الطب > مقالات طبية

ما الفرق بين الكَلَف والنَّمش والشّامة؟

لطالما كانت التصبغات الجلديّة إحدى أهم الشكايات التي يراجع بها المرضى العيادة الجلدية، لما لها من تأثير جمالي ونفسي في المريض، خاصّة تلك الناجمة عن الأشعة الشمسية، وأشيعها الكَلَف (1).

فما الكَلَف، وما الفرق بينه وبين النّمش والشّامة؟

الكَلَف Melasma:

هو اضطراب جلدي مكتسب يظهر على شكل بقع غير منتظمة الحواف مغايرة للون الجلد الطبيعي متناظرة في التوضع تزداد وضوحًا بعد التعرض لأشعة الشمس (2).

الكلف غير عرضي؛ إذ لا يترافق مع حكة أو ألم (3).

تشمل أماكن التوضّع المميّزة:

مركز الوجه (الجبهة، والخدّين، والأنف، والشفة العلوية) في 50-80% من الحالات.

خارج الوجه (الذراعين، والكتفين وخاصّة الأجزاء المعرّضة للشمس) (2).

من هم المُعَرَّضون أكثر لخطر الإصابة بالكلف؟

- النساء خاصّة بين سن 20 و40 ؛ إذ ترى كثيرٌ منهنَّ هذه البقع أولَ مرّة في أثناء الحمل أو عندما يبدأنَ بتناول حبوب منع الحمل، ولكثرة حدوثه في أثناء الحمل يُطلق عليه اسم القناع الحملي.

- ذوو البشرة الداكنة أو السمراء.

- ذوو الأصول اللاتينية أو الآسيوية أو الأمريكية.

- من لديهم قريب بالدّم مصاب بالكلف (العامل الوراثي) (4,5).

ما الذي يُسَبِّب الكلف؟

تزداد الحاجة إلى مزيد من البحث للإجابة الكاملة عن هذا السؤال.

اكتشف الباحثون أنَّ المصابين بالكلف تميل الخلايا الميلانينيّة عندهم إلى أن تكون أكثر نشاطًا، ومن ثمّ فإنه عندما يَتَسَبَّب شيء ما في تحفيز هذه الخلايا وتنشيطها يزداد إنتاج الميلانين، ويزداد تَرسُّبه في الجلد ممّا يُسَبِّب ظهور بقع الكلف.

تتضمّن قائمة المُسبّبات المُحتملة:

- الأشعة فوق البنفسجية (ضوء الشمس، وأجهزة التسمير) وتُعدّ العامل الأكثر تحريضًا للكلف. 

- الحمل (هرمونَي الإستروجين والبروجسترون).

- بعض الأدوية مثل: مضادات الصرع، ومانعات الحمل، والريتينوئيدات، وبعض الصادات الحيوية، وبعض أدوية ضغط الدم.

- الجهد والتعب (هرمون الكورتيزول).

- أمراض الغدة الدرقية (1,5).

أنواع الكلف:

يختلف نوع الكلف باختلاف مكان ترسّب الميلانين، إذ إن الكلف السطحي (المتوضّع في طبقة البشرة) يظهر بلون بني، ويستجيب للعلاج على نحو أفضل من الكلف العميق (المتوضّع في طبقة الأدمة) الذي يظهر بلون مائل للرمادي أو الأزرق.

أمّا الكلف المختلط وهو أشيع الأنواع، فيتضمّن مزيجًا من ألوان البني الفاتح والأزرق والبني الداكن، وهو ذو استجابة جزئيّة للعلاج (1,2).

ويختلف لون الكلف وعلاجه باختلاف لون بشرة الشخص، إذ إن الكلف عند ذوي البشرة الداكنة يميل إلى اللون الرمادي أو الأزرق (3)، ويستغرق وقتًا أطول في العلاج، واحتماليّة تفاقمه في أثناء العلاج أكبر (4).

تدبير الكلف وعلاجه:

قد يختفي الكلف من تلقاء نفسه، في حين قد تستمر بعض الحالات سنوات.

يوصي أطباء الجلد بمعالجة الكلف أبكر ما يمكن؛ إذ إن الكلف عمومًا بمختلف أنواعه صعب العلاج لا سيّما إذا كنتَ تعاني الكلف سنواتٍ طويلة.

أما إذا كنتِ حاملًا، فانتظري حتى الولادة لعلاج الكلف، فبعض العلاجات استخدامها غير آمن خلال الحمل، كذلك فإنَّ بعض الحالات قد تتحسّن -وأحيانًا تزول- بعد الولادة (1,4).

عادةً ما يستغرق الأمر بين 3 إلى 12 شهرًا لرؤية نتائج العلاج، وقد يستغرق وقتًا أطول إذا كانت مدة الإصابة بالكلف أطول.

ولا يوجد علاج واحد فعّال للكلف، وغالبًا يكون العلاج أكثر فاعلية عندما يجمع بين ما سيُذكر في الفقرة الآتية (6).

- نصائح عامّة:

1- الحماية من أشعة الشمس على مدار السّنة: أهم جانب من جوانب العلاج؛ وذلك عن طريق استخدام المظّلات أو القبّعات مع كريم واقي من الشمس (SPF 30 أو أكثر).

2- التقليل من استخدام الصابون ومستحضرات التجميل المعطّرة أو المزيلة للتعرق، لأنّها قد تسبب تفاعلًا ضوئيًّا سامًّا.

3- التوقف عن استخدام موانع الحمل الهرمونية بعد استشارة طبيبك الخاص.

- العلاج الدوائي الموضعي:

الخيارات متنوعة، وأكثرها استخدامًا ونجاحًا هي مزيج من الهيدروكينون والتريتينوئين الموضعي والستيروئيد الموضعي (1).

ويلجأ بعضهم إلى تدابير قويّة مثل التقشير الكيميائي القوي باستخدام الأحماض، أو تقنية الإبر المجهرية، أو الليزر، أو حقن البلازما الغنية بالصفيحات الدموية PRP، وجميعها تُجرى في العيادة بيد الطبيب حصرًا (2,6).

- العلاجات الفموية:

أظهرت الدراسات أنّ حمض الترانيكساميك الفموي هو الحل النهائي لعلاج الكلف عندما تفشل العلاجات الأخرى، لكنّه يحمل بعض الخطورة في الإصابة بتجّلط الدم عند الأشخاص المؤهبين.

وهناك المزيد من العلاجات الفموية الجديدة قيد التجربة (1,6).

هل الكلف أحد أنواع السرطانات؟

الكلف ليس نوعًا من السرطانات ولا يؤهب لإصابتك بالسرطان (4).

وعلى الرّغم من كونه سليمًا وغير مُضرّ بالجسم، فإن كثيرين يريدون علاجه لما له من أثر نفسي وجمالي لا يمكن إنكاره (5).

يتداخل تشخيص بقع الكلف مع العديد من الحالات الجلدية؛ وأشيعها النمشات والشامات:

وهي حالات سليمة غالبًا ما تُرى في الصيف، ويمكن أن تظهر في أي مكان من الجسم، ولكن تشيع في المناطق المعرّضة للشمس كالوجه والساعدين واليدين.

النّمشات Ephelides:

بقع مسطّحة صغيرة الحجم ذات حدود غير واضحة، تنجم عن زيادة في الميلانين دون زيادة في عدد الخلايا الميلانينية.

يتراوح لونها بين الأحمر والبني الفاتح والبني الغامق، ويزداد اللّون خلال الصيف ويخفّ خلال الشتاء.

أكثر ما تظهر عند ذوي البشرة الفاتحة والشعر الأشقر أو الأحمر، خاصّة على الأنف والخدّين.

قد يؤدي العامل الوراثي دورًا فيها، إذ ترتبط مورّثاتها بمورّثات الشعر الأحمر.

لا توجد عند الولادة بل تبدأ بالظهور من عمر سنتين إلى ثلاث سنوات، وتزداد خلال سنوات المراهقة، وقد تتراجع مع تقدم العمر (7,8).

الشّامات lentigines: (لها أنواع والمقصود هنا الشّامات الشمسيّة) هي بقع مسطّحة أو مرتفعة قليلًا عن سطح الجلد ذات حدود واضحة، تنجم عن زيادة في الميلانين مع زيادة في عدد الخلايا الميلانينية عكس النمشات.

حجمها أكبر من حجم النمشات.

يختلف لونها بين الأحمر والأصفر والبني الفاتح والأسود، وعلى عكس النّمش هذا اللّون لا يتغيَّر بتغيُّر الفصول.

أكثر ما تظهر عند أصحاب البشرة الداكنة وخاصّة بعد عمر 40 سنة.

وعلى خلاف الكلف والنمش، يمكن لبعض أنواع الشّامات أن تكون سرطانية (7,9).

هل تحتاج النمشات والشامات إلى علاج؟

نظرًا إلى أنها غالبًا ما تكون غير ضارّة، فلا داعي لمعالجتها ويُكتفى بمراقبتها.

لا يمكن إزالتها تمامًا ولكن يمكن تفتيحها بالمقشرات الموضعية أو الليزر أو التبريد بالآزوت السائل.

وفيما يخص النمشات بوصفها خاصيّة موروثة، فلا يمكن منع حدوثها، ولكن يمكن تقليله بحماية الجلد من أشعة الشّمس.

ولما كان التّعرض للشّمس هو المسبّب الرئيس للنمشات والشامات، فإن أفضل طرائق الوقاية هي حماية بشرتك من أشعة الشمس واستخدام الواقي الشمسي يوميًّا. 

الشامات المثيرة للقلق هي تلك التي تبدو مختلفة عن غيرها من الشامات الموجودة أو تلك التي تظهر أوّل مرّة بعد سن العشرين.

وكما هو الحال في جميع البقع الجلدية فلا بُدَّ من مراقبة حدوث أي تغيّر بالشامات والنمشات سواء بحجمها أو شكلها أو لونها أو ترافقها مع احمرار أو تورم أو ألم أو نزف.

فإذا لاحظت حدوث أيٍّ من هذه التغيّرات؛ لا تتردَّد باستشارة طبيب الأمراض الجلدية (7,8).

المصادر:

1. Melasma (syn. chloasma) [Internet]. Primary Care Dermatology Society; [updated 2023 Mar 6;cited 2023 Feb 3]. Available from: هنا

2. Oakley A, Doolan B, Gupta M, Mitchell G. Melasma [Internet]. DermNet; [updated 2020 Oct;cited 2023 Feb 3]. Available from: هنا

3. Ludmann P, Dominquez A. Melasma: Signs and symptoms [Internet]. American Academy of Dermatology; [updated 2022 Feb 15;cited 2023 Feb 3]. Available from: هنا

4. Ludmann P, Dominquez A. Melasma: Overview [Internet]. American Academy of Dermatology; [updated 2022 Feb 15;cited 2023 Feb 3]. Available from: هنا

5. Ludmann P, Dominquez A. Melasma: Causes [Internet]. American Academy of Dermatology; [updated 2022 Feb 15;cited 2023 Feb 3]. Available from: هنا

6. Ludmann P, Dominquez A. Melasma: Diagnosis and treatment [Internet]. American Academy of Dermatology; [updated 2022 Feb 15;cited 2023 Feb 3]. Available from: هنا

7. Freckles (Ephelides and Solar Lentigines) [Internet]. Cleveland Clinic; [updated 2022 May 23;cited 2023Feb3]. Available from: هنا

8. Oakley A. Ephelis [Internet]. DermNet; 2016 Feb [cited 2023 Feb 3]. Available from: هنا

9. Lentigo (syn. lentigine) [Internet]. Primary Care Dermatology Society PCDS ;[updated 2022 Apr 28;cited 2023Feb3]. Available from: هنا