علم النفس > الصحة النفسية

تأثير الكتابة التعبيرية في الأمراض النفسية عند النساء

تداخل نفساني مُستَخدم على نحو شائع، إذ يُرشَد المرضى إلى التّركيز على تجاربهم المقلقة والصّادمة، والتعبير عن أعمق أفكارهم ومشاعرهم. 

في طريقة الكتابة التعبيرية يكتب المرضى مدة 15-30 دقيقة ثلاثةَ أيامٍ متتالية، وقد أظهرت الكتابة التعبيرية تأثيرات مهمة في تحسين الصحة العقلية لكلّ من المجتمعات الصحية والمعالجة سريريًا- عمومًا تُعد معالجة مفيدة-  لكنّ بعض الدراسات عارضت هذه الفرضية (1).

إنّ بناء قصة مكتوبة عن تجربة عاطفية يُساعد على تكامل التجربة وتشكيل مخطّط فعلي للأحداث، ويوضّح الجوانب ذات المعنى للتجربة، ويساعد على بناء مخطط جديد للتجربة، تبيّن أن الكتابة عن الأحداث الصادمة تساعد الأفراد على فهم معنى الحدث، وتقليل النّفور من الحادثة، والتفكير في التجربة ضمن سياق أوسع.

الكتابة عن التجارب الصادمة لها تأثير المعالجة المعرفية نفسه في تحسين المعتقدات المتعلقة بالصدمة، متضمنةً معتقدات عن الحميمية عند الإناث الناجيات من العنف في العلاقات الشخصية.

عند النساء اللواتي لديهن تاريخ من التعنيف الجنسي الطفولي، فإن التداخل الكتابي يتوجه نحو المخطط الجنسي، وقد يكون مفيدًا خصوصًا في مواجهة الصعوبات الجنسية في هذا المجتمع (2).

دُرس تأثير الكتابة التعبيرية على كل من اضطراب انخفاض نشاط الرغبة الجنسية واضطراب التحفيز الجنسي عند الإناث، واضطرابات النشوة عند الإناث، وقد أثّرت الكتابة التعبيرية في تقليل أعراض الاكتئاب واضطراب القلق ما بعد الصدمة، والخلل الوظيفي الجنسي عند النساء.

هناك ارتباط بين الكتابة التعبيرية المركزة على المخطط الجنسي، وبين أرجحية أعلى ووقت أقل للتعافي من اضطراب نشاط الرغبة الجنسية والتحفيز الجنسي عند الإناث، لكن ليس مع اضطراب النشوة عند الإناث، بل

 مقارنةً بالكتابة التعبيرية المركزة على الصدمة. 

كذلك  فإن 5 جلسات للكتابة مدة 30 دقيقة لها ارتباط مع تحسن الاكتئاب عند البالغات الناجيات من التعنيف الجنسي الطفولي.

وُزعت جلسات الكتابة على عدة أسابيع؛ لأن المرضى بحاجة إلى معالجة التغيرات في معتقداتهم ودمجها مع حياتهم اليومية، وكلما زاد الوقت بين جلسات الكتابة زادت الاستفادة الناتجة عنها (2).

كان للكتابة التعبيرية في حالة المخطط الجنسي  تأثيرٌ مشابه للكتابة في حالة الصدمة، وذلك في خفض الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة (هنا )، من الممكن أن التركيز على المخطط الجنسي سمح للنساء بمعالجة مشكلاتهن الجنسية وتعلم المهارات للتّغلب على التكيف السّيئ مع المجتمع،  وأن الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة  مرتبطان مع المخطط الجنسي، لذا فإن التركيز عليه أدى إلى تحسن الحالة النفسية المرضية عمومًا، ولأن مرضى التعنيف الجنسي الطفولي تعرضوا للصدمة الجنسية باكرًا في حياتهم فيجب عليهم أن يعالجوا الذكرى الصادمة نفسها وأثرها على تطورهم الجنسي في كامل حياتهم (2).

يظهر اضطراب ما بعد الصدمة مقاومة للتحسن العفوي، وفي هذا المجتمع تعاني النساء أعراضًا مهمة منذ الطفولة، وبعد تداخل الكتابة التعبيرية انخفضت الأعراض لديهنَّ إلى مستوى تحت سريري وبقيت في حالة هجوع عند إعادة التقييم بعد 6 أشهر، يمكن أن يُعزى ذلك إلى المزيج من الوصول إلى استنتاج نهائي بشأن الحادثة، ومن الخصوصية المقدمة من نموذج الكتابة التعبيرية  قُدمت حرية اختيار كاملة للنساء بمدى رغبتهنَّ بالإفصاح مع السريريين في كتاباتهن، مما جعل الانغماس في العلاج أسهل لديهنَّ، بالمقارنة مع تجربة أخرى طُلب فيها من المرضى قراءة كتاباتهم في مجموعات ظهرت زيادة سوء أعراض اضطراب ما بعد الصدمة (2).

إنّ دراسة تأثير الكتابة التعبيرية على الاكتئاب والجزع واضطراب ما بعد الصدمة، والقلق _وهي من الاستجابات النفسية الشائعة خلال الحمل_، أظهرت أن الكتابة التعبيرية كان لها تأثير علاجي مهم في تخفيف اضطراب ما بعد الصدمة، لكن لم تظهر نتائج مهمة بالنسبة إلى مخاوف عدم قابلية الإنجاب والقلق، بل كانت النتائج متفاوتة بالنسبة إلى الاكتئاب، يمكن أن يُعزى هذا التفاوت إلى التباين في المجتمع بين النساء الحوامل والنساء اللواتي يعانينَ  العقم، ويكون الحدث لديهنّ ليس اعتباطيًّا، فيكون اكتئابهنّ مزمن طويل الأمد (1).

تبين أن اكتئاب ما بعد الولادة له تأثير على التبادلات بين الأم والطفل، وتطور الطفل المعرفي، ويمكن أن يكون له عواقب سيئة على الطفل، والحادثة تتعقد بسبب مشاعر العجز والانعزال عن الطفل، وعدم معرفة طريقة العناية به وهو في وحدة العناية المشددة لحديثي الولادة، وإن كون الطفل في وحدة العناية المشددة هو السبب السائد للاكتئاب والقلق عند الأبوين.

إن دراسة تداخل الكتابة التعبيرية على الاكتئاب والقلق عند الأمهات اللواتي أنجبن أطفالًا خُدّج أظهرت بعد 10 أيام وعلى مدى 1-3 أشهر انخفاض القلق والاكتئاب على نحو مهم عند مجموعة التداخل، وذلك بالمقارنة مع مجموعة عدم التداخل التي زاد القلق عندها في هذه الفترة، وإن أصوات أدوات الإنعاش ورؤية وحدة العناية وإضاءتها وضجيجها؛ من مسببات التوتر الرئيسة للأمهات (3). 

في النهاية الكتابة التعبيرية طريقة علاج سهلة الإجراء، وتحتاج إلى أقل عدد من الأشخاص المدربين للإشراف عليها، وهي مقبولة  وغير مكلفة عمومًا، وحدسيّة بالنسبة إلى المرضى، ويمكن أن يكون لها فوائد مميزة لدى النساء الناجيات من التعنيف الجنسي الطفولي، خصوصًا تحسين الوظيفة الجنسية لديهنّ (2).

المصادر:

1. Qian J, Zhou X, Sun X, Wu M, Sun S, Yu X. Effects of expressive writing intervention for women's PTSD, depression, anxiety and stress related to pregnancy: A meta-analysis of randomized controlled trials. Psychiatry Research [Internet]. 2020 [cited 11 July 2022];288:112933. PMID: 32315889. Available from:  هنا

2. Meston C, Lorenz T, Stephenson K. Effects of Expressive Writing on Sexual Dysfunction, Depression, and PTSD in Women with a History of Childhood Sexual Abuse: Results from a Randomized Clinical Trial. The Journal of Sexual Medicine [Internet]. 2013 [cited 11 July 2022];10(9):2177-2189. PMID: 23875721. PMCID: PMC377598. Available from: هنا

3. Rabiepoor S, Vatankhah-Alamdary N, Khalkhali H. The Effect of Expressive Writing on Postpartum Depression and Stress of Mothers with a Preterm Infant in NICU. Journal of Clinical Psychology in Medical Settings [Internet]. 2019 [cited 11 July 2022];27(4):867-874. PMID: 31823163. Available from: هنا