التوعية الجنسية > الصحة الجنسية والإنجابية

بين الإباحية والواقع هل هنالك فرق؟

تعد صناعة المحتوى الإباحي من أكثر أنواع المحتوى استهلاكًا في أنحاء العالم! لكن لماذا الإباحية تحديدًا؟ لماذا يزداد التركيز على مخاطر هذه المواد وتزداد الحملات والأصوات المناهضة لهذه الصناعة؟

بدايةً، هل كل ما نشاهده ضمن المواد الإباحية واقعي؟ الجواب هو، لا! 

عادةً ما يُنتج محتوى المواد الإباحية بالطرائق نفسها التي يُنتج فيها أي محتوى مرئي، أي هنالك طاقم ممثلين وفنيين ونص مكتوب سابقًا وتجهيزات فنية من معدات الإضاءة والصوت وغيرها، ومن ثم محتوى معد ضمن شروط معينة خالٍ من العفوية والحميمية التي تحدث في الحياة العادية (1).

ويحصل التركيز في أثناء صناعة هذه المواد على إظهار صورة الجسد للممثلين والممثلات بأفضل صورة ممكنة، والتركيز على وضعيات جنسية معينة من شأنها أن تجذب انتباه المشاهد وترفع مستوى الاستثارة الجنسية (1).

ونتيجة لتلك الصور النمطية التي يتعرض لها المشاهد وتكرارها بمعظم المواد الإباحية، يتشكل لدى المشاهد تصورات قد لا تتوافق مع الحياة الجنسية في الواقع، هذه التصورات تشمل صورة الجسد للشخص وللشريك وطبيعة العلاقة الجنسية والنشوة، كذلك فقد تتأثر القدرة على الوصول للنشوة (2).

ولدراسة مدى تأثير الأفلام الإباحية على فئة الشباب، أُجريَت دراسة مقطعية في إحدى الجامعات البولندية شملت 6463 طالبًا وطالبة سُئلوا فيها عن معدل استهلاكهم للمواد الإباحية وأنواع هذه المواد وعن الوظيفة الجنسية والرضى في العلاقة مع الشريك والوصول للنشوة  وغيرها من الجوانب المتعلقة بالحياة الجنسية واستهلاك المواد الإباحية (2). 

بينت نتائج الدراسة أن معظم المشاركين لا يعتقدون أن الوظيفة الجنسية والعلاقة مع الشريك تتأثر سلبًا بفعل استهلاك المواد الإباحية، بل ووجدت نسبة منهم آثارًا إيجابية. كان الأثر الضار الواضح هو الحاجة لوقت أطول واستثارة أعلى للوصول للنشوة والانخفاض في الرضى الجنسي لدى نسبة 25% من الفتيات و15% من الشبان المشاركين في الدراسة(2).

وفي دراسة أخرى، وُجِد أن النساء اللواتي شاهدن المواد الإباحية البصرية شكلن توقعات أعلى لأداء الشريك، بينما  تأثر الرجال من ناحية التصورات عن شكل الجسد والأداء خلال العلاقة الحميمية (3). أي إن الدراسة بالمجمل تقترح أن مستهلكي المواد الإباحية البصرية قد يتعرضون إلى أشكال من قلة الثقة بالنفس فيما يتعلق بالجوانب الجنسية، إضافة إلى أن هناك توقعات مغايرة للواقع (3).

لا تزال الدراسات مستمرة عن تأثير المواد الإباحية في الإنسان، وفي كثير من الأحيان تكون النتائج غير متوقعة، وفي الآونة الأخيرة ظهر مصطلح إدمان الإباحية، أي إن الأمر لم يعد للحصول على القليل من المتعة وإشباع الفضول فحسب، بل تعدى ذلك ليصبح اضطرابًا يحتاج علاجًا!

المصادر

1. Is pornography real or fake?  [Internet]. Growing and Developing Healthy Relationships (GDHR). [cited 14 September 2022]. Available from: هنا-

2. Dwulit A, Rzymski P. Prevalence, Patterns and Self-Perceived Effects of Pornography Consumption in Polish University Students: A Cross-Sectional Study. International Journal of Environmental Research and Public Health [Internet]. 2019 [cited 15 September 2022];16(10):1861. Available from: هنا

3. Goldsmith K, Dunkley C, Dang S, Gorzalka B. Pornography consumption and its association with sexual concerns and expectations among young men and women. The Canadian Journal of Human Sexuality [Internet]. 2017 [cited 15 September 2022];26(2):151-162. Available from: هنا