البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي

أسرار الحياة الطويلة، في نقطة دم سيدةٍ معمرة

ما الذي سيكشفه دم سيدة معمرة توفيت وقد ناهز عمرها ال115 عاماً ؟ هل ستمكننا الأبحاث التي أجريت عليها من اكتشاف سرّ الموت ؟ والتغلب عليه ؟ هل سنتكشف فعلاً اكسير الشباب ...!!؟؟ دعونا نرى ماذا يملك العلم في صدد هذا الموضوع..

______

الموت حقيقةٌ مؤكدة في هذه الحياة... تحليل دمٍ من أطول نساء العالم عمراً وأكثرهن صحّةً يكشف أسرار الموت وأسبابه.

ولِدت Hendrikje van Andel-Schipper ;الّتي اعتبرت لفترة أكبر امرأة على الأرض عمراً; في عام 1890. عُرِفت بصحتها ومعرفتها النقية كالريكستال! وبجهازِ دورانٍ خالٍ من الأمراض.

توفيت عام 2005 وتبرّعت بجسدها للعلم.

قام الباحثون اليوم بفحص دمها وأنسجة أخرة لمعرفة تأثير العمر عليها.

مما وجدو، يُفترض أن دورة حياتنا تتحدد تماماً بقدرة الخلايا الجذعيّة على تجديد الأنسجة الحيوية يوماً بعد يوم، وحالما تصاب هذه الخلايا بالإنهاك تقصر دورة حياتها، وتموت تدريجياً مُفقدةً الجسد القدرةَ على إحياء أنسجته وتجديدها كالـ "الدم" مثلاً!!

يبدو أنه في حالة سيدتنا العجوز تبقى فقط ثلثين من خلايا دمها البيضاء عند الموت، وهذه الخلايا متأصّلة من خليتين جذعيّتين فقط! والجدير بالذكر هنا أن معظم خلايا الدم الجذعية التي ولدت مع هذه السيدة كانت قد لاقت حدفها.

"هل هنالك من حدٍّ لانقسامات الخلايا وبالتالي حدٌّ لحياة الانسان؟" تتساءل رئيسة فريق الباحثين "أو هل يمكننا إيقاف ذلك باستبدالها بخلايا مخزنة من مراحل أبكر من حياتنا؟؟"

هذا ويأتي الدليل الآخر على انهاك الخلايا الجذعيّة من ملاحظات أخذت على الخلايا البيضاء لسيدتنا المعمرة وتحديداً على جزءٍ من صبغياتها يدعى القسيم الطرفي telomere والّذي تداعى بشكل كبير! فهذا القسيم هو الجزء الّذي يحمي الصبغي ويتداعى كالفتيل في كل مرة تنقسم فيها الخليّة.

* عتبة الانهاك

تقول الباحثة Holstege أنه خلال الحياة يقلّ عدد الخلايا الجذعيّة النّشطة وتتقاصر القسيمات الطرفية فيها حتى تصل إلى نقطة لا عودة فيها حيث تتموت وتدعى هذه النقطة بـ عتبة إنهاك الخلايا الجذعيّة.

تقول الباحثة أنه من الملفت أيضاً أن كلّ الطفرات الوراثيّة في الخلايا الدمويّة لم تكن مؤذية إذ أنها نتجت عن أخطاءٍ في تضاعف الDNA خلال الحياة. وإن غياب الطفرة المتسببة بخطر الإصابة بأمراضٍ وسرطاناتٍ متعددة يدلّ على أن سيدتنا امتلكت جهازاً متفوقاً قادراً على اقصاء أو إصلاح الخلايا المحتوية على طفراتٍ خطيرة!

* فُرص الإصابة بالطفرات

يقول أحد الباحثين أن هذه الدراسة تعتبر جديدة من نوعها فهي أول دراسة تتقصى تراكم الطفرات الجسدية في نسج فرد متقدم بالسن وسيفيد هذا عندما يقارن مع سجلات الطفرات عند الولادة.

كما يقول أنه عندما توجد الطفرة توجد معها فرصةٌ لانتقائها حيث أن بعض الطفرات الجسدية سببت السرطان مع أننا اليوم نرى مجالاً واسعاً من الطفرات الجسدية في نسيجٍ طبيعي غير سرطانيّ كالدّم!

هذا وترى Holstege أن النتائج ترفع من احتمال إمكانية حقن خلايا جذعيّة محفظة منذ الولادة أو الحياة المبكرة ما قبلها مما سيفيد في تجديد أنسجتنا! فهذه الخلايا ستكون خالية من الطفرات ولها قسيمات طرفية كاملة الطول!

تأمل الباحثة أيضاً أن تتمكن من اكتشاف مفاتيح الحماية من مرض الزهايمر عن طريق مقارنة الشيفرة الوراثية لهذه السيدة العجوز مع غيرها من الناس الّذين عانو من هذا المرض باكراً!

المصادر

هنا