هل نقول وداعًا للعلاج الكيميائي عند مرضى سرطان المستقيم؟!

أظهرت دراسة حديثة نُشرت في الخامس من الشهر الحالي (يونيو) 2022 نتائج لافتةً في علاج سرطان المستقيم الموضعيّ المتقدّم باستخدام العلاج المناعي وحدَه، لكن لفهم مدى أهمية نتائج هذه الدراسة نعود لنتذكر بعض النقاط المهمة.

يسبّب قصور آليات إصلاح عدم تطابق الـ DNA ما يعادل 5 إلى 10% من حالات السرطان الغدي في المستقيم، وتستجيب هذه الحالات استجابةً ضعيفة للعلاج الكيميائي المعياري للسرطان، وعادةً يحتاج تدبيره خطة علاجية تشمل توليفة من العلاج الكيميائي مع الإشعاعي إضافةً إلى الجراحة  (1).

سبق أن تبيّن للباحثين أن لتثبيط نقاط التفتيش المناعي فعالية عالية لدى مرضى سرطان القولون والمستقيم النقيلي الناتج عن خلل في إصلاح عدم التطابق، وذلك لدى استخدامه بوصفه خطًّا علاجيًّا أول. وبناءً على ذلك افتُرض أنّ تثبيط نقطة التفتيش المناعية (programmed death 1 - PD1) باستهدافها بضد وحيد النسيلة (dostarlimab) قد يكون مفيدًا في علاج سرطان المستقيم الموضعيّ المتقدّم الناتج عن الخلل نفسه، وكان من المُقرر أن يتبع هذا العلاج بالعلاج الكيميائي الإشعاعي والجراحة وذلك بعد تقليص الورم بالعلاج المناعي (3-1). 

لكنّ نتائج الدراسة التي أجريت على 12 مريضًا كانت مثيرة للإعجاب، فقد أظهر كل المرضى استجابة علاجية كاملة بعد ما لا يقل عن ستة أشهر من المتابعة، دون ظهور أي آثار للورم ودون الحاجة إلى تلقي أي علاج كيميائي إشعاعي أو الخضوع لجراحة (1).

تتمثل أهمية هذه الدراسة بكونها تعِد بالاستغناء عن استخدام العلاج الكيميائي الإشعاعي والجراحة، ما يعني تجنيب المرضى التعب النفسي المرافق لهذه العلاجات، والآثار الجانبية المتمثلة في التأثيرات الدائمة في الخصوبة والصحة الجنسية ووظيفة المثانة والأمعاء وغيرها (1).

يمكننا القول الآن: إنّ سرطان المستقيم المُتقدّم موضعيًّا والناتج عن خلل في إصلاح أخطاء عدم التطابق ذو حساسية عالية لمثبطات (PD-1) بصفته علاجًا أحاديًّا، لكن تبقى الحاجة للمتابعة مدّة أطول لتقييم مُدّة الاستجابة للعلاج ومراقبة أي علامات لسرطان معاود (1,2).

*الصورة أعلاه للمريضة الأولى في الدراسة السريرية Sascha Roth، شُخصت بسرطان المستقيم عام 2019، وأظهرت نتائج اختباراتها الأخير اختفاءَ الورم كاملًا بعد خضوعها لستة أشهر من العلاج المناعي (2).

المصادر: