الفنون البصرية > فنانون عالميّون

سلفادور دالي؛ بين تقَمُّص وأعمال ثورية

في الحادي عشر من أيار (مايو) من عام 1904م ولد الفنان سَلفادور دالي (Salvador Dalí) في فيغيريس (Figueres)؛ بلدة صغيرة خارج برشلونة، لأسرة مزدهرة من الطبقة الوسطى. ولد بعد أخ لم يره بسبب حياته القصيرة قبله، ولطالما أخبرت دالي عائلتُه أنه تَقمص لأخيه الراحل، ويُعتقد أن لذلك تأثيرًا في دالي (1,2).

عاش (Dalí) فترات في ضواحي (Figueres) في سن الثانية عشرة في برج مِل (Molí de la Torre) الذي كان من ممتلكات أسرة بيتشوت (Pichot)؛ أسرة من المثقفين والفنانين، والتي بدورها أسهمت باستكشاف (Dalí) الحركة الانطباعية (Impressionism) من خلال إطلاعه على مجموعة اللوحات التي كان يقتنيها الرسام (Ramon Pichot) رامون بيتشوت (1). 

كتب(Dalí) مقاله الأول في مجلة الدراسة (Studium Magazine) التي كان قد أسسها مع بعض زملائه في الدراسة عام 1919م حين كان يبلغ الخامسة عشر من العمر، وفي العام نفسه شارك في معرض مشترك في مسرح بلدية فيغيريس في غرف جمعية الحفلات الموسيقية (Societat de Concerts)؛ في هذا العمر كان يرغب دالي في أن يكون رسامًا فاشترط عليه والده أن يذهب إلى مدريد للالتحاق بمدرسة للفنون من أجل أن يصبح مؤهلًا أكاديميًا (1).

 لم يكن (Dalí) طالبًا عاديًّا، فقد قاد مظاهرة طلابية ضد الرسام دانييل فاسكيز دياز (Daniel Vázquez Díaz) لعدم منحه مقعدًا للرسم (1). 

بدأ (Dalí) مسيرته الفنية بصفة رسام لكنه لم يكتفِ بذلك فقد عُرف بكونه فنانًا وكاتبًا وناقدًا ومنتجًا وبروفوكاتور (Provocateur: الشخص الذي يقوم بتحفيز أشخاص آخرين على عمل غير قانوني) ودخل الساحة الفنية على نطاق واسع في عام 1929م، ونادرًا ما غاب عن الأنظار خلال مسيرته الفنية حتى مماته (1,3,4).

في ذلك العام اقتطف ثمار تعاونه مع لويس بونويل (Luis Buñuel) من خلال عرضهم لفيلم كلب أندَلُسي (Un Chien Andalou)، كان هذا العمل مهمًّا؛ إذ أدخل (Dalí) مجتمع السريالية الذي أسسه أندريه بريتو (André Breton) بصياغة البيان السريالي في عام 1924. (3,5).

والنتيجة هي تعاقب متواليات تشبه الحلم، تنتهك مخططات السرد التقليدية. يأخذ كل من هذه التسلسلات نهجًا غير خطي للوقت فلا يتمكن المشاهد من فهم الحبكة من حيث المبادئ الراسخة للسبب والنتيجة. المشهد الشهير الذي يقطع فيه الشاب ببطء عين المرأة بشفرة أمان، بينما تمر سحابة رقيقة أمام قرص البدر، يمكن تفسيره على أنه دعوة للنظر إلى السينما بطريقة جديدة (3,6).

قاد دالي فكرة أن الفن والفنان والقدرة الفنية يمكن أن تعبُر عديدًا من الوسائط وتصبح سلعة قابلة للحياة. جهوده الشاملة في مجالات تتراوح من الفنون الجميلة إلى الأزياء إلى المجوهرات إلى البيع بالتجزئة وتصميم المسرح؛ جعلته رجل أعمال غزير الإنتاج بالإضافة إلى كونه مبدعًا. على عكس التجارة الجماعية التي غالبًا ما تُزدرأ في عالم الفن، لمست يد دالي مجموعة متنوعة من المنتجات والأماكن؛ فأصبح ممكنًا لأي شخص في العالم امتلاك قطعة منه؛ هذه الممارسة شائعة اليوم لدرجة أننا نجد مهندسين معماريين رائعين مثل فرانك جيري (Frank Gehry) يصممون خواتم وقلادات خاصة من التيفاني ( Tiffany)، أو مبتكرين مثل جون بالديساري (John Baldessari) يقرضون صورًا لأسطح ألواح التزلج (2).

تعديل الصورة: Reem Ayoubi

المصادر:

1. Salvador Dalí's Biography | Fundació Gala - Salvador Dalí [Internet]. Salvador-dali.org. [cited 15 May 2022]. Available from: هنا

2. Salvador Dalí Art, Bio, Ideas [Internet]. The Art Story. [cited 15 May 2022]. Available from: هنا

3. Salvador Dalí | MoMA [Internet]. The Museum of Modern Art. 2017 [cited 15 May 2022]. Available from: هنا

4. Agent provocateur [Internet]. Dictionary.cambridge.org. [cited 15 May 2022]. Available from: هنا

5. SURREALISM [Internet]. tate.org. [cited 15 May 2022]. Available from: هنا

6. Un Chien andalou | Films and video art | Fundació Gala - Salvador Dalí [Internet]. Salvador-dali.org. [cited 15 May 2022]. Available from: هنا