الطبيعة والعلوم البيئية > علم الأرض

لماذا ضرب الزلزالُ منطقتنا؟

على الرغم من الدراسات المخبرية والنظرية والدراسات القائمة على الملاحظة التي أُجريت على مدى عقود؛ تبقى الأحداث -التي تؤدي إلى حدوثِ زلازلَ كبيرة- غامضة!

لكن بصورة عامة، يمكن إرجاع الأسباب الرئيسة إلى تنامي الضغط والقوة مع مرور الوقت في منطقة الصدع (الفالق)؛ إذ ترافقت معظم الزلازل المرصودة بحدود معقدة ومتغيرة للصفائح التكتونية (1).

وفي منطقتنا -منطقة شرق البحر المتوسط- تتحرك صفيحة الأناضول بالاتجاه الجنوبي الغربي ممهّدةً لظهور صدع الأناضول الشمالي وتمدُّدِه، خاصةً مع ازدياد سرعة تحرُّك هذه الصفيحة.

وفي الوقت ذاته، لم تصل الصفيحتان الأوراسية والأفريقية إلى مرحلة الاصطدام بعد (2). وتمتدُّ منطقة التقارب النشط بين الصفيحة الأفريقية وصفيحة الأناضول من جنوب قبرص إلى خليج الإسكندرونة، ومن ثمَّ باتجاه التقاء صدع شرق الأناضول مع صدع البحر الميت الانزلاقي (3). وظهر صدعُ شرق الأناضول بدوره نتيجةَ تصادم الصفيحة العربية وصفيحة الأناضول مسبّبًا انسحاب الأخيرة باتجاه الغرب (4).

لماذا ضرب الزلزالُ منطقتنا في يوم 6 شباط 2023؟

وقع الزلزال على الحدّ الفاصل بين صفيحة الأناضول والصفيحة العربية؛ إذ تتحرك الأخيرة باتجاه الشمال دافعةً صفيحة الأناضول التي تُصَدُّ شمالًا بالصفيحة الأوراسية، ما يؤدي إلى تحرُّكها غربًا باتجاه البحر المتوسط.

أدى هذا السيناريو إلى تشكُّلِ منطقة صدع شرق الأناضول؛ حيث وقع الزلزال الأخير.

وأدت الحركة النسبية للصفيحتَين التكتونيتَين (العربية إلى الشمال الشرقي والأناضول إلى الجنوب الغربي) إلى زيادة الضغط على منطقة الصدع على مدى قرون، وأُطلِق هذا الضغط أخيرًا عندما انكسر الصدع وتسبب بالزلزال (5, 6).

الزلازل -بحجم ذلك الذي أصاب تركيا وسورية- نادرة نسبيًّا، كذلك فإنّ أكبر زلزال مُسجّل على الإطلاق في المنطقة (7.8 على مقياس ريختر). ومع ذلك، فهو ليس أكبر الزلازل التي ضربت المنطقة تاريخيًّا، فنذكر الزلزال الكبير الذي ضرب موقعًا مشابهًا في عام 1114م كما ذكرت السجلات التاريخية (5).

أما بالنسبة إلى صدع البحر الميت، فيشكّل الحدَّ بين الصفيحة العربية وصفيحة سيناء التكتونيتَين، ويمتد من البحر الأحمر في الجنوب حتى تقاطع الصفائح التكتونية الثلاث (العربية وسيناء والأناضول) شمالًا في تركيا (7)، ويبلغ طوله قرابة 1000 كم (8). وقد تسبّبَ هذا الصدع في حدوث زلازلَ ضعيفة إلى متوسطة القوة خلال القرون الثمانية المنصرمة، ويزحف منذ عام 2013 بمعدل 2.6 مم سنويًّا (7).

المصادر:

1. Kato A, Ben-Zion Y. The generation of large earthquakes. Nature Reviews Earth & Environment [Internet]. 2021;2:26–39. Available from: هنا

2. Miramontes E, Déverchère J, Pellegrini C, Chiarella D. Chapter 2 - Mediterranean Sea evolution and present-day physiography. In: Schroeder K, Chiggiato J, editors. 3. Oceanography of the Mediterranean Sea [Internet]. Elsevier; 2022 [cited 2023Feb13]. p. 13–39. Available from: هنا

3. Vidal N, Alvarez-Marrón J, Klaeschen D. The structure of the Africa-anatolia plate boundary in the Eastern Mediterranean. Tectonics [Internet]. 2000 [cited 2023Feb13];19(4):723–39. Available from: هنا

4. Khalifa A, Çakir Z, Owen LA, Kaya Ş. Evaluation of the relative tectonic activity of the Adıyaman fault within the Arabian-anatolian plate boundary (eastern Turkey). Geologica Acta [Internet]. 2019 [cited 2023Feb13];17:1–17. Available from: هنا

5. Eakin C, Merry T. Why was the earthquake in Türkiye and Syria so devastating? [Internet]. ANU Reporter - The Australian National University. 2023 [cited 2023Feb13]. Available from: هنا

6. Colarossi J. Why were the two earthquakes that struck Turkey and Syria so catastrophic-and could they have been predicted? [Internet]. Boston University. 2023 [cited 2023Feb13]. Available from: هنا

7. Hamiel Y, Piatibratova O. Transient behavior and interplay between seismic and aseismic deformation near the tip of a creeping segment: Insights from the northern jordan valley segment of the Dead Sea Fault. Geophysical Research Letters [Internet]. 2023 [cited 2023Feb13];50(3):e2022GL100584. Available from: هنا

8. Haddad A, Alcanie M, Zahradník J, Lazar M, Antunes V, Gasperini L, et al. Tectonics of the Dead Sea Fault driving the July 2018 seismic swarm in the Sea of Galilee. Journal of Geophysical Research: Solid Earth [Internet]. 2020 [cited 2023Feb13];125(10):e2019JB018963. Available from: هنا