الفنون البصرية > زيارة إلى متحف الفن

يُمنع التصوير داخلَ المتحف! ما مدى صحّة هذه الإرشادات؟

غالبًا ما نرى خلال زيارتنا المتاحف -على اختلاف البلد- لافتاتِ "يُمنع التصوير" أو "No Photography"، ولكن هل تؤدّي عملية تصوير الأعمال الفنيّة فعلًا إلى إتلافها بشكلٍ من الأشكال؟

على الرّغم من أهميّة الضوء في تمييز تفاصيل العمل الفنيّ أمامنا، إلّا أنّ الضوء شكلٌ من أشكال الطاقة (1)، ويولّد حرارةً (2)، تؤدّي إلى تلف الأعمال الفنيّة (1).

يحدث تلف الأعمال الفنيّة نتيجة تفاعلاتٍ كيميائيّةٍ عندما يغيّر مصدر الطاقة التركيب الكيميائيّ لسطح الجسم، ممّا يتسبّب في تلاشي الألوان يصبح الورق داكنًا وهشًا، وتتحلّل ألياف النسيج (3,2).

أمّا الأعمال الفنيّة التي تحتوي على موادَّ عضويّةٍ، -مثلُ رسومات الباستيل والألوان المائيّة على الورق، أو المخطوطات- فهي من بين أكثرِ الموادّ حساسيّةً للضوء ومن ثم تُعرَّض لمستوياتٍ منخفضةٍ من الإضاءة (3).

فيما تتحمّل الأعمال الفنيّة التي تحتوي على موادَّ غيرِ عضويّةٍ، مثل الأحجار والمعادن التي لا تحوي أصباغًا أو غيرها من الموادّ الحسّاسة للضوء، ظروف إضاءةٍ أكثرَ سطوعًا (3).

تتحمّل الموادّ الأكثر حساسيّةً للضوء مثل الأقمشة والباستيل، مقدارَ تعرُّضٍ قدرُه 50 لُكْس Lux (وحدة قياس شدّة الضوء) ولفتراتٍ زمنيّةٍ محدودةٍ جدًّا، بينما تتحمّل المواد غير العضويّة مثل الحجر حوالي 200-300 لكس (2,3).

من الطّرائق الرئيسة التي تستخدمها المتاحف بهدف الحدّ من مقدار الضرر الذي يلحق بالأعمال الفنيّة، تقليل شدّة الضوء التي يتلقّاها كلّ عملٍ فنيٍّ من خلال منع التصوير داخل المتحف (1,3).

فلنتخيّل حجم الضرر بعد كلّ هذا القدر من الضوء الذي يمكن أنْ يتعرّض له العمل الفنيّ، إذا استخدم كلّ شخصٍ من زائري متحفٍ ما فلاش هاتفه باستمرار يومًا بعد يوم، وشهرًا بعد شهر (3)! 

إنّ العمل الفنيّ والضّوء مثله مثل بشرتنا وأشعّة الشمس؛ يحتاج إلى الحماية من التعرّض للضوء، لتجنّب الضرر المباشر وغير المباشر، الأمر الذي يسمح لنا بالحفاظ على ثقافتنا الفنيّة لدراستها وتقدير قيمتها لسنواتٍ عديدةٍ قادمة (3).