غيانا الفرنسية؛ الوجود الفرنسي في القارة اللاتينية

إنَّ الحدود الأطول التي تتشاركها الجمهورية الفرنسية مع دولة واحدة ليست في قارة أوروبا ولكن في قارة أمريكا الجنوبية! 

ربما تعتقدون أنَّ ما ذُكِر سابقًا دعابة؛ لكنَّها الحقيقة! 

نعم؛ إذ تتشارك فرنسا أطول حدودها مع البرازيل، على الرغم من أنَّها بعيدةٌ كل البعد عنها. 

فكيف حدث ذلك؟ 

السبب في ذلك غيانا الفرنسية التي تُعدُّ إحدى أقدم المستعمرات الفرنسية خارج البر الرئيسي للقارة الأوروبية والمقاطعة الفرنسية الوحيدة في أمريكا الجنوبية (1)؛ إذ يبلغ طول حدودها مع البرازيل 649 كم (2)، في حين تتشارك فرنسا أطول حدودها في أوروبا مع إسبانيا وتبلغ 646 كم (3).

وتقع غيانا الفرنسية في شمال قارة أمريكا الجنوبية بين دولتي البرازيل وسورينام والمحيط الأطلسي (3)، وقد بدأ الاستعمار الفرنسي للمنطقة في أوائل القرن السابع عشر مع وصول المستوطنين الفرنسيين الأوائل (1,4)، لكنَّهم تخلوا عن المستعمرة في العام 1652م، ليحتلَّها الهولنديون في العام 1654م، وقد أصبحت أيضًا مستعمرةً برتغاليةً وبريطانية، لتعود إلى السيطرة الفرنسية في العام 1817م، وأصبحت غيانا الفرنسية في العام 1946م من مقاطعات ما وراء البحار الفرنسية (4).

تُعَدُّ غيانا الفرنسية منطقةً متعدِّدة العرقيات بوجود السكان الأصليين والبرازيليين والأوروبيين والأفارقة والصينيين؛ إذ أصبحت المنطقة مكانًا يلتقي فيه ناس من ثقافات مختلفة.

وعلى الرغم من شهرة غيانا الفرنسية باحتوائها إحدى أكبر قواعد إطلاق المركبات الفضائية في العالم، اشتهرت أيضًا بأنَّها كانت مستعمرةً جنائية لسجن المدانين والمبعدين الفرنسيين منذ العام 1852م إلى العام 1947م عندما أُغلِقت أبواب سجونها (4).

لا يمكن الوصول إلى أجزاء كبيرة من المقاطعة إلا عن طريق النهر (1)، في حين تُعدُّ الجزر من أهم مناطق الجذب السياحي فيها وموطنًا لحياةٍ برية متنوعة ومثيرة للاهتمام (4).

وأنتم ماذا تعرفون أيضًا عن غيانا الفرنسية أو أقاليم ما وراء البحار الفرنسية الأخرى؟ شاركونا آراءكم.

المصادر: