الطب > ألـــبــــومــــات
المعاناة تحت الماء.. ماذا تعرف عن الغرق؟
يُعَدُّ الغرق السبب الرئيسي للوفاة في أثناء السفر سعيًا للهجرة، فمنذ عام 2014 أُعلِن عن فقدان 51062 شخص كانوا قد نووا الهجرة إلى وجهات عالمية (1,2)
في عام 2021 سُجلَت حوالي 3231 حالة لمفقودين أو متوفين في البحر الأبيض المتوسط وشمال غرب المحيط الأطلسي، فمنذ أن بلغت محاولات عبور البحر ذروتها عام 2015، رُصِد عدد أقل منها مقابل نسبة أكبر من الضحايا (2).
وجدت الإحصائيات أن الذكور والأطفال واليافعين يتعرضون للغرق بمعدلات أكبر، وقد يؤدي الغرق إلى الموت أو يترك إصابة مدى الحياة، مع وجود فرص للنجاة دون إصابات (3,4)
من الممكن أن يتمكن الشخص من السباحة لساعات في الماء الدافئ، لكن لا يتجاوز ذلك 10 دقائق في الماء البارد قبل أن تبدأ مرحلة الفشل في السباحة بسبب تبرد العضلات والأعصاب السطحية وعجزها (5).
تبدأ بعدها المحاولات لإبقاء الطريق الهوائي مفتوحًا لمدة 90 ثانية قبل أن يُغمَر بالماء، قد يستمر ذلك 20 ثانية فقط في حال كان الماء باردًا، فضلًا عن توقف القلب المفاجئ بسبب البرودة (5).
تمتلئ الرئتان لاحقاً بالماء، ولا يسبب نقص الأكسجة المعتدل في هذه الحالة فقدان الوعي، ولكنه يؤثر في عمل الدماغ والحواس ويتفاوت الشعور من إحساس بالألم أو الهلوسات إلى الشعور بالهدوء (5).
يحدث الغياب عن الوعي عندما ينقص إشباع الأوكسجين عن 50%، ويعتمد ذلك على مخزون الأوكسجين في الجسم ومعدل استهلاك الأوكسجين، فمن شأن الحركة والبرودة أن تزيدا من الاستهلاك (5).
يُقدَّر الوقت للوصول إلى فقدان الوعي بعد الغمر حوالي 75 ثانية، ثم تنخفض قيمة الضغط الشرياني مع توقف أو عدم انتظام محاولات التنفس، حتى تصل قيمة الضغط للصفر (5).
يزداد معدل النجاة من الغرق حتى بعد حدوث توقف القلب في حال كانت فترة الغمر لا تتجاوز 5-10 دقائق، أما في حال تجاوزت 25 دقيقة، فالموت أو الضرر العصبي الدائم أمر محتم (5).
وعلى خلاف ما ذكر سابقًا، فإن الغرق في مياه شديدة البرودة (أقل من 6 درجات مئوية) قد يؤدي إلى تبريد انتقائي للدماغ وتمديد فترة البقاء على قيد الحياة إلى 60 دقيقة، على الرغم من نقص الأكسجة (5).
المصادر: