عقار MDMA في طريقه إلى الأسواق!

هل يمكن لدواء مُنتمٍ إلى الجدول الأول المعروف بأنه يضم الأدوية الممكن إساءة استعمالها ولاتمتلك تطبيقاً علاجيَّاً أن يصبح دواءً متداولاً في السوق الدوائية ؟؟

MDMA, 3,4-methylenedioxymethamphetamine (1)

يصنف من المركبات المُنبِّهة، وينتمي إلى الجدول الأول (Schedule I) تبعاً لقانون المواد الخاضعة للرقابة (controlled substance act أو CSA)؛ الذي ينص على تصنيف الأدوية والمركبات الكيميائية حسب استخدامها العلاجي وأمانها، ومدى إمكانية إساءة استخدامها؛ فتعد المركبات التي تنتمي إلى الجدول الأول -جميعها- من المواد التي ليس لها استخدام علاجي، ولها قدرة مرتفعة على أن يُسَاء استخدامها (2,3).

ولكننا اليوم في التجربة الثانية من المرحلة الثالثة (Phase 3) من دراسة عشوائية ثنائية التعمية؛ تَدرس أمان الـ MDMA ونجاعة استخدامه بوصفه علاجاً نفسيَّاً مساعداً في حالات اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) المتوسط أو العالي الشدة (4).

وقد أظهرت نتائج التجربة الأولى من المرحلة الثالثة التي طبقت على مشاركين لديهم الاضطراب بشدة عالية أن 67% من المشاركين في مجموعة الـ MDMA لم يستوفوا معايير التشخيص لاضطراب ما بعد الصدمة بعد تناول المركب؛ أي أنهم لم يعودوا مصنفين في فئة المصابين بهذا الاضطراب، مقارنة بـ 32٪ من المشاركين فقط في مجموعة الدواء الوهمي (placebo). وفي حين أن العلاج كان آمناً عموماً وجيد التحمل؛ فقد أُبلِغ عن بعض الأعراض الجانبية كألم الرأس والأرق والقلق والقشعريرة أو الشعور بالبرد والغثيان وصرير الأسنان (5-8).

ومن الجدير بالذكر أن الـ MDMA المستخدم في الدراسة موجود بشكله النقي، وبنظام جُرعي محدد، وليس كما في الأشكال غير المرخصة المساءة الاستخدام المعروفة بالـ "ecstasy" أو "molly" الحاوية على العديد من الشوائب، وقد طُبِّقَت هذه الجرعات بالتزامن مع جلسات علاج نفسي، وتحت مراقبة طبية (5,6,9).

ولكن هذه الدراسة بحاجة إلى تقصٍّ أكبر، وإلى المزيد من البحث لفهم الإمكانات والقيود والمخاطر المرتبطة بالعلاج النفسي بمساعدة الـ MDMA فهماً واضحاً؛ إذ إن حجم العينة في هذه الدراسة صغير، فضلاً عن أنها تفتقر التنوع الكبير من حيث أعراق المشاركين وجنسهم والعامل المسبب للاضطراب؛ فكانت الأغلبية من النساء البيض اللاتي نتج الاضطراب لديهن عن صدمة في فترة نموهنّ، ويفضل أن يكون هذا البحث الموسَّع مع فِرَق البحث المستقلة الأخرى؛ لتوسيع نطاق صحة نتائج البحث وموثوقيتها؛ كون الجهة التي أجرت هذه الأبحاث جميعها لم تتغير منذ بدايتها (6,10).

بناء على هذا الكلام؛ من الممكن أن ينتقل الـ MDMA من الجدول الأول إلى الجدول الثاني و يصبح متداولاً صيدلانيَّاً في الأعوام القادمة، ومن المتوقَّع أن تعطي الـ FDA الموافقة على استخدامه بوصفه علاجاً مساعداً للعلاج النفسي مع نهاية عام 2023 (10,6). 

المصادر: