الكيمياء والصيدلة > لقاحات

كيف ساعد COVID-19 على إيصالنا إلى لقاح للسرطان؟

كان السرطان -دوماً- لغزاً معقداً نال اهتمام المجتمع العلمي، وحصد عناوين العديد من الأبحاث الطبية وحفز المنافسة بين المخابر في سبيل إيجاد علاج شافٍ أو مخفف لحدة الأعراض.

يصيب السَّرطان واحداً من كل ثلاثة أشخاص في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد يصيب أحداً من معارفنا أو عائلاتنا أو قد يصيبنا شخصيَّاً، لذلك؛ حريٌّ بنا التطرق إليه وفهمه أكثر (1).

تتكون أجسامنا من تريليونات الخلايا التي تنمو وتنقسم بحسب حاجاتنا الحيوية، ولكن؛ عندما تشيخ أو تتعرض هذه الخلايا إلى أذية ما؛ فإنها تموت بعملية تدعى الموت الخلوي المُبرمج ( Apoptosis).

يتشكل السرطان عندما يحدث خلل في هذه الآلية؛ فتخرج الخلايا عن السيطرة وتبدأ بالانقسام على نحو غير مضبوط، وتنتشر بعدها لتصيب باقي الأنسجة؛ مسببةً خللاً في وظائف الجسم الطبيعية. وتستطيع الخلايا السرطانية -أيضاً- التهرب من الجهاز المناعي؛ فتظهر له على أنها خلايا سليمة، وهذا ما جعل تطوير لقاحات تستهدف الورم أمراً معقداً (1,2).

وقد سلَّط وباء COVID-19 الضوء على لقاحات mRNA؛ إذ لُقِّح ملايين الأشخاص بلقاحات mRNA المطوَّرة من قبل Pfizer-BioNTech أو Moderna. ويعتقد البعض أن نجاح لقاحات mRNA المستخدمة في COVID-19 يمكن أن يساعد في تسريع الأبحاث السريرية على لقاحات mRNA المخصصة لعلاج السرطان (3).

ولكن كيف ستعمل لقاحات mRNA في علاج السرطان؟

استطاع العلماء تطوير لقاحات تُدخل جزيء mRNA إلى الجسم، وبمجرد دخوله إلى الخلايا؛ يوجِّه mRNA هذه الخلايا إلى إنتاج بروتينات تُحفز رد فعل مناعي ضد البروتينات نفسها؛ التي تكون في هذه الحالة إحدى المستضدات الخاصة بالخلايا السرطانية.

وتعد الخلايا التغصنية المناعية (dendritic cells) إحدى أنماط الخلايا التي تلتقط جزيء mRNA من اللقاح وتُترجمه، ثم تقدم البروتينات الناتجة أو المستضدات إلى الخلايا المناعية (كالخلايا التائية) لتبدأ الاستجابة المناعية؛ فيتعرف الجهاز المناعي بذلك على البروتين الورمي وينتج أضداداً موجهة ضده؛  ليقضي على الخلية الورمية الحاملة له بالنتيجة (3).

اختبار وتطوير لقاحات سرطان mRNA شخصية (personalized mRNA cancer vaccines):

تجدر الإشارة -أيضاً- إلى الأبحاث القائمة لتطوير "لقاحات شخصية" لعلاج السرطان، وهي لقاحات مخصصة لكل مريض على حدة بناءً على الخصائص الجزيئية المحددة للورم لديه؛ إذ تؤخذ خزعة من نسيج المريض ويصنع لها لقاح خاص في مدة تتراوح بين شهر إلى شهرين. يهدف هذا النوع من العلاج إلى تعزيز الجهاز المناعي وتدريبه على تمييز الخلايا السرطانية، ويخضع اللقاح للعديد من التجارب السريرية حاليَّاً للتأكد من فعاليته وأمانه؛ إذ يُدرس تأثير اللقاح في المرضى المصابين بالأورام المستهدفة، كأورام البروستات، وأورام الجهاز المعدي المعوي، والميلانوما (3).

لسوء الحظ؛ فقد احتاج الأمر جائحة عالميَّة لقبول لقاحات mRNA في المجتمع العلمي، ولكن الاستخدام العالمي لها ساعد في دراسة هذه اللقاحات والاستجابة المناعية المرافقة لها، لاسيما أنه سرَّع إجراءات التصنيع ومهَّد الطريق لإيجاد علاجات جديدة محتملة للسرطان قد تُرخَّص للعلاج في المستقبل القريب (3).

المصادر:

1- What is Cancer? [Internet]. American Cancer Society. 2022 [cited 3 November 2022]. Available from: هنا

2- Cancer Vaccines: Preventive, Therapeutic, Personalized [Internet]. Cancer Research Institute.  [cited 3 November 2022].

Available from: هنا

3- How mRNA Vaccines Might Help Treat Cancer [Internet]. National Cancer Institute. 2022 [cited 3 November 2022]. Available from: هنا