ما هي العلاقة بين جدري القردة والمثلية الجنسية؟

يتداول الناس مؤخرًا أخبارًا تتعلق بتفشٍ جديد لفيروس يدعى فيروس جدري القردة (Monkeypox virus)، ومن بين ما سمعناه عن هذا الفيروس إشاعات تزعم أن المرض يُصيب تحديدًا الرجال المثليين، فما هي حقيقة هذا الادعاء؟

جدري القردة مرضٌ مُتوطنٌ في مناطق من أفريقيا الوسطى وغرب أفريقيا وغيرها (1-3)، ولكن أخذت حالات جديدة بالظهور منذ 13 أيار 2022 في اثنتي عشر دولة لا يتوطن فيها الفيروس (1).

واللافت أن من بين الحالات الجديدة نسبة كبيرة من الرجال المثليين أو ثنائيي الميول الجنسية أو ممن مارسوا الجنس حديثًا مع رجال. إذ راجعت نسبة من هذه الحالات عيادات الصحة الجنسية وشُخصت من خلالها (1). وهو ما شكّل شرارة الإشاعات التي ربطت المرض بالعلاقات الجنسية المثلية.

دفع هذا الربط المُخطئ برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز إلى التحذير من اللغة والصور المستخدمة لدى نقل الأخبار والتعليقات المتصلة بالموضوع، فقد استُخدمت صور لمثليين وأفارقة بغية تمثيل المرض، وهو أمر عنصري ومتحيز ضد المثلية الجنسية، ويعزز العنصرية ورهاب المثلية، ويرسخ الوصمة التي تلاحق المثليين. مع الإشارة إلى أن مثل هذه الإساءات ستعرقل جهود احتواء المرض ومكافحته مثلما حدث لمرضى الإيدز في السابق (1).

ويُذكر أن الفاشية الأولى المعروفة لجدري القردة ظهرت في عام 1959، ووثقت أول حالة في الأدب الطبي عام 1970 لدى صبي يبلغ من العمر تسعة أشهر (2).

وينتقل الفيروس الذي يتبع جنس الفيروسات الجدرية (Orthopoxvirus) من خلال التماس اللصيق بإنسان أو حيوان مصاب أو مواد ملوثة بالفيروس. ويمكن أن تنتج الإصابة عن التماس بالدم أو سوائل الجسم أو الآفات الجلدية أو المخاطية للحيوان أو الإنسان المصاب (1-3). ويعتقد أن الانتقال في أثناء الجنس يحدث من خلال ملامسة آفات موجودة في المغبن والمنطقة التناسلية.

يسبب المرض عمومًا طفحًا جلديًا يصعب تمييزه عن الجدري، وقد تظهر أعراض تنفسية، وتكون بعض الحالات شديدة ومميتة (3).

علمًا أن المُلقحين ضدَّ الجدري محميون من جدري القردة بنسبة 85%، وتكون إصاباتهم بالمرض لدى حدوث العدوى خفيفة عمومًا (1-3).

المصادر: