الطب > ‏معلومة سريعة‬

شفاء ثالث مريض في العالم من مرض الإيدز

أُعلِن مؤخرًا عن النجاح الثالث في الأدب الطبي في علاج الأمراض المزمنة مع شفاء ثالث مريض في العالم من العدوى المزمنة بما يعرف بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب (HIV)، المسبب الرئيسي لمرض الإيدز (AIDS).

يستغل فيروس نقص المناعة البشرية المستقبِل (CCR5 (C–C chemokine receptor الموجود على سطح الخلايا المناعية لاختراقها والدخول إليها خلال المراحل المبكرة من العدوى. وتحد طفرة Δ32 في الجين CCR5 من قدرته على تشكيل هذا المستقبِل على سطح الخلية المناعية، وهكذا لا يستطيع الفيروس استخدامه لاختراق الخلايا المناعية مانحًا إياها مقاومة للعدوى بسلالات هذا الفيروس (1).

يُعدّ العلاج المضاد للفيروسات فعالًا للغاية؛ إذ تحولت عدوى فيروس HIV من مرض مميت إلى عدوى مزمنة، ومع ذلك؛ فإن مثل هذه العلاجات لا تقضي على الفيروس بل يبقى هاجعًا في مستودعات ضمن الجسم، ولا يمكن تحقيق العلاج إلا إذا استُئصل الفيروس من هذه المستودعات الموجودة في بعض الخلايا المناعية والخلايا الأخرى المكونة للدم (2).

أُتيحت الفرصة للأبحاث الطبية للتركيز على الدراسات التي تهدف إلى إيجاد علاج لهذا الفيروس، فالأبحاث الحالية موجهة نحو اكتشاف استراتيجيات جديدة لعلاج فيروس HIV، بما في ذلك زرع الخلايا الجذعية المكونة للدم التي تعطي سلالات خلوية مقاومة لمعظم سلالة الفيروس (1,3).

ففي عام 2007 ولأول مرة استُخدمَت تقنية زرع الخلايا الجذعية المكونة للدم في علاج ابيضاض الدم النخاعي الحاد لعلاج ما يعرف باسم مريض برلين (Timothy Ray Brown) عن طريق إجراء عملية زرع نقي عظم من متبرع سليم مصاب بطفرة CCR5/Δ32، التي -كما ذكرنا سابقًا- تمنع ظهور مستقبل CCR 5 على سطح الخلية المناعية، وبعد هذا الإجراء تمكن المريض من التوقف عن تناول مضادات الفيروسات وبقي خاليًا من فيروس HIV حتى وفاته عام 2020 (4).

وفي عام 2019، أُعلِن عن شفاء مريض ثاني دُعِيّ بمريض لندن (Adam Castillejo)، وذلك بعد تطبيق الإجراء نفسه؛ فقد كشفت الدراسات عدم وجود تضاعف لفيروس HIV-1 في بعض عينات جسمه لمدة تصل إلى 18 شهرًا بعد توقف العلاج بمضادات الفيروسات (5). 

مؤخراً، جرى الإعلان عن شفاء ثالث مريض في العالم من العدوى المزمنة بفيروس (HIV) ويُشار إليه باسم "مريض دوسلدورف"؛ ففي عام 2013 قضى فريق في مستشفى جامعة دوسلدورف بألمانيا على خلايا نخاع العظم السرطانية للمريض واستبدلوا بها خلايا جذعية من متبرع بطفرة CCR5/Δ32 وبعدها توقف المريض عن تناول العلاج المضاد للفيروسات في عام 2018. 

أُجريَت عمليات زرع أخرى للعديد من الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والسرطان، لكن من السابق لأوانه تحديد شفائهم وخلوهم من الفيروس (4).

المصادر:

1- curative HIV therapy. Current Opinion in Virology [Internet] . 2015 [cited 2023 Mar 17] ;14:24–9. Available from: هنا

2- Zou S, Glynn S, Kuritzkes D, Shah M, Cook N, Berliner N. Hematopoietic cell transplantation and HIV cure: Where we are and what next?. Blood The American Society of Hematology [Internet]. 2013 [cited 2023 Mar 17] ;122(18):3111–5. Available from: هنا

3- Lederman MM, Cannon PM, Currier JS, June CH, Kiem H-P, Kuritzkes DR, et al. A cure for HIV infection: “not in my lifetime” or “Just around the corner”?. Pathogens and Immunity [Internet] . 2016 [cited 2023 Mar 17] ;1(1):154-64. Available from: هنا

4- Reardon S. Third patient free of HIV after receiving virus-resistant cells [Internet]. Nature [Internet] . 2023 [cited 2023 Mar 17]; 13-14. Available from:

هنا

5- Gupta RK, Peppa D, Hill AL, Gálvez C, Salgado M, Pace M, et al. Evidence for HIV-1 cure after CCR5Δ32/Δ32 allogeneic haemopoietic stem-cell transplantation 30 months post analytical treatment interruption: A case report. The Lancet HIV [Internet]. 2020 [cited 2023 Mar 17];7(5):e340–7. Available from: هنا