أول لقاح في العالم ضد طفيلي بشري!

أوصت منظمة الصحة العالمية في تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2021 باستخدام لقاح الملاريا (RTS,S) استخداماً واسعاً بين الأطفال في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وفي المناطق الأخرى ذات معدلات انتقال الملاريا المتوسطة إلى المرتفعة (1).

تُعدُّ الملاريا مرضاً خطيراً و-في بعض الأحيان- مميتاً، يسببه طفيلي يصيب نوعاً من البعوض الذي يتغذى على البشر؛ فينقله الطفيلي بدوره إلى الإنسان. يعاني الأشخاص المصابون به عادةً ارتفاعاً في درجات الحرارة مع قشعريرة وحالة شبيهة بالإنفلونزا (2).

بدأ العمل على تطوير لقاحات الملاريا منذ الستينات؛ ولكنها واجهت تحدياتٍ عدة؛ كعدم وجود سوق كبيرة كالسوق التقليدية، وقلة المطورين العاملين على الأمر، إضافةً إلى صعوبة تطوير أي لقاح ضد الطفيليات وتعقيده. واستمر ذلك حتى السادس من تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2021؛ فتلقى أول لقاح للملاريا (RTS,S) توصية منظمة الصحة العالمية لاستخدامه على نطاق واسع بين الأطفال الذين يعيشون في المناطق العالية الانتشار (3).

تستند توصية منظمة الصحة العالمية إلى نتائج برنامج تجريبي مستمر (حتى 2023) في غانا وكينيا وملاوي وصل إلى أكثر من 900,000 طفل منذ عام 2019، وقد أظهر هذا البرنامج -حتى الآن- أنّ اللقاح ملائم وآمن، ويساهم في تحسين صحة المرضى وإنقاذ حياتهم، بالإضافة إلى ملاحظة الانخفاض الكبير - الذي وصل ما يقارب 30% - في حالات الملاريا الشديدة المميتة، وامتلاك اللقاح مردوداً عالياً نسبة إلى تكلفته في المناطق العالية الانتقال (1,3).

يكون المنتج النهائي للقاح RTS,S/AS01 معلقاً سائلاً عديم اللون أو ذا لون بني شاحب، ويكون خالٍ من المواد الحافظة. ويتكون اللقاح من جزأين؛ الأول هو المسحوق الذي يحتوي على مستضد RTS,S، والثاني هو المعلق السائل للنظام المساعد AS01 الذي يستخدم لتشكيل المستضد (4).

يُطعَّم الأشخاص بهذا اللقاح على أربع جرعات، فيعطى حقناً عضليَّاً للأطفال؛ الجرعة الأولى عند عمر 5 أشهر؛ لتعطى الجرعات الثلاث الأولى شهريَّاً حتى عمر التسعة أشهر، ثم تُقدَّم الجرعة الرابعة من عمر 15 وحتى 18 شهراً (4).

وتشمل الخطوات التالية قرارات تمويل من المجتمع الصحي العالمي لإطلاق اللقاح على نطاق أوسع، والعمل على اعتماد اللقاح بوصفه جزءاً من الاستراتيجيات الوطنية لمكافحة الملاريا، ومن المقرر إجراء أبحاث إضافية للوصول إلى فاعلية أكبر لهذا اللقاح. إضافة إلى ذلك؛ تقود مراكز مكافحة الأمراض الـCDC - بالتعاون مع KEMRI- دراسة على الرُضَّع في غرب كينيا لإيجاد أفضل نسخة ممكنة من اللقاح من حيث الفعالية والمأمونية (3).

المصادر: