دبابة النصر M4 Sherman

ظهرت في خضم الحرب العالمية الثانية دباباتٌ عديدةٌ في ساحة المعركة، إلا أن أكثر دبابةٍ استخدمها الحلفاء (عدا روسيا) كانت الدبابة الأمريكية M4 Sherman، فما السر؟ (1).

دخلت M4 Sherman الخدمةَ عام 1942م لمواجهةِ التفوقِ المُبكرِ للأجيال الأولى من دبابات Panzer الألمانية في ساحة المعركة. صُمِّمَت لتكون سهلةَ النقل والقيادة وقد كانت سريعة نسبيًا بمعدل 25-30 ميلًا في الساعة، (40-48)كم/سا، وامتلكت مدفعًا من عيار 75 ملم (طلقات شديدة الانفجار) (1,2). 

تميزت بتعدد استخداماتها، إذ أن "M4 Sherman'' هو لقب النموذج الأساسي الذي كان له عدة أنواع، ويختلف كل نوع وفقًا للشركة المُصنِّعة  وتوقيت ومكان الخدمة، لذا عُدَّت M4 Sherman دبابةً شاملةً. ورغمَ ذلك، فقد عانت من عيبٍ في التصميم بسبب استخدامها محركًا يُدار بالبنزين (غير المُستقر) بدلًا من محرك الديزل، وظهر هذا العيب جليًا في المعارك إذ كان لديها قابليةٌ أعلى للاشتعال إذا ما تعرضت لضربةٍ مباشرةٍ، ولُقّبت بالمقبرة الحارقة بسبب ذلك (1).

لم يمثل تفوقُ الدباباتِ الألمانيةِ على ال M4 Sherman في قوة السلاح (أي القوة النارية) وتدمير العديد منها مشكلةً، إذ تميَّزت ال M4 Sherman بسهولة الإصلاح وسرعة التصنيع، إذ استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية إنتاج 50,000 منها في حين أنتج الألمان 1,300 دبابةً فقط من Tiger Tanks دبابات النمر الشهيرة (1,3).

عوّض ذلك التفوق العددي الخسائر، فقد استمرَّت الولايات المتحدة في شحنها إلى ساحة المعركة، حيث كانت تظهر دائمًا M4 Sherman أخرى في خط المواجهة بدلًا من تلك التي دُمرت، واستطاعت -بفضل التفوق العددي- القضاء على دبابة النمر التي امتلكت أفضل دروعٍ وأسلحةٍ أنتجتها ألمانيا في ذاك الحين، فقد كان يتطلب القضاءُ على دبابةِ نمرٍ واحدةٍ ستَّ دبابات M4 Sherman في مواجهةٍ وجهًا لوجه، إذ ألهت خمسٌ منها الدبابة الألمانية، بينما ضربتها السادسة من الخلف (1,2).

لعبت الM4 Sherman دورًا مهمًا في أوروبا وشمالِ إفريقيا، إذ كانت فعالةً في حرب المدن وتفوقت في المناورة وضرب الأهداف أثناء تحركها وسيطرت على الجبهة الغربية في الحرب (2,3).

المصادر: