أقصر يوم في التاريخ قد يدفع الأرض لإضافة ثانية كبيسة!

تناقلت العديد من الأخبار والمقالات في الآونة الأخيرة تسجيل أقصر يوم في تاريخ كوكب الأرض منذ بداية تسجيل القراءات باستخدام الساعات الذرية؛ ممَّا يعني أنَّ الأرض أتمَّت دورتها حول نفسها بسرعة أكبر من السابق بمقدار 1.59 ميلّي ثانية، وقد حدث هذا في 29 حزيران (يونيو) من العام 2022م، ومن الممكن أن يترتَّب عليه إضافة ثانية كبيسة سلبية للتوقيت العالمي وتغيير ساعاتنا جميعًا في كلِّ مكان (1,2).

فما هي الثانية الكبيسة؟ وما هو مستقبلها؟ وما علاقتها بدوران الأرض؟

تُعبِّر الثانية الكبيسة عن الثانية التي تُضاف إلى التوقيت العالمي المنسَّق للحفاظ على مزامنته للتوقيت الفلكي. ويعتمد التوقيت العالمي المنسَّق على ساعات ذرية شديدة الاستقرار والثبات، وهو أكثر انتظامًا من التوقيت الفلكي الذي يعتمد على معدل دوران الأرض (3).

ومن هنا تأتي الحاجة لإضافة ثانية ذرية سلبية أو إيجابية؛ إذ أنَّ دوران الأرض غير ثابت، يتسارع أحيانًا ويتباطأ أحيانًا أخرى، ممَّا يؤدي إلى الزيادة في طول اليوم أو نقصانه، وذلك نتيجةً لعوامل عدة.

فقد يتأثَّر طول اليوم بالتغيرات المناخية اليومية والموسمية في الغلاف الجوي والاختلاف في ديناميكيات النواة الداخلية للأرض، ويتأثر أيضًا بالتغيُّرات في المحيطات والمياه الجوفية والكتلة الجليدية للأرض.

وعلى الرغم من قراءات التسارع والتباطؤ المسجَّلة في حركة دوران الأرض حول نفسها من حين إلى آخر، لكنَّ الاتجاه العام لمتوسط طول اليوم على المدى الطويل آخذٌ بالتباطؤ بسبب نوعٍ من قوة الكبح الناتجة عن الشد المتبادل لقوى الجاذبية الخاصة بالأرض والقمر والشمس (4).

من الجدير بالذكر أنَّ إضافة الثانية الكبيسة من عدمها هو موضوع جدل بين الدول؛ إذ تفضِّل معظم البلدان إلغاءها واعتماد التوقيت العالمي المنسَّق دومًا نظرًا لأنَّ إضافة هذه الثواني من شأنه أن يسبب المشكلات للعديد من الأنظمة الإلكترونية ناهيك عن أنَّ هذه الفروقات الصغيرة قد تحتاج لآلاف السنين من التراكمات لكي تسبِّب اختلافًا حقيقيًّا وفعليًّا (5).

المصادر: