الموسيقا > موسيقيون وفنانون سوريون وعرب

الموسيقار السوري الراحل نوري الرحيباني

من شكلّت ألحانه جسرًا موسيقيًا بين الشرق والغرب، ومن روى لنا في ألحانه قصصًا، وحاول أن يَنقُل لنا عن طريقها انطباعاته وأحاسيسه ومشاعره، المُلحن والمؤلف الذي تميّز باستخدم الموسيقا والموضوعات العربية في مؤلفاته، الذي أضفى طابعًا تقليديًّا، واستند إلى الأغاني العربية والموسيقا الدينية المسيحية والإسلامية. الموسيقار الذي وضع منهجًا اجتماعيًّا للإيقاع؛ باستخدام تقنيات الإيقاع لكارل أورف، التي دُرّست في المعهد العربي للموسيقا -معهد صلحي الوادي حاليًّا-، الملحن وقائد الاوركسترا المايسترو نوري الرحيباني، الذي ظهرت لنا روحه الشرقية في أعماله الموسيقية المُختلفة؛ كموسيقا البيانو وموسيقا الحجرة وأعماله السمفونية المتعددة (1,2).

بداياته:

ولد نوري الرحيباني في دمشق عام 1939، وانتقل إلى ألمانيا ودرس في المعهد العالي للموسيقا في مدينة لايبزيغ قواعد التلحين والبيانو عام 1959؛ حيث درس مع الملحن الألماني سيغفريد ثييل، ثم درس بعدها قيادة الاوركسترا، وأنهى دراسته بمعدل امتياز عام 1972 (1,2). وفي أثناء هذه الفترة شارك في عديد من ورشات العمل العالمية لدى قادة أوركسترا مشهورين كأيغور ماركيفتش وآرفيد يانسون وكورت مازور (2).

استلم بعد تخرجه عام 1972 عمله بصفة قائد الأوركسترا الأساسي لأوركسترا رايشنباخ الفلهارمونية، وكان ضيفًّا في مراتٍ عديدة بصفته قائدًا لفرقة هاله الفلهارمونية، وقام بعديد من التسجيلات الإذاعية التلفزيونية مع فرقة إذاعة برلين السمفونية الكبيرة، وفرقة الكورال التابعة لها.

وكان قائدًا لأوركسترا دار الأوبرا في مدينة فرايبورغ مدة سنة، وقاد الفرقة السمفونية لمدينة سان بطرسبرغ وفرقة كالينينغراد الفلهارمونية، وفرقة ماغديبورغ الفلهارمونية وفرقة دار أوبرا لونيبورغ (2).

انجازاته المهمة وإرثه:

أسس عام 1980 فرقةً للموسيقا الإيقاعية -الطبل الناري- في معهد الموسيقا في مدينة لوشو في ألمانيا، التي أصبحت بعد فترة، الشعار الموسيقي لمنطقة فندلاند. وقدم في عام 2011 لأول مرة حفلًا للموسيقا الإيقاعية في دمشق بالاشتراك مع سيمون مريش وعازيفي الإيقاع في الفرقة السيمفونية الوطنية. قدم معها أيضًا في العام ذاته لأول مرة الرقصات والأغاني العربية السمفونية، وقد قاد الفرقة السيمفونية الوطنية السورية لأول مرة عام 2001، ودُعي بعدها سنويًا لقيادة الفرقة. وقد قدم ملحمته الموسيقية -المدن الميتة- في ألمانيا عام 2017، التي حققت نجاحًا كبيرًا، وأطلقت الفرقة السمفونية الوطنية السورية في العام ذاته عملًا جديدًا بعنوان صور موسيقية من الشرق؛ لربط الأجيال السورية الموسيقية بين جيل الشباب والمخضرمين (2,3).

حصل الرحيباني على وسام صداقة الشعوب الفضي عام 1973 من جامعة صداقة الشعوب في برلين، وقُلد عام 2001 بوسام الاستحقاق الألماني ذو الوشاح؛ تكريمًا لعمله كملحن وقائد أوركسترا وبصفته مربيًّا موسيقيًّا. و حصل مؤخرًا عام 2019 على الميدالية الذهبية لمدينة لوشو تكريمًّا لنشاطاته الموسيقية (2).

رحل المايسترو القدير في 3 آذار (مارس) 2023، وقد نعته وزارة الثقافة والمعهد العالي للموسيقا والوسط الثقافي والموسيقي، عن عمر ناهز 84 عامًا. بعد مسيرة مشرفة في المشهد الموسيقي السوري والعالمي. 

نتمنى لكم مشاهدة واستماع ممتع: 

هنا;

المصادر:

1.سعد هانيبال. [Internet]. الموسيقى الكلاسيكية المعاصرة في سوريا. Syrian Heritage Archive. [cited 2023Mar15]. Available from: هنا;

2.نوري الرحيباني. دمشق: دار الأسد للثقافة والفنون; 2019. 

3.الفرقة السيمفونية الوطنية تطلق عملين جديدين لمؤلفين سوريين. وزارة الإعلام السورية. 2017 [cited 2023Mar16]. Available from: هنا;

4.اسماعيل كنانة. وزارة الثقافة والمعهد العالي للموسيقا ينعيان المايسترو نوري الرحيباني عن عمر ناهز 84 عاماً [Internet]. S A N A. 2023 [cited 2023Mar15]. 

Available from: هنا;