إنستغرام > علوم هندسية

لماذا يتعلم الأطفال البرمجة؟

تُعدُّ البرمجة هي الطريقة التي يتواصل بها البشر مع الحاسوب الَّذي أضحى جزءًا مهمًّا من حياة أي شخصٍ في هذه الأيَّام. إذ إنَّنا بواسطة البرمجة نستطيع بناء وتشغيل البرامج،  والتطبيقات، والمواقع الإلكترونيَّة والألعاب. وعندما يتعلَّم الطفل البرمجة فإنَّ ذلك أشبه بتعلُّمه كيفيَّة الكتابة والقراءة بلغة جديدة، وهي لغة الحواسيب (1).

قد يبدو الأمر في البداية صعبًا على الطفل أن يتعلَّم لغة معقَّدة. لكن في العقود الأربعة الماضية، قيَمت العديد من الدراسات تأثير تعلُّم البرمجة للأطفال في المدارس الابتدائيَّة -الَّذين تتراوح أعمارهم بين الـ 6-13 عامًا- وأظهرت النَّتائج أنَّ تعلُّم البرمجة مفيد للأطفال، بصرف النظر عن حياتهم المهنيَّة فيما بعد (1,2).

لكن، لماذا قد يكون تعلُّم البرمجة مفيدًا للأطفال؟ الإجابة في الآتي:

1- تطوير التفكير الحوسبي (Computational Thinking): يُعد التَّفكير الحوسبي مهارة أساسيَّة في القرن الواحد والعشرين، يساهم تعلُّم البرمجة في تطوير التَّفكير الحوسبي لدى الأطفال، وذلك بتطوير مهارات حلِّ المشكلات، وتحليل البيانات، والتنظيم المنطقيِّ. وفي تجربة أُجريت على 132 طالبًا في المرحلة الابتدائيَّة -تتراوح أعمارهم بين 9-12عاما- في بداية التجربة طُلب من جميع الطلاب ملء اختبار مفاهيم البرمجة، واختبارين آخرين لقياس تفكيرهم الحوسبي. درِّب الطلاب على برنامج Scratch (برنامج تعليم البرمجة للأطفال) ومن ثمَّ أُعيد إجراء الاختبارات الثلاثة مرَّة أخرى بعد انتهاء فترة التدريب. أظهرت النتائج زيادة كبيرة في نتائج جميع الاختبارات، ممَّا يدعم أنَّ تعليم مفاهيم البرمجة يساهم في تطوير التفكير الحوسبي لدى الأطفال (2,4).

2- تطوير الإبداع: يساهم تعلُّم البرمجة في تعليم الطفل كيف يكون مبدعًا، وذلك بتعليمهم كيفيَّة صنع الأشياء الَّتي يُحبُّونها. ممَّا يُلهمهم ويساعدهم في فهم كيف يعمل خيالهم (1).

3- تعلُّم التفكير المنطقيِّ: يتطلَّب تعلُّم البرمجة تطوير التفكير المنطقيِّ، سيتعلَّم الأطفال في أثناء تعلُّمهم البرمجة كيف يصنعون الأشياء خطوة خطوة، والتَّركيز على حلِّ تحدٍّ معيَّن، مِمَّا يعلِّمهم النّظر للمشكلة من زوايا مختلفة، سيختبرون أفكارا عديدة قد لا تنجح وسيساعدهم ذلك على إيجاد  الحلِّ المناسب (1,2).

4- تجنُّب المشكلات: في أثناء البرمجة، لن يتعلَّم الأطفال حل المشكلات فقط، بل أيضًا سيتعلَّمون توقُّع الأخطاء. وذلك سيساعدهم على تنمية مهاراتهم في تجنُّب المشكلات في كلِّ جوانب الحياة (1).

5- تطوير التفكير الرِّياضيِّ: هذه خصلة مميَّزة في تعلُّم البرمجة، وهي التركيز على تحديد خطواتٍ واضحة لحلِّ المشكلات أو المهمَّات المعقَّدة. وذلك يتطلَّب المفاهيم رياضيَّة مثل المتتاليات، والاحتمالات، والمنطق الشرطي (1).

6- تنمية التفكير الهيكليِّ: سيتعلَّم الطفل كيف يصنع الحل من أجزاء صغيرة تُجمع لتكوِّن الحلَّ الأمثل. وهذه مهارة قد تتطلَّب سنين لتعليمها للطِّفل (1).

7- تطوير المهارات الحسابيَّة: بتعلُّم البرمجة يقوم طفلك بالتطبيق العلميِّ للرياضيات. إذ يمكن أن تحتوي البرمجة على عبارات رياضيَّة يجب حلَّها. لا يوفر التعليم التقليدي هذا النهج العملي للطلاب إلَّا إذا وصلوا إلى مستويات التعليم العالي في مجال العلوم أو الرياضيَّات (1).

وفي دراسة أُجريت بهدف معرفة كيف يتعلَّم الأطفال البرمجة على 44 طالبا مقسَّمين إلى أطفال (تتراوح أعمارهم بين 8-12 عامًا) ومراهقين (تتراوح أعمارهم بين 13-17 عامًا). أظهرت الدَّراسة أنَّ المراهقين أمضوا وقتًا أطول في أداء المهمَّة المطلوبة مقارنةً بالأطفال (3). وذلك ما يوصِّلنا إلى أنَّه كلَّما بدأ الطفل في تعلُّم البرمجة بسنٍّ أصغر كان ذلك أفضل.

البرمجة ليست حكرًا على أحد، وليست مرتبطة بسنٍّ معيَّنة، إذ يمكن لأي شخص مهما كان عمره أن يتعلَّمها ويتقنها إذا ما لقي فيها شغفه.

المصادر:

1- هنا?

2- هنا

3- هنا

4- هنا