كتاب > روايات ومقالات

البشر والسحالي: علاقة الانسان بالحيوان

تدور أحداث قصص (البشر والسحالي) للكاتب (حسن عبد الموجود) في قرية تسمى (القصر)،في كل قصة فيها نجد علاقة للبطل مع حيوان ما أو حشرة تؤثر في مجرى  الحكاية..

 عشر قصص لعشرة حيوانات تتناول من خلالها بعض العادات والتقاليد والأساطير القروية.

 تجسد قصة (الخنزير) الفضول لتجربة المحرّمات فكما يقال "الممنوع مرغوب"، ونجد في قصة (الكلب) عجوزًا ضريرًا تتآكل ذاكرته بمرور الوقت، وقد يغافل أهله ويخرج وحيدًا في المساء، وقد يعود من جولاته تلك مُصاب بالضرب أو العض مما يجعل أهله يعتقدون أن الكلاب الضالة هي التي عضته، فترغب الابنة في معرفة أي من تلك الكلاب فعل ذلك لتتخلص منه لكنها تكتشف شيئًا آخر.

وتتناول قصة (القط) الأسطورة القائلة بأن التوائم تهيم أرواحها في المساء لتتلبس القطط وتتجول في الشوارع، فتتوسل الأم لجيرانها بألا يضربوا أي قط يرونه في المساء لأنه قد يكون واحدًا من أطفالها.

 وتتحدث قصة (الدودة) عن العلاقة الدائرية بينها وبين البشر فالجدّة في تلك القصة لا تتخلص من الدود الذي قد تجده في الجبن القديم بل تنحيه جانبًا ثم تأكله لأنها تعرف أنها يومًا ما ستصبح طعامًا للدود، وفي تلك القصة نجد المفارقة بين السحر والخرافات من جهة والطب والعلم من جهة أخرى في ممانعة الجد لاستدعاء الطبيب وترحيبه بالساحرة في بيته.

وتحكي قصة (العقرب) عن أخوين طفلين في عمر كبير نسبيًا لكنهما ما زلا يتبولان في أثناء نومهما ويعاقبهما أبوهما دومًا على ذلك وعلى الجانب الآخر يحب ذلك الأب صيد العقارب ويكون رائق المزاج عندما يصطاد واحدًا أو أكثر فتلك العقارب أنقذتهما من العقوبة في إحدى المرات التي اكتشف فيها أبوهما تبولهما.

ويحلم عسكري قصة (الديك) بالترقية التي تجعله في مرتبة قريبة من رؤسائه، وتؤهله إلى دخول ناديهم والتباسط معهم دون حساسيات، لكنه على الرغم من حصوله على تلك الترقية ودخوله إلى النادي يشعر بالدونية، فينغصه ارتباك رؤسائه حين حاولوا إخفاء لافتة النادي المكتوب عليها (ممنوع دخول ... والكلاب)، فهو لم يستطع قراءة الجملة كاملة قبل أن يزيلها الضابط لاستشعاره الحرج، لكن العسكري لم يستطع منع تفكيره من محاولة تخمين الكلمة الناقصة فأصبحت سعادته بالترقية ناقصة.

بلغة ممتعة وصور عذبة يعيد الكاتب حسن عبد الموجود للقصة القصيرة ألقها  " نحن نقدِّس اللون الأبيض أيتها الفراشات، لدرجة أننا خصَّصناه لأكفان موتانا، صار بإمكانهم الوصول أخيرًا إلى نهاية مضمار التعاسة، نزفُّهم إلى التراب بالأقمشة النظيفة نتركهم هناك ونحن نشعر بالأسى، لكننا نعزي أنفسنا - كل صباح - بالأمل، وبالمعارك الصغيرة" 

المصادر:

1.عبد الموجود حسن. البشر والسحالي. الطبعة الأولى. الكفراوي عمرو. 

الدار المصرية اللبنانية؛ 2021. 159 ص.