علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

السادومازوخية ما بين الوصمة والواقع

يبقى الحديث عن المحتوى الجنسي من المواضيع الحساسة حتى في أكثر المجتمعات انفتاحًا، ولعل من أكثر الجوانب التي تدخل في هذا الباب هي العلاقات السادومازوخية (Sadomasochism).

فالعلاقة السادومازوخية هي العلاقة بين طرفين على الأقل وتتضمن شخصية سادية (sadistic) وشخصية مازوخية (masochistic)، إذ إن الشخصية السادية هي التي تأخذ المتعة من خلال إحداث الألم في الأخرين، أما المازوخية فهي المعاكسة للشخصية السادية، بمعنى أنها الشخصية التي تنال المتعة من خلال إحداث الألم فيها، وبذلك تكون الشخصية السادومازوخية هي تلك التي تستمع بأن تُحدِث ويُحدث بها الألم (1).

ولتحدد العلاقة بأنها سادومازوخية فيجب أن تتوافر فيها بعض العناصر الآتية:

  1. الهيمنة والخضوع.
  2. لعب الأدوار.
  3. الإهانة.
  4. الطقوس الخاصة (2).

الأمثلة التي قد تندرج تحت هذه الممارسات هي:

وبسبب الوصمة التي تحاط بها وإظهارها على نحوٍ غير منصف في وسائل الإعلام، فقد يعتقد بعضهم أن مثل هذه العلاقات قائمة دون حدود أو ضوابط غيرَ أنها في الواقع تتضمن غالبًا الموافقة المسبقة (Consent) واستخدام وسائل الأمان ووضع الحدود التي يجب احترامها لتبقى العلاقة صحية (1).

مع أن الضرب أو الإهانة قد يشكل شيئًا غريبًا لبعضهم، غيرَ أن الدراسات بينت أن ما يقارب 10% من البالغين في الولايات المتحدة يشاركون في نشاطات قد توصف بأنها سادومازوخية، كذلك فيميل الممارسون إلى هذه النشاطات بأن يكونوا متعلمين ومن الطبقات العليا في المجتمع (3).

من وجهة نظر تاريخية وُجد عديد من الأدلة التي توضح استخدام الإنسان القديم عناصرَ قد تسبب الألم خلال العملية الجنسية الاعتيادية (3).

وقد وُضعت عديد من النظريات لتفسير هذه الظاهرة، فقد رأى فرويد أنها انحرافٌ عن التطور الجنسي الطبيعي؛ إذ أن حب السادومازوخين للإذلال هو تمثيل لحب الأب المدفون تحت ألم الضرب (2).

كذلك فالإساءات السابقة تؤدي دورًا محوريًّا في تطوير هذه الشخصية، إذ إن تعرض الإناث لسوء المعاملة في طفولتهن قد يصنع منهم شخصيات مازوخيات، وعلى النقيض من ذلك، فيمكن ترجمة الاعتداء الواقع على الأطفال الذكور بشخصية سادية عند البلوغ، مما يفسر احتمالية أن تكون النساء أكثر مازوخية والذكور أكثر سادية (2). 

عمومًا وعلى الرغم من عَدِّ السادومازوخية علاقةً غير مناسبة بسبب طبيعتها غير التقليدية، فإنها تستطيع جلب عديد من الجوانب الإيجابية إلى حياة السادومازوخيين (3).

المصادر:

1. White T. Sexual Masochism: Signs, Possible Disorders, and Reducing Stigma [Internet]. Psych Central. 2022 [cited 22 August 2022]. Available from: هنا

2. Sabo K. "Sadomasochism: Appropriate, Inappropriate, or Somewhere in Between?. Mako: NSU Undergraduate Student Journal [Internet].  [cited 22 August 2022];2020. Available from: هنا

3. Ambler J, Lee E, Klement K, Loewald T, Comber E, Hanson S et al. Consensual BDSM facilitates role-specific altered states of consciousness: A preliminary study. Psychology of Consciousness: Theory, Research, and Practice [Internet]. 2017 [cited 22 August 2022];4(1):75-91. Available from: هنا