عشبة الليمون؛ توابل وفوائد صحية

عشبة اللّيمون lemongrass (Cymbopogon citratus) هي نبات عطريٌّ استوائي يُستعمَل على نحوٍ رئيس في المناطق الاستوائيّة وخاصّةً جنوب شرق آسيا. يُزرَع في المناطق الدّافئة والرّطبة على مدار السّنة، ويُمكن زراعته سنويًّا في المناطق الباردة. تنمو هذه النّباتات على هيئة كتل كثيفة، بشكل سوق صلبة ناشئة من جذع جذري قصير، ويَصل قطرها إلى 6 أقدام (1.8 متر) وطول أوراقها إلى 4 أقدام (1.2 متر) (1).

عندما تُطحَن أوراق النّبات تُعطي عِطرًا لهُ رائحةَ الليمون، ويُعدّ عُنصرًا أساسيًّا للطّهي في آسيا الاستوائية، إذ يُضفي نكهة ليمون خفيفة ومُنعشة دون مرارة على الأطباق (1)؛ وللحصول على الزّيت العِطري تُقطَّر السّوق الطّازجة أو الجافة جزئيًّا بالبخار، ويُستعمَل للاستطباب وتركيب  العطور (1).

المركّبات المُتوفّرة في عشبة اللّيمون عبارة عن تربينات Terpenes وكحولات Alcohols وكيتونات Ketones وألدهيد Aldehydes وإسترات Esters على نحوٍ أساسيّ. ويَختلف التّركيب الكيميائي للزّيت العِطري حسب المَنشأ الجغرافي، لكنَّ المكوّنات الأساسيّة فيه هي Citral α  وCitral β  وNerol وGeraniol وCitronellal وTerpinolene وMyrecene وغيرَها، كذلكَ يحتوي النبات أيضًا  مركّبات الفلافونويد والمركّبات الفينولية مثل لوتولين Luteolin وكيرسيتين Quercetin وكايمبفيرول Kaempferol (2). 

القيمة الغذائيّة لعشبة اللّيمون (ملعقة كبيرة من الأوراق النيئة) (3):

بعض الفوائد الصّحيّة للنبات:

تشير الدّراسات إلى أنّ عشبة الليمون وزيتَها العِطري يتمتّعان بخصائص دوائيّة عديدة كالخصائص المضادة للأميبات Anti-amoebic، والمضادة للجراثيم Antimycobacterial، والمضادة للإسهال Antidiarrhea، ومضادة للفطريات Antifungal، ومضادة للالتهابات Anti-inflammatory، مضادات الملاريا Antimalarial، ومضادات الأكسدة Antioxidants، وتخفيض نسبة السّكر في الدّم hypoglycemic. هذه النّتائج مُشجّعَة للغاية وتُشير إلى أنّه يجب دراسة هذه العشبة على نِطاق أوسَع لاكتشاف تأثيراتها العلاجية المُحتملة الأخرى (2). 

1- خصائص مضادة للالتهاب: أُجريت دراسة لمعرفة تأثير زيت عشبة الليمون المضاد للالتهاب الموضعي والفموي، إذ لوحِظَ أنّه خَفّضَ تخفيضًا كبيرًا من وذمة القدم التي سبّبها الكاراجينان Carrageenan على فئران التّجربة (4).

2- خصائص مضادة للجراثيم والفطريات: يُعدّ زيت عشبة اللّيمون من بين أكثر العوامل نشاطًا ضد الفطريات الجلدية البشريّة (2)؛ وفي دراسة عن مدى تأثير الزّيت العطري في مجموعة من الجراثيم، تبيّنَ أنّه فعّال ضد كل الأنواع المدروسة، سالبة وموجبة الغرام، ما عدا P. aurugenosa، وكلّما كان تركيز الزيت أكثر كانَ تأثيرَه أكبر. يرى الباحثون الذين أجروا هذه الدراسة أنّه في عصرنا هذا في ظل تنامي مقاومة البكتيريا للأدوية، قد يكون لزيت عشبة الليمون دورًا مفيدًا في علاج بعض الأمراض (5).

3- تأثير خافض للكوليسترول: عند إعطاء مُستخلَص إيتانولي من أوراق عشب الليمون بجرعات فموية محدّدة لفئران تتغذى على صفار البيض مدّة 14 يومًا، تبيّن أنّ تركيز الكوليسترول انخفضَ على نحوٍ ملحوظ، وهذا يعتمد على تركيز الجرعة. فَسّرت هذه النّتيجة فعاليّة المُستخلَص في المُساعدة على علاج أمراض القلب (6).

4- تأثير خافض لسكر الدم وشحوم الدم: أظهرت دراسة أُعطيت فيها جرعة يوميّة فمويّة من مُستخلَص عشبة الليمون بمعدّل (125 – 500 مغ/كغ) لمجموعة فئران عادية أنّ هذا المستخلص خفض سكر الدم الصائم (FPG: fasting plasma glucose) والكوليسترول الكُلّي والدّهون الثلاثيّة والبروتينات الدهنيّة منخفضة الكثافة وجرعة البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL (الكوليسترول السيء)، بينما رفع البروتينات الدهنية مرتفعة الكثافة HDL في الدّم (الكوليسترول الجيد) (2) وهذا يُفسّر فعاليّة المُستخلَص في مساعدة علاج مرضى السّكري من النوع 2، لكن  يجب القيام بمزيدٍ من الأبحاث عن هذا الأمر (7).

5- قد يساعد على تخفيف الصداع والصداع النصفي: أظهَرت دراسة أنّ مُستخلص أوراق عشبة اللّيمون الأسترالية (Cymbopogon ambiguus) يحوي أربع مركبات هي يوجينول eugenol، إليميسين Elemicin، يوجينول متيل إيتر Eugenol methylether، و ترانس إيزو إليميسين Erans-isoelemicin. يُعتقد أنّ هذه المركّبات وخاصّةً اليوجينول لها آثارٌ مضادّة للأكسدة والالتهابات وتخثّر الصّفائح الدّموية، كذلك له نشاط مشابه لنشاط الأسبرين، وخصائص دوائية تُعدُّ مثاليّة لعلاج الصُّداع النّصفي (8).

 وللزّيت فوائدٌ صحيّة أُخرى، فقد يُستعمَل لتحسين الهضم والغثيان ومشكلات الدّورة الشّهريّة وتَشنُّجات العضلات والرّوماتيزم (2).

المصادر: