ما خطورة التعلّق رأساً على عقب؟

لطالما كان التبارز في اللعب مع أصدقاء الطفولة ممتعاً وشائقاً رغم كل المشاجرات والنزاعات.

ولطالما كانت التعلّق رأساً على عقب (أو ما يسمى بوضعية القرد) من أصعب تلك الألعاب وأكثرها مُتعة.

لكن؛ هل تساءَلت يوماً ماذا يمكن أن يحدث لجسدك إن أَطلت التعلّق وأنت بتلك الوضعية؟

تَطوَّرَ البشر تحت تأثير نمط حياة معيّن، فمن المنطقي أنّ الطريقة التي يتدفق بها الدم لكامل الجسم تعتمد طبيعياً على الجاذبية الأرضية.

وعندما يكون الجسم بالوضعية الطبيعية، يُضخّ الدم من الأعلى إلى الأسفل بمساعدة الجاذبية، ويُسترجع من الأسفل إلى الأعلى بمساعدة عضلات السّاقين؛ علماً أنّ الدّماغ لا يمتلك مثل هذه العضلات.

وعند وضع جسدك بالطريقة المعاكسة (المقلوبة)، تَجعَل من الصعب إيصال الدم إلى الأطراف السفلية وإرجاعه من الرأس والجزء العلوي؛ وهذا بدوره قد يؤدّي إلى آثار كارثية، فسُرعان ما يبدأ الدم بالتجمّع في الأماكن التي لا ينبغي أن يتجمّع فيها، مثل الرأس (1).

وقد قيست الاستجابات القلبية التنفسية للتعليق رأساً على عقب مدةَ ثلاث دقائق عند شبّان يتمتعون بصحة جيدة، فلُوحِظَ ارتفاع كبير في ضغط الدم الانقباضي والانبساطي وانخفاض في معدل ضربات القلب، في حين لم تتأثر استجابة الجهاز التنفسي على نحو ملحوظ باستثناء زيادة كبيرة في امتصاص الأوكسجين خلال أوّل دقيقتين فقط من التعليق (2).

كذلك يزداد الضغط الوريدي والشرياني في منطقة الرأس، ولكن ينخفض فرق الضغط الشرياني الوريدي، إذ يتفاعل الجهاز الوريدي مع زيادة الضغط من خلال توسع وعائي، وعلى النقيض من ذلك؛ تتفاعل الشرايين عن طريق تضييق الأوعية (يمثل ما يسمى "تأثير بايليس")، ما يؤدي إلى نقص جريان الدم في الدماغ ومن ثم تطور نقص الأكسجة الدماغي (1).

أمّا فيما يخص الوفيّات، فهي نادرة الحدوث في هذه الوضعيات ومعظمها أحداث عرضيّة، وقد لا يكشف تشريح الجثة عن تغيرات شكلية تُفَسِّر سبب الوفاة تفسيراً كافياً.

كذلك أظهرت المراجعة المنهجيّة للدراسات التجريبية البشرية -المُجراة على إمالة الجسد رأساً على عقب- أنَّ قصور القلب مُتَّهَم بوصفه سبباً بالوفاة أكثر من الاختناق بنقص الأكسجة (3).

المصادر: