السكن المؤقت في فترة ما بعد الكارثة

يُعّد تدمير المنازل أحد أكثر الآثار وضوحًا للكوارث الطبيعية (1)، وخسارة المنزل ليس خسارة مادية فحسب، وإنّما فقدان للكرامة والهوية والخصوصية، لذلك فتأمين السكن خطوة أساسية لاستعادة أقلّ مقومات الحياة لضحايا الكارثة، والبدء ببرنامج التّعافي وإعادة الإعمار (2).

عادةً ما تَستغرق أعمال إصلاح المنازل المُتضررة وإعادة بنائها وقتًا طويلًا، وكثيرًا ما تكون غير قابلة للإصلاح، ويُصبح من الضروري توفير أماكن إقامة مؤقتة للضحايا ريثما تنتهي عملية إعادة الإعمار (1).

هنا لا بدّ من التّمييز بين المَأوى والمَسكن، وذلك من خلال التصنيفات الأربعة الرئيسة:

1- المَأوى الطارئ: مكان إقامة مؤقتة مدةَ أيامٍ قليلة خلال ذروة حالة الطوارئ.

2- مَأوى مؤقّت: لإقامة لا تزيد على أسابيعَ قليلة بعد الكارثة وقد تكون مَلجأً عامًّا (2).

3- مَسكن مؤقّت: مكان لإقامة مؤقتة قد تصل إلى ثلاث سنوات مع معاودة السكان أنشطتهم اليومية.

4- مَسكن دائم: أي العودة إلى منزل مُعاد إنشاؤه أو إلى منزل جديد للعيش بصورة دائمة، وتمثّل هذه المرحلة انتهاء عملية إعادة الإعمار (2).

تختلف المَساكن المؤقتة من بلد إلى آخر وفقًا لنوع الكارثة الطبيعية والظروف البيئية والعوامل الاقتصادية، ومن أكثر أنواع المساكن المؤقتة شيوعًا نذكُر الآتي (3):

المهاجع المؤقتة:

طُوِّرت لتكون مُنخفضة التّكلفة وسهلة التجميع من المواد المحلية وبطرائق معروفة جيدًا لدى السكان ممّا يُسهّل الصيانة. من خلال إنشاء مساحات شبه خاصة، كذلك فإنّ التصميم الداخلي يَضمن مساحةً مفتوحةً ومتجددة الهواء (1).

مدرسة في ميانمار

حاويات الشحن:

تُحوَّل حاويات الشحن -بإعادة استخدامها- إلى وحدات سكنية مؤقتة. ويُمكن تشييد الوحدة بالكامل في غضون 24 ساعة، لكنّها تتطلّب مساحةً كبيرةً وآلياتٍ ثقيلة وعمالةً ماهرة (1).

وتتميّز مساكن الحاويات بسهولة التجميع بفترة قصيرة وتكلفة مُنخفضة، ممّا يجعلها مواتية لتوفير المساكن المؤقتة في الوقت المناسب لضحايا الكوارث الطبيعية.

تتيح الأحجام المعيارية للحاويات سهولةً في التجميع والتفكيك والدمج مع المباني. يجب أن يكون طول الحاوية وعِرضها وارتفاعها كافيًا لاستخدامها بِعدِّها فراغًا سكنيًّا، مكوّناتهُ الرّئيسة المطبخ والحمام وحيّز المعيشة (3).

هل تعرف إستراتيجياتٍ أو حلولًا معماريةً أخرى لتجاوز مرحلة ما بعد الكارثة؟

إعداد:Zainab Alrhieh

المصادر: