تلوث مياه الشرب بعد الزلازل؛ كيف نحصل على مياه نقية؟

إضافة إلى التأثيرات الواضحة للزلازل؛ هناك بعض التأثيرات الخفية التي تغيب عن ذهن بعض الناس على الرغم من النتائج الخطيرة التي قد تترتب عليها، ومن هذه التأثيرات تلوث مياه الشرب والمياه الجوفية الذي يحدث عادةً بعد ضرب الزلزال منطقةً ما.

 ويرجع سبب تلوث المياه الجوفية إلى أسباب عدة، فعادةً في المواقع التي يكون فيها الاهتزاز قويًّا بما يكفي للإحساس به قد تتعكر مياه الآبار؛ لأن الاهتزاز يزيل الرواسب السائبة من المسام والشقوق في الصخور التي تزود البئر بالمياه. وغالبًا ما يكون هذا التلوث مؤقتًا، ويستمر ساعاتٍ أو أيامًا فحسب. وقد تحدث تأثيرات أكثر خطورة على جودة المياه عندما تتسبب الزلازل القوية في إتلاف خطوط الصرف الصحي أو خطوط الغاز أو أي بنية تحتية تحتوي مواد خطرة، مما يؤدي إلى إطلاق الملوثات في المياه (1).

فمثلًا؛ تسبب زلزال شرق اليابان الكبير وما صاحبه من تسونامي في إلحاق أضرار جسيمة بعديد من أنظمة الصرف الصحي بما في ذلك أنابيب الصرف الصحي وفتحات التفتيش ومحطات الضخ ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي على مساحة واسعة من توهوكو Tohoku إلى منطقة كانتو Kanto  (2).

وعندما ضربت سلسلة من الزلازل الكبيرة مدينة كرايستشيرش Christchurch بنيوزيلندا في 2010-2011. تطلبت الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية للصرف الصحي تصريفًا مباشرًا يصل إلى 38000 م مك / يوم من مياه الصرف الصحي الخام في نهر أفون في كرايستشيرش مدة ستة أشهر تقريبًا. وهذا التسريب تسبب بارتفاع في تركيزات الكائنات الحية الدقيقة من أنواع (الإشريكية القولونية Escherichia coli والمطثية الحاطمة Clostridium perfringens والعاثية من نوع F-RNA phage) ومسببات الأمراض (العطيفة Campylobacter والجيارديا Giardia والكريبتوسبوريديوم Cryptosporidium) في المياه والرواسب أثناء وبعد توقف تصريف مياه الصرف الصحي (3).

ويعد تحليل المياه _سواء الجوفية أم مياه الأنهار أم مياه الشرب_ أمرًا ضروريًّا لتجنب انتشار الأوبئة والأمراض والتسممات؛ وكذلك على السكان اتباع بعض الإجراءات ريثما تُحلل الماء وتُعالج من أجل سلامتهم ومن هذه الإجراءات نذكر:

1. لا تستخدم الماء الذي تشك أنه ملوث أو قيل لك إنه ملوث للشرب أو غسل الأطباق أو تنظيف أسنانك أو غسل الطعام وإعداده أو غسل اليدين أو صنع الثلج أو صنع حليب الأطفال.
2. لا تشرب المياه التي لها رائحة أو لون غير عادي، أو التي تعرف أو تشك أنها قد تكون ملوثة بالوقود أو المواد الكيميائية السامة.
3. استخدم المياه المعبأة أو المغلية أو المعالجة للشرب والطبخ والنظافة الشخصية (لذا ينصح بتزويد المناطق المتضررة بعبوات ماء وصهاريج ماء).
4. تجنب شرب الكحول؛ فهو يزيد جفافَ الجسم، مما يزيد الحاجةَ إلى شرب الماء.
5. تجنب شرب الكافيين؛ لأنه له دور في إدرار البول وزيادة جفاف الجسم أيضًا (4).

بعض الطرائق لتنقية المياه قبل الشرب:

غالبًا ما يمكن جعل الماء آمنًا للشرب عن طريق الغليان أو إضافة المطهرات أو الترشيح (4).

غلي الماء:

إذا لم يكن لديك مياه معبأة آمنة، فيجب عليك غلي الماء لجعله آمنًا. فالغليانُ أضمن طريقة لجعل الماء أكثر أمانًا للشرب عن طريق قتل الكائنات الحية المسببة للأمراض، بما في ذلك الفيروسات والبكتيريا والطفيليات. ويمكن تحسين طعم الماء المغلي عبر صبه من حاوية نظيفة ومعقمة إلى أخرى ثم تركه عدة ساعات أو إضافة رشة ملح لكل لتر ماء مغلي.

ويُغلى الماء المعكر كالآتي:

1. تصفية الماء بقطعة قماش نظيفة أو منشفة ورقية أو مرشح قهوة، أو تركها لتستقر (يمكن تجنب هذه الخطوة إذا كان الماء صافيًا).
2. استخلاص الماء الصافي وفصله.
3. غلي الماء الصافي مدة دقيقة واحدة ويفضل غليه مدة 3 دقائق.
4. ترك الماء المغلي ليبرد.
5. تخزين الماء المغلي في أوعية نظيفة ومعقمة ذات أغطية محكمة.
6. إذا كان الماء ملوثًا بمادة كيميائية، فإن غلي الماء لن يجعله آمنًا للشرب (4).

استخدام المطهرات:

إذا لم يكن هنالك مياه نظيفة وآمنة ومعبأة في زجاجات، وإذا لم يكن الغليان ممكنًا، يمكن في كثير من الأحيان جعل الماء أكثر أمانًا للشرب باستخدام مطهر، مثل مبيض الكلور المنزلي غير المعطر أو اليود أو أقراص ثاني أكسيد الكلور. إذ يمكن أن تقتل هذه المطهرات معظم الكائنات الحية الضارة، مثل الفيروسات والبكتيريا. ومع ذلك، فإن أقراص ثاني أكسيد الكلور فقط هي التي تكون فعالة في السيطرة على الكائنات الحية الأكثر مقاومة، مثل الطفيلي كريبتوسبوريديوم، وإذا كان الماء ملوثًا بمادة كيميائية، فإن إضافة مطهر لن يجعله آمنًا للشرب (4).

لتطهير المياه باستخدام مبيض الكلور المنزلي:

يأتي مبيض الكلور المنزلي بتركيزات مختلفة. تأكد من معرفة تركيز المُبيض الذي تستخدمه قبل استخدامه لتطهير مياه الشرب. يجب أن يكون على الملصق. عادةً ما يتراوح مبيض الكلور السائل المنزلي غير المعطر بين 5٪ و9٪ هيبوكلوريت الصوديوم، على الرغم من أن التركيزات قد تكون مختلفة.

إذا كانت المياه عكرة، رشّح المياه في قطعة قماش نظيفة أو منشفة ورقية أو مرشح قهوة، أو اتركها لتستقر، ثم اسحب الماء الصافي واتبع الخطوات أدناه.

وإذا كانت المياه صافية، اتبع التعليمات المكتوبة على ملصق المبيض لتطهير مياه الشرب. وإذا لم تُعطَ التعليمات اللازمة، أضف أقل بقليل من 1/8 ملعقة صغيرة (8 قطرات أو حوالي 0.5 ملليلتر) من المُبيض لكل غالون من الماء الصافي (4.5 ليتر) (أو قطرتان من المُبيض لكل لتر أو كل لتر من الماء الصافي).

يقلب الخليط جيدًا، ويترك مدة 30 دقيقة على الأقل قبل الاستخدام. بعدها تخزن المياه المطهرة في حاويات نظيفة ومعقمة ذات أغطية محكمة.

لتطهير المياه للتحكم في مقاومة الكائنات الحية باستخدام أقراص ثاني أكسيد الكلور وغيرها يجب اتباع تعليمات الشركة المصنعة (4).

استخدام الفلاتر (المرشحات):

يمكن لعديد من مرشحات المياه المحمولة إزالة الطفيليات المسببة للأمراض مثل الكريبتوسبوريديوم والجيارديا من مياه الشرب.

وإذا كنت تختار مرشح مياه محمول، فحاول اختيارَ مرشح ذو حجم مسام مرشح صغير بما يكفي لإزالة البكتيريا والطفيليات (حجم المسام المطلق 1 ميكرون أو أقل). فمعظم فلاتر المياه المحمولة لا تزيل البكتيريا أو الفيروسات.

اقرأ بعناية واتبع تعليمات الشركة المصنعة الخاصة بفلتر المياه. وبعد التصفية، أضف مطهرًا مثل اليود أو الكلور أو ثاني أكسيد الكلور إلى المياه المفلترة لقتل أي فيروسات وبكتيريا متبقية (4). 

تنبيه مهم:

الطرائق السابقة لن تساعد على تنقية المياه الملوثة بالوقود أو المواد الكيميائية السامة أو المواد المشعة؛ لذا يجب أن تستخدم مصدرَ مياه مختلفًا إذا كنت تعرف أو تشك أن المياه قد تكون ملوثة بالوقود أو المواد الكيميائية السامة (4).

المصادر: