ورم العصب السمعي (Vestibular Schwannoma \ Acoustic Neuro)

هو ورم حميد غالبًا، بطيء النمو، يتطور من الأعصاب المعصبة للأذن الداخلية والمسؤولة عن السمع والتوازن.

ينشأ الورم من فرط تكاثر خلايا شوان؛ الخلايا التي تغلف الألياف العصبية وتلتف حولها وتؤمن لها الدعمَ والعزل.

ومع نمو الورم؛ يتأثر عصبا السمع والتوازن، مما يؤدي إلى فقدان سمع وحيد الجانب أو غير متناظر أو طنين أو دوار أو فقدان توازن. كذلك فإن هذا النمو قد يؤثر في العصب الحسي للوجه (العصب المثلث التوائم) فيعطي إحساسًا  بالخدر أو التنميل، وقد يؤثر في العصب الحركي للوجه (العصب الوجهي) مؤديًّا إلى ضعف أو شلل في عضلات الوجه بجانب الورم. وفي حال بلغ حجم الورم درجةً كبيرة، يصبح مهددًا للحياة بسبب ضغطه على البِنى العصبية المجاورة (1).

يُصيب هذا الورم النساءَ والرجال بنسبٍ متساوية، والعمر الأشيع للمصابين هو في الأربعينات أو الخمسينات.

في حين أن انتشار هذه الأورام أقل بكثير لدى الأطفال، لكن عند وجودها في أعمار الطفولة فغالبًا ما تكون مرتبطةً مع داء وراثي يدعى "داء الأورام الليفية العصبية النمط [(Neurofibromatosis type 2 (NF2] (1)".      

بدايةً، قد يكون الورم دونَ أي أعراض ملحوظة، ومع تطور الحالة، تظهر الأعراض تدريجيًّا وتشمل: فقدانَ سمع بأذن واحدة غالبًا، وطنينًا، وإحساسًا بعدم التوازن (دوار). أما عند الأحجام الكبيرة للورم؛ فتكون الأعراض آلامًا مستمرةً بالرأس، ورؤيةً مزدوجةً أو تشوشَ رؤية غير مستمر، وخدرًا أو آلامًا أو ضعفًا بطرف واحد من الوجه، ومشكلاتٍ باتساق حركة الأطراف (رنح) بجهةٍ واحدة من الجسم، وبحةَ صوت أو صعوبةَ بلع (2).

وتختلف المقاربة العلاجية لهذا الورم وفقًا لعدة عوامل مثل: حجم الورم ومكان توضّعه، وعمر المريض، وصحته عمومًا، وتأثر السمع، إضافةً إلى رغبة المريض (3).

إحدى هذه المقاربات هي المراقبة؛ وذلك في حال كان الورم صغيرًا ولا ينمو، أو نموه بطيء وغير عرَضي أو بأعراض خفيفة.

وكذلك الجراحة من المقاربات المتاحة خاصة في حالة الأورام الكبيرة أو الآخذة بالنمو أو المصحوبة بأعراض مزعجة.

يُضاف إلى ذلك العلاج الشعاعي، فهو من العلاجات المستخدمة.

ولتخفيف الأعراض المصاحبة للورم؛ لا ننسى العلاج الداعم إلى جانب العلاج المتّبع لاستئصال الورم (4).

وعلى الرغم من أن ورم العصب السمعي قد يسبب مشكلاتٍ مستمرةً مثل فقدان السمع؛ فإن الوفيات نتيجة هذه الأورام نادرة إذا ما شُخّصت وعُولجت على نحوٍ مناسب (4).

المصدر: