جزر الفوكلاند؛ حرب هوية بين بريطانيا والأرجنتين

"هذه يد الإله".. من منَّا لا يتذكر هذه العبارة الشهيرة التي قالها مارادونا عقب هدفه الشهير بيده في مرمى إنكلترا! تلك المباراة التي لم تكن مباراة عادية ولطالما عدَّها الأرجنتيون ردًّا منهم بعد أربع سنوات من خسارتهم الحرب أمام الإنكليز على جزر فوكلاند.

فما قصة هذه الحرب؟ وماهي جزر الفوكلاند أو مالفيناس كما يسميها الأرجنتينيون؟ دعونا نتعرف إليها أكثر!

تقع جزر الفوكلاند (Falkland Islands) في جنوب المحيط الأطلسي وجنوب قارة أمريكا الجنوبية على بعد 500 كم شرقًا من الساحل الجنوبي للأرجنتين، وتُقدَّر مساحتها بـ 12.2 كم مربع، وقد بلغ عدد سكانها 3.2 ألف نسمة في تعداد العام 2016م (1).

كانت جزر الفوكلاند تحت سيطرة دول استعمارية عدة؛ فرنسا تارةً لفترة قصيرة جدًّا، وإسبانيا تارةً أخرى، وأخيرًا بريطانيا التي تسيطر عليها منذ العام 1833م حتى وقتنا الحالي (1,2).

ظهرت في الأرجنتين الشعارات المطالبة لبريطانيا بإعادة الجزر إلى الأرجنتينيين في خمسينيات القرن الماضي مع وصول الجنرال بيرون إلى السلطة، وذلك بهدف اكتساب الدعم الشعبي (2)، أمَّا عن الحرب؛ فقد بدأت الأرجنتين بغزو الجزر باحتلالها لميناء ستانلي (Stanley Port) في 2 نيسان (أبريل) (3)، ولم يعتقد المجلس العسكري الأرجنتيني أنَّ بريطانيا سترد وتحاول استعادة الجزر بقوة عسكرية (3,4).

وعلى الرغم من المسافة الكبيرة بين بريطانيا وجزر الفوكلاند التي تبلغ قرابة 12874 كم، أرسلت بريطانيا قوة عسكرية مكونة من سفن حربية (4).

يمكننا القول أنَّ الأرجنتين خسرت الحرب فعليًّا بحلول 12 نيسان (أبريل) عند وصول الغواصات البريطانية على الرغم من عدم استسلام القوات الأرجنتينية حينها؛ إذ كانت خطة الأرجنتين تتضمن احتلال الجزر بقوة صغيرة، ثمَّ التفاوض والاستفادة من أفضلية استحواذ الأرض، ولم يخطِّط القادة الأرجنتينيون لدعم هذه القوة بجهود لوجستية كبيرة؛ إذ لم يعتقدوا أنَّه سيتعيَّن عليهم القتال، لكنَّ القيادة الأرجنتينية فوجئت بحجم القوة العسكرية البريطانية التي أبحرت باتجاه الجزر (3).

هبطت القوات البريطانية في 21 أيار (مايو)، وبعد سلسلة من الاشتباكات مع الجيش الأرجنتيني خاضوا معركة الاستيلاء على ستانلي (عاصمة الجزر) في 11 حزيران (يونيو)، وبعدها استسلمت القوات الأرجنتينية في 14 حزيران (يونيو) (4).

وبالنسبة لسكان الجزر؛ أُجري استفتاء في آذار (مارس) 2013م وصوَّتوا لرغبتهم بالبقاء جزءًا من المملكة المتحدة، وأظهرت النسبة أنَّ 99.8٪ من السكان أرادوا البقاء جزءًا من المملكة المتحدة (1)، وقد أدرجت الأمم المتحدة جزر الفوكلاند أو مالفيناس ضمن قائمة الأقاليم غير المتمتِّعة بالحكم الذاتي منذ العام 1946م (5).

تُعدُّ الجزر اليوم من أراضي ما وراء البحار التابعة لبريطانيا، ولم يُحَل الخلاف بين الدولتين حتى الآن (4)، فهل كنت تعرف هذه الجزر؟ وهل تعتقد أنَّه يمكن الوصول إلى حل واقعي يرضي الدولتين؟

المصادر: