علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

الإهمال العاطفي للطفل

كثيراً ما يتجاهل الأهل مشاعر الخوف وعدم الأمان والتوتر أو القلق لدى أطفالهم لعدهم إياها حيلاً طفولية للتهرب من أداء الواجبات المنزلية أو المدرسية. وقد يؤدي رفض الاستماع للطفل والطلب منه بالإسراع للقيام بواجباته؛ واعتقاد أن تأمين الاحتياجات الرئيسية والحياة الآمنة اعتبارات كافية للطفل بدلاً من الاستماع له ومساعدته على التأقلم مع هذه المشاعر؛ إلى ما يسمى بـ "الإهمال العاطفي للطفل" (1)، فيقتنع الطفل أن مشاعره وعواطفه ليست بتلك الأهمية، والتعبير عنها ليس متاحاً، ويبدأ بحمل عبئها بداخله ويقرر التوقف عن طلب الدعم (2).

يعاني الكثير من الأطفال والمراهقين مشكلاتِ الطفولة مثل الإهمال العاطفي؛ وهو تجاهل الأهل أو مقدمي الرعاية احتياجات الطفل العاطفية ورغبته في التعبير عنها، وعدم توفير الراحة والدعم الكافيين له عندما يكون خائفاً أو محبطاً أو قلقاً على الرغم من بساطة التعريف. 

كيف يؤثر الإهمال العاطفي في الأطفال؟ 

يمكن أن تتراوح أعراض الإهمال العاطفي في مرحلة الطفولة من الخفيفة إلى الواضحة، وفي الحقيقة؛ فإن الكثير من الضرر يكون عادةً خفيَّاً في البداية، ومع ذلك؛ فقد تبدأ التأثيرات بالظهور مع مرور الوقت.

تشمل الأعراض الأكثر شيوعاً للإهمال العاطفي عند الأطفال ما يأتي:

أسباب تجاهل الأهل مشاعر أطفالهم

فيما يتعلق بأسباب إساءة معاملة الأطفال؛ فإن أسباب الإهمال متعددة الأوجه، وغالباً ما يصعب فهمها. يحاول معظم الآباء أن يكونوا أفضل آباء يمكن لهم أن يكونوا عليه؛ ولا يقصدون إهمال مشاعر أطفالهم؛ لذلك قد يعاني البالغون الذين يهملون أطفالهم من:

أعراض الإهمال العاطفي على البالغين

أهم الأعراض التي قد تدل على أنك تعرضت للإهمال العاطفي في طفولتك هي: 

يختلف الشعور بالفراغ باختلاف الأشخاص؛ فيكون بالنسبة للبعض شعور فراغ يأتي ويذهب، ويكون للبعض الآخر كالشعور بالخدر. 

أن تكون شخصاً مستقلاً شيء جيد؛ ولكن الشعور بالخوف والقلق من طلب مساعدة أو رعاية أو دعم من أحد هو المقصود. 

هل تجد صعوبة في معرفة ما أنت قادر عليه؟ ما هي نقاط القوة والضعف لديك؟ ماذا تريد؟ ما الذي يهمك؟

إن واجهت جهداً كبيراً للإجابة على هذه الأسئلة؛ فهذه علامة على أنك لا تعرف نفسك كما ينبغي. 

غير متعاطف مع نفسك على الرغم من المبالغة في تعاطفك مع مشاعر الآخرين. 

يميل بعض الناس إلى الشعور بالذنب فور حدوث حدث سلبي في حياتهم؛ فهل تشعر بالخجل من الأشياء التي لن يخجل منها معظم الناس؟

أنت تعلم أن هناك شيئاً خاطئاً في حياتك لكنك غير قادر على تحديد ماهيته. هذا أنا! أنت تقول لنفسك وتشعر أنه صحيح. أنا لست محبوباً؛ فأنا مختلف عن الآخرين! شيء ما ليس على ما يرام!

هل تشعر بأن لسانك مقيد عندما تكون غاضباً و بمزاج سيء؟ هل تشعر بأن مفرداتك محدودة للتعبير عن عواطفك؟ (3)

المعالجة والتدخل المبكر

من المحتمل أن يكون علاج الإهمال العاطفي في مرحلة الطفولة هو نفسه سواء حدث في الطفولة أو واجهه شخص بالغ أُهمل عندما كان طفلاً، وتشمل خيارات العلاج هذه:

- العلاج النفسي أو السلوكي المعرفي:  

يمكن للطبيب النفسي أو المعالج أن يساعد الطفل على تعلم كيفية التعامل مع مشاعره بطريقة صحية؛ فقد يكون من الصعب التعرف على العواطف واختبارها بطريقة صحية إذا كان الطفل معتاداً على قمع عواطفه.

وبالمثل بالنسبة للبالغين؛ إذ يمكن أن تؤدي سنوات من كبت المشاعر إلى صعوبات في التعبير عنها.

يمكن للمعالجين والمتخصصين في الصحة العقلية مساعدة كل من الأطفال والبالغين على تعلم التعرف على مشاعرهم وقبولها، والتعبير عنها بطريقة صحية.

- العلاج الأسري:

يمكن أن يساعد العلاج الأسري كلاً من الوالدين والطفل؛ فيساعد المعالج الآباء على فهم التأثير الذي يحدثونه، ويساعد الطفل على تعلم كيفية التعامل مع المشكلات التي قد يواجهها بالفعل. وقد يكون التدخل المبكر قادراً على تعديل السلوكيات  التي تؤدي إلى الإهمال وتصحيحها،  وتفادي العواقب التي يمكن أن تنشأ.

- دروس التربية: 

تساعد هذه الدورات الآباء ومقدمي الرعاية على تعلم المهارات اللازمة للتعرف على مشاعر الطفل والاستماع إليها والاستجابة لها (2).

- الدعم الاجتماعي للأطفال والمراهقين:

أظهرت نتائج دراسة مدى الارتباط بين الإهمال العاطفي في الطفولة والدعم الاجتماعي للأقران؛ فقد ظهر ارتباط المستويات العالية من الإهمال العاطفي زيادة أعراض الاكتئاب عند سن 18، وبالعكس؛ فقد ارتبط الدعم الاجتماعي القوي للأقران بانخفاض أعراض الاكتئاب (1).

نظراً إلى أن المراهقة هي وقت حاسم للترابط بين الأفراد وتنمية العلاقات؛ فقد يكون الدعم الاجتماعي للمراهقين في هذه الفترة التنموية عاملاً وقائياً مهماً وقابلاً للتدخل يمكن أن يعزز الرفاهية على المدى الطويل والقدرة على الصمود في مواجهة الاكتئاب على الرغم من محن الطفولة التي يعاني منها المراهق (1,3).

المصادر:

1. Salokangas R, Schultze-Lutter F, Schmidt S, Pesonen H, Luutonen S, Patterson P et al. Childhood physical abuse and emotional neglect are specifically associated with adult mental disorders. Journal of Mental Health [Internet]. 2019 [cited 10 July 2022];29(4):376-384. PMID: 30675805. Available from: هنا

2. Holland K. Childhood Emotional Neglect: How It Can Impact You Now and Later. healthline. 202‪1. Available from:

هنا

3. Stoltenborgh M, Bakermans-Kranenburg M, van IJzendoorn M. The neglect of child neglect: a meta-analytic review of the prevalence of neglect. Social Psychiatry and Psychiatric Epidemiology [Internet]. 2012 [cited 10 July 2022];48(3):345-355. Available from: هنا