الطب > مقالات طبية

الكوارث النووية و الإشعاعية باختصار..

في الخامس والعشرين من شهر نيسان/أبريل عام 1986 حدثت كارثة تشيرنوبل، أكبر وأسوأ حادثة تسرب نووي إشعاعي غير مضبوط في التاريخ على الإطلاق، إذ استمر انطلاق المواد المشعة بكميات كبيرة لحوالي 10 أيام، ما تسبب باضطرابات اقتصادية واجتماعية كبيرة لمجموعات سكانية كبيرة في عدد من الدول (1).

تعد حالات الطوارئ الإشعاعية حالات غير اعتيادية وتتطلب إجراءات فورية لتخفيف الخطر الإشعاعي النووي أو نتائجه السيئة على حياة البشر والصحة والممتلكات والبيئة (2).

تتنوع تأثيرات الانفجارات النووية وتتراوح بين الطاقة الحرارية وتأثير موجة الانفجار والإشعاعات المؤينة (3).

وتعد الجرعة الكلية للإشعاع ومدة التعرض لهذه الجرعة إضافة لنوعية الإشعاع ونسبة الجسم المعرضة له من العوامل المحددة لآثار الإشعاع. كما يمكن أن ينتج عن التعرض الإشعاعي ذاته أعراض وعلامات مختلفة جذريًا بين الأفراد. قد تساهم العديد من العوامل الجينية والديموغرافية والغذائية إضافة إلى عوامل أخرى بعوارض الأذية الإشعاعية، إلا أن اختلاف أغلب العوارض بين الأفراد يبقى غير مفهومًا (4). كما يرتبط الضرر الناجم عن كمية الإشعاع الممتصة بنوع الإشعاع وحساسية الأنسجة والأعضاء المختلفة. إذا كانت جرعة الإشعاع منخفضة أو التعرض لها كان على فترات زمنية متباعدة، فالخطورة تقل كثيرًا، ذلك بسبب زيادة فرصة ترميم الأضرار. إلا أن المخاطر بعيدة المدى التي تظهر بعد سنوات أو بعد عقود كالسرطانات تبقى موجودة. لا تحدث هذه التأثيرات دائمًا، لكن احتمالية حصولها تتناسب مع جرعة الإشعاع. والجدير بالذكر أن الخطورة تكون أكبر عند الأطفال والمراهقين بحكم حساسيتهم العالية للتعرض الإشعاعي (5).

في الانفجارات النووية، تنجم معظم الوفيات عن الحرارة وبعضها عن الانفجار والقليل منها وينجم عن الإشعاعات المؤينة. كما أن الحرارة هي الأسرع في إحداث الوفيات، إذ تصل درجة الحرارة في الانفجارات النووية حتى 100.000.000 درجة مئوية في مركز الانفجار (6).

يتعرض الناس لمصدرين من الإشعاع بسبب الانفجارات النووية والمواد المشعة: تعرض خارجي وتعرض داخلي. يحدث التعرض الخارجي عندما يكون مصدر الإشعاع من خارج الجسم، في حين يحدث التعرض الداخلي بتناول طعام أو استنشاق هواء ملوث بجسيمات مشعة.

تتضمن أعراض التعرض الإشعاعي الحروق الجلدية والأذيات العينية عند النظر باتجاه الانفجار (تتنوع بين العمى المؤقت وحتى حروق الشبكية الواسعة). قد يظهر على الأفراد الأقرب من مكان الانفجار متلازمة إشعاعية حادة ناتجة عن جرعة الإشعاع العالية (7) تتمثل  بغثيان وإقياء وصداع وإسهال، ويشعر الفرد -بعد هذه الأعراض البادرية- بتحسن لفترة قبل أن تعاود الظهور بأعراض متفاوتة (ضعف شهية وتعب وحرارة وغثيان وإقياء وإسهال واختلاجات وسبات وأيضًا). قد تستمر هذه المرحلة من ساعات حتى شهور (8). تدمير نقي العظم من أشيع أسباب الوفيات بهذه المتلازمة الذي يسبب إنتانات ونزيف داخلي. يركز العلاج على الوقاية من الإنتانات ومعالجتها والمحافظة على إماهة مناسبة ومعالجة الحروق والإصابات. وقد يستفيد البعض من المعالجة الداعمة لنقي العظم (8).

كيف تتصرف عند حدوث انفجار نووي؟

- أدر ظهرك لجهة التفجير وأغلق عينيك وغطيهم للمحافظة على البصر.

- انبطح أرضًا ووجهك للأسفل وضَع يديك أسفل جسمك.

- ابق مسطحًا حتى تتلاشى الحرارة وموجات الصدم (7).

- غطِ الفم والأنف بمنديل أو أية قطعة قماش.

- أزل الأغبرة والأتربة في حال كانت على ملابسك (لا تنسَ تغطية الفم والأنف في أثناء ذلك).

- انتقل إلى ملجأ أو قبو أو أي مكان منخفض عن سطح الأرض، ويُفضل أن يكون بعيدًا عن اتجاه الرياح.

- انزع ملابسك، فقد تكون ملوثة إشعاعيًا. إذا كان ذلك ممكناً، استحم واغسل شعرك وبدِّل ملابسك قبل دخول الملجأ (7).

- غطِ الفم أو الأنف بكمامة (أو بقطعة قماش أو منديل) حتى تتلاشى سحابة الانفجار.

- أطفئ أنظمة التهوية وأغلق الأبواب والنوافذ حتى تتلاشى سحابة الانفجار.

- ابقَ في الداخل حتى تعلن السلطات أن الخروج آمن.

- استمع لمحطات الراديو أو التلفزة المحلية للحصول على النصائح والمعلومات، فقد توجهك السلطات بالبقاء في الملجأ الحالي أو الإجلاء لأماكن أبعد وأكثر أمانًا.

- إذا كان الخروج لا بد منه، غطِ فمك وأنفك بمنشفة مبللة.

- استخدم الطعام والمياه المخزنة لديك. لا تتناول الطعام المَحلي الطازج ولا تشرب المياه من المصادر المكشوفة. 

- نظف وغطِ الجروح الموجودة على جسدك (7).

أما فيما يتعلق بحبوب يوديد البوتاسيوم potassium iodide، فهي فعالة في حال وجود اليود المشع بمواد الانفجار، إذ تحمي الغدة الدرقية من تأثيراته ويتولى مسؤولو إدارة الطوارئ إعطاء التعليمات بهذا الصدد (7).

المصادر:

1. Chernobyl Accident 1986 [Internet]. London:World Nuclear Association [updated 2022 Apr; cited 2022 Jun 5 ]. Available from: هنا

2. Radiation emergencies - Overview  [Internet]. Geneva: WHO; 2022 [cited 2022 May 22]. Available from: هنا

3. Knebel A, Coleman C, Cliffer K, Murrain-Hill P, McNally R, Oancea V et al. Allocation of Scarce Resources After a Nuclear Detonation: Setting the Context. Disaster Medicine and Public Health Preparedness [Internet]. 2013 [cited 4 June 2022];5(S1):S20-31. Available from: هنا

4. DiCarlo A, Maher C, Hick J, Hanfling D, Dainiak N, Chao N et al. Radiation Injury After a Nuclear Detonation: Medical Consequences and the Need for Scarce Resources Allocation. Disaster Medicine and Public Health Preparedness [Internet]. 2013 [cited 4 June 2022];5(S1):S32-44. Available from: هنا

5. Ionizing radiation, health effects and protective measures [Internet]. Geneva: WHO; 2016 [Last reviewed 2022 Mar; cited 2022 May 22]. Available from: هنا

6. Vogel H. Rays as weapons. European Journal of Radiology [Internet]. 2007 [cited 4 June 2022];63(2):167-77. Available from: هنا

7. Radiation Emergencies - Frequently Asked Questions About a Nuclear Blast [Internet]. U.S: CDC. [ reviewed 2018 Apr 4,cited 2022 May 22]. Available from: هنا

8. Radiation Emergencies - Acute Radiation Syndrome (ARS): A Fact Sheet for the Public [Internet]. U.S: CDC.[ reviewed 2018 Apr 4,cited 2022 May 22]. Available from: هنا