الطب > طب العيون

القَزحية بألوانها

يُعدُّ لون القزحية من السمات الفيزيائية المهمة للبشر (1)، ويمتد لونها من أفتح درجات الأزرق إلى البني الداكن أو الأسود، وتصنفها الدراسات الجينية إلى: أزرق ورمادي وأخضر وأصفر وبندقي وبني فاتح وبني داكن.

تنظم القزحية كثافة الضوء الواصل للشبكية (2)، وتتألف من طبقتين أمامية وخلفية. 

ينتج لونها من كمية صباغ الميلانين الموجود في الطبقة الأمامية، أما الطبقة الخلفية فجميع الأشخاص تقريبًا -بما فيهم ذوي العيون الزرقاء أو الخضراء- لديهم صبغة بنية ضمنها. 

يُعَدُّ لون العيون بمثابة البصمة للأشخاص، فلا يوجد شخصان بلون القزحية نفسها تمامًا؛ ذلك لكمية الميلانين الفريدة لكل شخص (3)؛ إذ أن كمية كبيرة من الميلانين تعادل لون بني للقزحية، في حين اللون الأزرق يعادل كميات أقل من هذا الصباغ. 

تختلف ألوان العيون باختلاف الجينات بين الأشخاص؛ إذ تتحكم هذه الجينات بإنتاج نقل أو تخزين الميلانين (4)، أما آليات تشكل الأصبغة عند الإنسان، فهي معقدة للغاية؛ فتتضمن تأثيرات متبادلة بين الجينات ذاتها وبين الجينات والبيئة المحيطة (2). 

قد يُولد الأطفال بأي لون للعيون، ولكن مع نمو الطفل يستمر الميلانين بالنمو أيضًا، فإذا تكون المزيد من الميلانين عند طفل بعيون زرقاء، يتغير لون القزحية إلى ألوان أغمق.

ويحدث هذا التغير عادةً خلال السنة الأولى للطفل، لكن قد يستغرق الأمر عدة سنوات للوصول إلى اللون الذي سيظل طيلة الحياة. (3)

قبل حوالي عشرة آلاف عام، كان جميع البشر بعيون بنية (أو داكنة)، ويعتقدد الباحثون أن أول شخص بعيون زرقاء كانت لديه طفرة أدت لإنتاج ميلانين أقل، أما الآن فقرابة نصف سكان أمريكا فقط لديهم عيون بنية (3)، وحوالي 16% من سكان العالم لديهم عيون زرقاء (2). إضافة إلى ذلك، قد يكون لدى الشخص الواحد اختلاف باللون ضمن العين الواحدة أو بين العينين بحالة تدعى تغاير لون العيون (3). 

يوجد العديد من الحالات المرضية التي تؤثر في لون العيون مثل المهق والساد وقوس القرنية (شائع عند المسنين ويسبب حلقة زرقاء أو رمادية تحيط بالقرنية) والتهاب القزحية والجسم الهدبي ومتلازمة فاردينبيرغ ومتلازمة تبعثر الأصبغة. 

وقد وجد الباحثون صلة بين لون العيون وخطر الإصابة بأمراض عينية معينة؛ فيرتبط لون القزحية الداكن مع خطورة متزايدة للإصابة بالساد و خطورة أقل للإصابة بالتنكس البقعي أو سرطان العين أو اعتلال الشبكية المرتبط بالسكري (3). 

يمكن للراغبين بتغيير ألوان عيونهم اللجوء للعديد من الإجراءات الجراحية، ويمثل زرع قزحية تجميلية خيارًا جراحيًا ينطوي على مخاطر عالية كفقدان البصر إضافة إلى مخاطر أخرى يجب الحذر منها وتُعَدُّ هذه الإجراءات تداخلات طبية خاطئة ينبغي منعها. 

تمثل تقنية إزالة صباغ القزحية بالليزر تقنية مبتكرة وواعدة تتميز بإمكانية إجرائها بالعيادات الخارجية، ولكن لم تجري دراستها على نطاق واسع بعد، في حين تظهر تقنية تلوين القرنية التجميلي بوصفها التقنية التي لها القسم الأكبر من البحوث والدراسات وتتميز بفاعلية وسلامة عاليتين ما يجعلها الإجراء المختار لهذا الغرض.

بالرغم من كل ما سبق، هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات لتطوير أصبغة أكثر طبيعية لا تتغير بمرور الوقت (5).

المصادر:

Sun HP, Lin Y, Pan CW. Iris color and associated pathological ocular complications:a review of epidemiologic studies. Int J Ophthalmol  [Internet]. 2014 [cited 2023 Feb 3];7(5):872-8.available from:هنا

2. Dorgaleleh S, Naghipoor K, Barahouie A, Dastaviz F, Oladnabi M. Molecular and biochemical mechanisms of human iris color: A comprehensive review. Journal of Cellular Physiology [Internet]. 2020 [cited 2023 Feb 3 ];235(12):8972–82. Available from: هنا

3. Eye colors [Internet].U.S.:Cleveland Clinic;[Last updated 2021 Oct 6;cited 2023 Feb 3]. Available from: هنا

4. Is eye color determined by genetics? [Internet]. U.S:MedlinePlus; [Last updated 2022 Jul 7 ;cited 2023 Feb 3]. Available from: هنا

5. D’Oria F, Abu-Mustafa SK, Alio J.L. Cosmetic Change of the Apparent Color of the Eye: A Review on Surgical Alternatives, Outcomes and Complications. Ophthalmology and Therapy [Internet]. 2022 [cited 2023 Feb 3] 11: 465–77:Available from: هنا