوية فدواء سيلوستازول يحسن المسافة التي يمشيها المريض بنسبة 50%.
• والثاني هو تقليل عوامل الخطورة، وذلك عن طريق تخفيف التدخين وبعض الحلول الدوائية كالستاتينات لتخفيف الكوليسترول والتحكم بارتفاع الضغط، والأدوية المميعة، جميعها خيارات علاجية تستخدم لمرضى داء الشرايين المحيطية (3).