الرهاب (الفوبيا)

الرهاب هو نوع من أنواع اضطراب القلق الذي يتميز بخوف مستمر وغير طبيعي من موقف، شيء، شخص، حيوان، أو نشاط معين (مثل المرتفعات، الظلام، القيادة..)، الأمر الذي يدفع الشخص إلى تجنب هذا الموقف بشدة أو التعامل معه بنوع من الضيق (1). 

وتُصنَّف أنواع الرهاب إلى 3 أصناف رئيسية: 

• اضطراب القلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي (Social anxiety disorder) الذي يتسم بالخوف المستمر من المواقف الاجتماعية والتي يضطر فيها الشخص للتعامل مع أشخاص غير مألوفين أو يتعرض للتفحص من قبل الآخرين فيخشى الشخص من ظهور أعراض القلق عليه أو أن يتصرف بطريقة محرجة (2)
•  رهاب الخلاء (Agrophobia) وهو نوع من الرهاب  ينطوي على خوف وقلق شديد من أي موقف أو مكان يصعب الخروج منه. يشمل رهاب الخلاء الخوف من البقاء وحيدًا خارج المنزل أو السفر في السيارة أو الطائرة أو القطار، أو التواجد في أماكن مزدحمة (3)
• الرهاب المحدد (Specific phobia) الذي يعرف باسم الرهاب البسيط وهو أشيع نوع من أنواع الرهاب والذي يتجلى بشعور عارم بالخوف من الأشياء أو المواقف التي لا تشكل خطرًا حقيقيًّا لكنها تسبب قلقًا للبعض، وعلى عكس القلق المؤقت الناجم عن مواقف اعتيادية مثل إجراء اختبار أو إلقاء خطاب فإن الرهاب المحدد يستمر فترة طويلة ويسبب ردود فعل نفسية وجسدية شديدة وقد تؤثر في قدرتك على العمل طبيعيًّا أو على حياتك اليومية (4). 

 ويُصنَّف الرهاب المحدد إلى 5 أصناف فرعية:

• رهاب الحيوانات: أي الخوف من الحيوانات أو الحشرات (مثل القرود - الكلاب - القطط.. ) 
• رهاب البيئة الطبيعية: يتضمن الخوف من البيئة المحيطة (مثل الخوف من الارتفاعات والبرق والماء) 
• رهاب الدم أو الحقن: وهو الخوف من رؤية الدم أو الجروح أو حتى الخوف من تلقي حقن أو أي معالجة طبية حادة (مثل الخوف من طبيب الأسنان)
• رهاب الظروف المحيطة: وهو الخوف من الأماكن العامة مثل الخوف من وسائل النقل العامة، المصاعد، الجسور، الطيران، والأماكن المغلقة…)
• أنواع أخرى لا تندرج تحت التصنيفات السابقة مثل الخوف من الاختناق أو الإصابة بمرض أو رهاب المهرجين. 

أما أعراض الرهاب عمومًا فهي تتجلى في: 

• الشعور المستمر وغير المعقول من الخوف والقلق الذي يُحفز  بموقف أو شيء أو نشاط معين.
• المشاعر غير الطبيعية التي تراود الشخص التي تكون غير متناسبة مع أي تهديد حقيقي فعلى سبيل المثال من غير المنطقي أن يشعر الناس بالخوف من كلب مقيد وهادئ.
• تجنب النشاط أو الموقف أو الشيء الذي يثير حالة الرهاب لدى الشخص، فالأشخاص الذين يعانون الرهاب يدركون أن مخاوفهم مبالغ فيها، فإنهم غالبًا ما يشعرون بالحرج من أعراضهم الأمر الذي يدفعهم لتجنب مسببات الرهاب.   
• الأعراض الجسدية التي تتجلى بالخفقان، والتعرق، والرعاش، وضيق التنفس، والدوخة، والغثيان، أو أي عرض من أعراض المواجهة التي قد تلم بالجسد (1)

العلاج:

يُقسم علاج الرهاب إلى قسم دوائي وقسم نفسي وذلك اعتمادًا على نوع الرهاب.

يُعالَج الرهاب المحدد بما يسمى إزالة التحسس أو العلاج بالتعرّض وهو نوع من العلاجات السلوكية المعرفية، الذي يقوم على أساس زيادة التعرض للشيء الذي يخافه الشخص ولكن تدريجيًّا، وذلك وفقًا للتواترية التي يرغب بها الشخص، وفي ظل ظروف محددة، وبهذه الطريقة يتعلَّم الشخص السيطرة على مخاوفه بالاسترخاء والتحكم في تنفسه وغيرها من استراتيجيات تخفيف القلق. 

وفي حال كان التعرض للموقف الذي يثير الرهاب فترة مؤقتة (كالخوف من الطيران) قد يلجأ الطبيب إلى وصف أدوية مضادة للقلق. 

أما علاج الرهاب الاجتماعي فإذا كان الرهاب محصور بنوع معين من الأحداث (كالخوف من العزف في حفلة أو إلقاء محاضرة) فقد يصف الطبيب أدوية حاصرات بيتا التي تؤخذ قبل العرض مباشرةً فإن هذه الادوية تخفف من آثار القلق الجسدية مثل ارتعاش الأصابع وخفقان القلب، لكنه لا يؤثر في المهارات العقلية اللازمة للتحدث أو القدرة الجسدية اللازمة للعزف، والعلاج السلوكي المعرفي ساعد العديد من الأشخاص الذين يعانون الرهاب الاجتماعي (2،1)

رهاب الخلاء يُعالَج بطريقة مشابهة لعلاج اضطرابات الهلع وذلك بوصف أدوية مضادات الاكتئاب أو مضادات القلق مثل الديازبام وذلك تحت إشراف طبيّ، والعلاج النفسي السلوكي المعرفي قد أثبت فعاليته في معالجة هذه الأنواع من الاضطرابات (1).

المصادر: