علم النفس > ألـــبــــومـــات

على لسان الشخصية الحدية

يثير اضطراب الشخصيّة الحديّة (BPD) شعورًا بعدم الاستقرار يحوم حول كلّ شيءٍ في حياة المصاب، بدءًا بالحالة المزاجيّة والتّفكير والسّلوك والعلاقات وصولًا إلى الهويّة الذاتيّة أحيانًا.

يصف الأشخاص المصابون باضطراب الشخصيّة الحديّة هذا الشعورَ بأنّه يشبه أن يكون هناك جرحٍ مكشوفٍ، يترك ما تحته معرّضًا لأي أذىً صغيرٍ بسهولة.

يرغب المصاب باضطراب الشخصيّة الحديّة بقول الكثير، ولكنّه قد لا يستطيع التّعبير.

ماذا هناك خلف كلام الشخصيّة الحديّة؟

لنقرأ معًا.

"أنا غير مهمّ" "أنا شخصٌ سيّء"

يرسم المصابون باضطراب الشخصية الحدية صورة ذهنية خاطئة لأنفسهم، ويميلون إلى إجراء تغييراتٍ صارمةٍ وسريعةٍ في هويّتهم وحياتهم وطريقة عيشهم وقيمهم وأفكارهم (1,2).

 "قد شخصني من قبل عشرة أطبّاء، وكان تشخيصهم كلّهم خاطئًا!"

لا يأتي اضطراب الشخصيّة الحديّة بمفرده، ففي أغلب الحالات، يعاني المصاب اضطراباتٍ مرافقةٍ تشمل: الاكتئاب والقلق واضطراباتِ الطّعام واضطرابَ ما بعد الصّدمة وثنائيّ القطب والإدمان.

وهذا ما يجعل تأكيد التّشخيص صعبًا حقًّا (1,2).

"أنا هكذا لأنّني عانيت طفولةً سيّئةً" أو "حياتي صنعتْ منّي الشّخص الذي أنا عليه"

توضّحِ الدّراسات تدخُّلَ الوراثة والتّركيبِ البيولوجيّ في التأهّب للإصابة بالاضطراب، مع التعرّض لعواملٍ اجتماعيّةٍ ضمن البيئة التي تتكوّن الشّخصيّة فيها.

لذلك لا يمكن الجزم بأن هناك سببًا واحدًا، بل هي مجموعة أسباب (1,3).

"أخاف أنْ تتخلّى عنّي" أو "أنا لم أعد مرتاحًا في هذه العلاقة وأريدها أنْ تنتهي"

التخلّي أكبرُ مخاوفه؛ إذ يخاف الوحدةَ بشدة.

لكنه قد يحاول إنهاء علاقته معك بسبب هذا الخوف! لأنّ ألمه حين يتخلّى عنه أحدٌ يفوق بأضعاف ألمه حين يتخلىّ هو عن شخصٍ ما (1,4).

"أنا أحبّك، قد أتصرّف عكس ذلك، إلا أنّني أحبّك"

إذا كنتَ في علاقةٍ مع مصابٍ باضطراب الشخصيّة الحديّة، ففهمُ الاضطراب هو وسيلتك الأولى لإنشاء علاقةٍ تدوم.

قد يرتكب المصابون باضطراب الشخصيّة الحديّة تصرفاتٍ غيرَ منطقيّة وحادّة أو خطرةٍ عليهم (1,4).

قد يؤذون أنفسهم بشدّةٍ، إلّا أنّ ذلك لا يجعل منهم أشخاصًا خطرين، أو متلاعبين بالعواطف، إنّهم بحاجةٍ للحبّ والاحتواء فحسب، وعلى عكس المتوقّع، ستجد معهم حبًّا كبيرًا لم ترَ له مثيلًا (1,4).

"أنا أكرهك" أو"أنا غاضبٌ جدًا" أو "أنا لا أكترث إطلاقًا"

قد لا يقول المصابُ هذه الجملَ، إلّا أنّه لا شكّ يمارس هذه التصرفات.

كأنْ تجدَه يغضب كثيرًا لسببٍ بسيطٍ، أو يعبّر عن إحساس حادٍّ تجاهك، وقد تلاحظ حتى انفصال تصرّفاته عن الواقع أحيانًا (1,4).

دورك في هذه المرحلة هو تفهّمُ حالته، وجعلُه يشعر بالرّاحة ليمارسَ ما يشاء دون أنْ يؤذي نفسه، لا تقلق، هذه التّبدلاتُ المزاجيّةُ تختفي في غضون ساعاتٍ غالبًا (1,4).

"يمكنني أنْ أصبحَ أفضل" أو "أجدَ نفسي أفضلَ حين التزم بالعلاج"

قد تظنّ أنّ اضطراباتِ الشخصيّة لا تُعالج لأنّك مؤمنٌ أنّها طباعٌ، وطباع الأشخاص لا تتغيّر، وهذا اعتقادٌ خاطئ!

كلّ ما يُقال عن عدم قابليّة هذا الاضطراب للعلاج غيرُ صحيح (1,2).

من المهمّ أنْ تؤمنَ وتجعلَ المصاب يؤمن بفعاليّة العلاج.

يستجيب المصابون للعلاج استجابةً ممتازة، وليس بالضرورة أنْ يكون دوائيًّا، وقد يبدو الحصول على علاجٍ ملائمٍ ونوعيّةِ حياةٍ صحيّةٍ صعبًا، إلّا أنّه فعّالٌ جدًا (1,2).

تدقيق لغوي: Hadeel Idrees

المصادر:

1_Gladwell H. 7 Things People with Borderline Personality Disorder Want You to Know [Internet]. healthline. 2019 [cited 20 June 2022]. Available from: هنا

2_Everything You Need To Know About Borderline Personality Disorder [Internet]. mcleanhospital. [cited 20 June 2022]. Available from: هنا

3_Wilson N, Robb E, Gajwani R, Minnis H. Nature and nurture? A review of the literature on childhood maltreatment and genetic factors in the pathogenesis of borderline personality disorder. Journal of Psychiatric Research. 2021;137:131-146. Available from: هنا

4_Borderline Personality Disorder [Internet]. health harvard. 2019 [cited 20 June 2022]. Available from: هنا