الطب > السرطان

سلسلة ما هو السرطان - الحلقة الرابعة عشر - دور الجراحة في علاج السرطان

دور الجراحة في علاج السرطان

للجراحة عدة أدوار في السرطان، فقد تستخدم:

- لتشخيص السرطان:

عند تشخيص السرطان قد يستأصل الجراح جزءاً من الورم، وهذا ما يسمّى بالخزعة Biopsy. في حال احتوت الخزعة على نسيج سرطاني فعندها يمكن معرفة نوع الخلايا السرطانية ومدى قدرتها على النمو (بسرعة أم ببطء).

- لعلاج وشفاء السرطان:

تُعدّ الجراحة واحدةً من أهم علاجات السرطان، وربما كانت العلاج الوحيد له. الجراحة هي علاج موضعي (فقط العضو المصاب) فهي تعالج السرطان الموجود في منطقة واحدة وغير المنتشر. عادة تكون السرطانات التي تُكتشف في مرحلة باكرة هي الأسهل في الاستئصال الجراحي.

يقوم الجرّاح باستئصال السرطان وبعض الأنسجة السليمة حوله (ما يُعرف بالحواف السليمة clear margin) وقد يستأصل العقد اللمفاوية القريبة من السرطان في حال احتوائها على خلايا سرطانية.

يرسل الجرّاح الأنسجة التي استأصلها إلى المختبر ليتم فحصها تحت المجهر (من قبل طبيب التشريح المرضي)، ممّا يعطينا معلومات أكثر عن السرطان وهذا يساعد الأطباء لتحديد علاجات أخرى لمنع حدوث النُّكس (أي عودة المرض من جديد). تسمّى العلاجات التي تعطى بعد الجراحة العلاجات المتمّمة أو المساعدة Adjuvant treatments، وعادةً ما تكون كيميائية أو إشعاعية.

أما العلاجات التي تعطى قبل الجراحة فتسمّى المساعِدة المستحدَثة أو الجديدةNeo adjuvant treatments، حيث تؤدّي إلى انكماش السرطان مما يجعل استئصاله أسهل.

أثناء العمل الجراحي قد يجد الجرّاح أنّ السرطان انتشر أكثر من المتوقّع، وعندها إما أن تأخذ العملية وقتاً أطول، أو أن يتم التراجع عن القيام بها (إذ لا فائدة من استئصال السرطان في هذه الحالة).

عند انتشار السرطان إلى جزء آخر من الجسم فعندها لا تكون الجراحة شافيةً. إلا أنّ الجراحة في بعض أنواع السرطانات قد تساعد المرضى على العيش لفترة أطول، وأحياناً تكون شافية. عندما ينتشر السرطان فمن الأفضل أخذ العلاجات التي تعمل عبر الجسم بكامله كالعلاجات الكيميائية والبيولوجية والهرمونية.

- لتجميل أو ترميم جزء من الجسم:

يمكن إجراء عمليات تجميلية* للأجزاء التي تم استئصالها من الجسم حيث يمكن إعادة بنائها باستخدام أنسجة الجسم الحية أو باستخدام بدائل صنعيّة Prosthesis؛ على سبيل المثال، بعد استئصال الثدي Mastectomy من الممكن إعادة تصنيعه، أو عند استئصال المثانة فيمكن إعادة تصنيع مثانة جديدة (من الأمعاء).

*تدعى العملية جراحة استِبْنائية (أي ترميميّة) reconstructive surgery.

- للوقاية أو لتخفيض خطر الإصابة بالسرطان:

بعض الأشخاص لديهم خطورة عالية للإصابة بنوع محدّد من السرطانات، على سبيل المثال الأشخاص المصابون بالمرض الوراثي النادر الذي يدعى داء البوليبات الغدّية العائلي Familial adenomatous polyposis لديهم خطورة عالية للإصابة بسرطان الأمعاء، لذلك يقومون باستئصال الأمعاء الغليظة بشكل وقائي. أيضاً النسوة اللائي لديهن خطورة عالية للإصابة بسرطان الثدي قد يقمن باستئصال الثديين بشكل وقائي (فالممثلة أنجيلينا جولي قامت باستئصال ثدييها للوقاية من الإصابة بسرطان الثدي بعد إجراء الفحوصات الجينية التي تثبت ذلك).

- للسيطرة على الأعراض أو لإطالة البُقيا:

يحتاج بعض المرضى أحياناً لإجراء عمل جراحي لتخفيف الأعراض التي يعانون منها على الرغم من أنّ السرطان عندهم لا يمكن استئصاله بشكل تام أو شفاؤه بعلاجات أخرى. على سبيل المثال، تسبّب السرطانات التي تنشأ في البطن أحياناً انسداداً في الأمعاء مما يسبّب غثياناً وألماً في البطن. لذلك يمكن إجراء عمل جراحي لإزالة الانسداد أو تجاوزه للتخفيف من هذه الأعراض.

تساعد الجراحة أحياناً في التخفيف من الألم وذلك باستئصال السرطان الذي يضغط على الأعصاب أو الأعضاء.

من الممكن أحياناً استئصال السرطان المنتشر سواء المرتشح إلى الأعضاء المجاورة أو المنتقل إلى أعضاء بعيدة، فعلى سبيل المثال يمكن استئصال النقائل الرئوية التي انتقلت من سرطان الكلية (الأورام السرطانية التي انتشرت ووصلت إلى الرئتين)، عادةً لا تكون هذه الجراحة شافية لكنّها تخفف الأعراض وتساعد على إطالة فترة البُقيا (أي إطالة مدة البقاء على قيد الحياة).

- كجزء من علاجات أخرى:

يمكن إجراء بعض العمليات التي تساعدنا في تقديم العلاجات الأخرى للسرطان، مثل وضع أنبوب صغير دقيق (قثطرة) يدعى الخط المركزي Central Line (قثطرة مركزية) داخل وريد رئيسي في الصدر. تبقى هذه القثطرة في مكانها طيلة فترة العلاج ، حيث يمكن أن نقدّم من خلالها العلاج الكيماوي أو البيولوجي بشكل أسهل، كما يمكن سحب الدم من هذه القثطرة (لإجراء التحاليل مثلاً).

متى نستخدم الجراحة؟

الجراحة هي العلاج الوحيد لبعض أنواع السرطان. وهي العلاج للسرطانات الصغيرة في مراحلها الباكرة قبل أن تنتشر. ويعتمد اختيار الجراحة على:

• نوع السرطان.

• مرحلة السرطان ومكان توضّعه.

• الحالة العامة للمريض.

عندما ينتشر السرطان أو يتم تشخيصه بمرحلة متأخرة لا تكون الجراحة هي الحل الأمثل، ويجب أخذ علاجات تنتشر في كامل الجسم كالعلاج الكيميائي أو البيولوجي أو الهرموني. قد يستخدم العلاج الإشعاعي لتصغير حجم السرطان والمساعدة في السيطرة على الأعراض.

بعض أنواع السرطانات لا تستخدم فيها الجراحة أبداً كسرطانات الدم (الابيضاضات Leukemias واللمفومات Lymphomas).

أحياناً تكون الجراحة غير ممكنة بسبب مكان توضّع السرطان، كالسرطانات التي تتوضّع بالقرب من الأوعية الدموية أو الأنسجة (الرقيقة أو الهشّة)؛ إذ يمكن أن تتسبّب الجراحة بأذيّة كبيرة في الأعضاء المجاورة للسرطان.

المصادر:

هنا

الحلقات السابقة:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا