اللغة العربية وآدابها > الحكواتي

الحكواتي؛ أحْيَانَا بيتانِ من الشعر

حدّثنا الراوي يا سادة يا كرام أن جماعةً من الناس ضلّوا (أضاعوا طريقَهم) في الصحراء، وباتوا ثلاثة أيامٍ دونَ ماء، حتى أوشكوا على الهلاك (1)..

فقام واحدٌ منهم وأنشد قولَ امرئ القيس: 

لمّا رأَتْ أنَّ الشريعة همَّها ... وأنَّ البَيَاضَ مِنْ فَرائصِها دامِي

تيمَّمتِ العينَ التي عِنْد ضَارِجٍ ... يفيْءُ عليها الظِّلُّ عَرْمَضُها طامِي (1,2)

ومعنى البيتين: 

الشريعة: مَورد الماء غير المنقطع.

الفرائص: هما لحمتان عند الكتف، ترتعدان عند الخوف.

ضارج: اسم جبل.

عَرْمَض: الطحلب.

طامي: مرتفع (3).

يصف الحُمُر الوحشية في الصحراء فيقول: إنها لما أرادت أن تقصد الماء خافت على أنفسها من الرماة، وأن تدمى أكتافها من سهامهم ، فعدلت إلى جبل ضارج إلى العين التي فيه، فليس هناك رماة.

فقال القومُ لمنشِد البيت: مَن يقول هذا؟ 

قال: امرؤ القيس.

فقالوا: والله ما كذب، فمشوا على الركب إلى جبل ضارج، فإذا هو كما وصفه امرؤ القيس، فشربوا منه ولولا ذلك لهلكوا (1).

وصاروا يقولون: أحْيانَا بيتان من شعرِ امرئ القيس (1).

المصادر:

1. ابن قتيبة الدِّينَوَرِيُّ عبد الله بن عبد المجيد. الشعر والشعراء. ط4. القاهرة، مصر: دار الحديث؛ 1998. ص 111-126.

2. ابن حجر بن الحارث امرؤ القيس. ديوان امرئ القيس. تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم. ط2. القاهرة، مصر: دار المعارف؛ 1958. ص405.

3. ابن منظور محمد بن مكرم. لسان العرب. ط4.  بيروت: دار صادر؛ 2005. جذر: شَرَعَ، فَرصَ، ضرج، عَرْمَضَ، طَميَ.